العرض في الرئيسةفضاء حر

لنفهم المشكلة..

يمنات

حسين الوادعي

حوالي نصف اليمنيين تحت سن الخامسة عشره.
إذا صعدنا قليلا في هرم السكان سنجد ان 75% منهم تحت سن الخامسة والعشرين.

أي ان حوالي 14 مليون يمني ولدوا بعد توحيد اليمن في 1990م، ولا يعرفون أي شيء عن حقيقة الاوضاع آنذاك.

اغلب هؤلاء الشباب لا يقرأون. وإذا قرأوا لا يتجاوزون الشعروالرواية وبعض المواد الخفيفة على المواقع الالكترونية.

في جو كهذا يرتدي الماضي شكلا اسطوريا، ويبالغ البعض في اسباغ صورة مثالية على الماضي لاقناع الشباب أننا كنا بخير وأن الحل لمشاكلنا هو “العودة” الى الماضي الذهبي السعيد.

البعض يرى ان الماضي الذهبي السعيد بالنسبة له هو ما قبل 22 مايو.
والبعض يرى انه ما قبل 1967.
والبعض يرى انه العوده الى حالة ما قبل 1962.

وكل واحد من عشاق الماضي هؤلاء ينخرط في عملية تزييف واسعة للماضي، وبث ارقام وهمية حول الحالة الاقتصادية المزدهرة والمستوى العالي للمعيشة والجودة العالية للتعليم دون ان يتنبهوا ان من عاشوا هذا الماضي القريب لا زالوا على قيد الحياة وقادرين على تقديم صورة منصفة وموضوعية لسلبيات ذلك الماضي وايجابياته.

العقلية العربية عقلية سلفية.

مرجعيتها الدائمة هي لحظة من لحظات الماضي. والمستقبل بالنسبة لها هو العودة لهذه النقطة في الماضي.

يستوي في ذلك السلفيون الدينيون الذين يرون ان المستقبل هو “العودة” الى الماضي الذهبي المفترض في عصر الصحابة.

او سلفيو الامامه الذين يرون ان المستقبل هو “العودة” الى ماضيهم الذهبي قبل 1962
او سلفيو الهوية الجنوبية الذين يرون ان المستقبل هو “استعادة” دولة ما قبل 1990 أو ما قبل 1967.

عندما يكون “المستقبل” هو “استعادة الماضي” فهذا يعني ان خللا كبيرا في التفكير يحتاج الى اصلاح عاجل او الكارثة.

الماضي بالنسبة للمستقبل ليس إلا كابوسا بألوان باهتة
ومحاولة استعادته ليست الا بعثا لهذا الكابوس بألوان صارخة وانفجارات اشد دموية.

أما بالنسبة للشباب فأدعوهم الى امتلاك عقولهم ومستقبلهم، وتكوين معرفة موضوعية بالماضي بعيدا عن اوهام التقديس، لأن اشباح الماضي هي العدو الأول لمستقبلهم المنشود.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى