العرض في الرئيسةفضاء حر

بين فرص التاريخ ومكره يقف التردد

يمنات

محمد محمد المقالح

التاريخ لا يرحم واللحظة التاريخية لا تتكررمرتي..

فاذا وضعتك اللحظة التاريخية على رأس المسؤلية في قيادة شعبك الى النصر والمجد فلا تتردد عن الامساك بهذه اللحظة ولا تجبن او تتخلى عن تحمل المسؤلية في قيادة الشعب في الدفاع عن نفسه وكرامته او في تحقيق النصر والمجد الذي يتوق اليه..

واذا امسكت باللحظة او الفرصة التاريخة ثم قررت ان تتحمل قيادة شعبك الى حيث ما يصبوا اليه وفقا للفرصة التاريخية الني مكنتك من ذلك فما عليك الا ان تمضي الى النهاية؛ “واذا عزمت فتوكل على الله” اي لا تتردد او تلوي بارسك الى الخلف او تقف في منتصف الطريق او تدعي انك غير جاهز او غير قادر على مواصلة الطريق الى نهايته، لأنك حينها لن تحرز نصف نصر ونصف هزيمة كما تعتقد بل ستتلقى هزيمة كاملة وماحقة ونهائية وستعرض نفسك وشعبك لمكر التاريخ الذي لا يرحم والذي لن يعيدك الى ما قبل تحميلك المسؤلية بل الى مهاوي الردى وهوامش التاريخ وحواشيه المظلمة..

تخيل ان الامواج والعواصف وبدون ترتيب منك اودت فجاة بحياة قبطان السفينة ووضعتك اللحظة التاريخية والمأساوية تلك كما وضعك من تبقى على ظهر السفينة قبطانا اضطراريا لقيادة سفينتهم الى البرية فهل تقول لا استطيع او تصل الى وسط البحر وتفر من كمرة القيادة واذا عملت فمن تكون حينها!

لن يعذرك التاريخ حين تقول لم اكن جاهزا او لماذا اتحمل وحدي المسؤلية..؟

حينها – وبكل بساطة ووضوح – يلعنك التاريخ ويسود صفحتك بعد ان مكنتك فرصه الثمينة والتي لا تتكرر في حياتك بان تسجل في كتابه صفحة من المجد والبطولة ونبل التضحية والايثار!

والخلاصة انت بين فرصة التاريخ ومكر التاريخ ولا خيار ثالث بينهما.

زر الذهاب إلى الأعلى