العرض في الرئيسةفضاء حر

حزب الانقاذ الوطني .. ضرورة وطنية تستلهم اللحظة التاريخية لإنقاذ ما تبقى من مكتسبات اليمنيين واعادة صوغ خياراتهم مع واقعهم ومستقبلهم

يمنات

جلال حنداد

الخطوات الحثيثة التي يقوم بها القاضي احمد سيف حاشد و من معه من الشخصيات اليمنية المسئولة والمعروفة بتاريخها النظيف؛ بالإضافة إلى الشباب لإنشاء واعلان حزب سياسي جديد متحرر في رؤاه وبرامجه واهدافه من عقد الايدلوجيا و رواسب الماضي المعجونة بالفساد والصراعات؛ يعد عملا وطنيا كبيرا والتفاعل معه واجب وطني على كل يمني يستشعر التعقيدات القائمة و خطورة المرحلة التي نعيشها اليوم في ظل تسيد المكونات السياسية والدينية الحالية.

لا أقول ذلك من باب الترويج لهذا الحزب أو التبشيرية؛ و انما من منطلق لا يخفى على احد، و هو واقع المشهد السياسي اليمني والقوى اللاعبة فيه سياسيا و احترابيا.

إن الاحزاب القائمة اليوم؛ وان كان جلها صاحب رصيد نضالي كبير في الفترات الماضية، و تشكل بتاريخها مساحة كبيرة من وجدان اليمنيين الوطني. الا انها جميعها دون استثناء قد تورطت في المشاريع اللاوطنية، و اوصلت البلد بصراعاتها وتغليب مصالحها الضيقة الى هذا الدمار والتعقيدات وتسيد منطق الفساد على حساب مصالح اليمن.

لقد تسببت هذه المكونات بهزيمة اليمنيين وتدمير مكتسباتهم المتواضعة، و ها هي اليوم من مواقعها المختلفة تسعر حرب عبثية دون ادني اكتراث بنتائجها؛ بل انها تدفع جميعها بهذه الحرب الى الحواضن المجتمعية، وعلى نحو اوشك على التسبب في انقسام مجتمعي، يقود الى احتراب اهلي – أهلي من خلال تعميق مفردات الصراع الجهوية والطائفية والعصبوية، و بما يضرب جوامع اليمنيين المشتركة و واحدية دولتهم وهويتهم التاريخية.

كل ذلك من اجل مصالح خاصة وصفقات انتهازيه تتمترس ورائها هذه المكونات السياسية القديمة والناشئة بعيد عن أي مصلحه وطنية.

لقد شاخت هذه الاحزاب وان كانت لاتزال تشكل بتراكماتها جزء كبير من التاريخ النضالي والوجداني لليمنيين؛ إلا أنها وفي السنوات الأخيرة؛ سيما ما بعد 2011م.

و نتيجة لتورطها في موائد الفساد و انخراطها في حرب مستعرة، لا تمثل اي هدف وطني، قد فقدت ادوات فاعليتها السياسية و مساراتها الوطنية؛ كونها جزء من اكبر عملية دمار لحقت بالدولة اليمنية المعاصرة .. لتصبح تلك الاحزاب بواقعها اليوم عبارة عن اطر تتخندق فيها نخب والغة في موائد الفساد والنفعية الرخيصة على حساب كرامه اليمنيين، و لم تعد تتمثل في اجنداتها الادائية اي امال او تطلعات لهذا الشعب المقهور، الذي وجد نفسه ضحية لهؤلاء مجتمعين، و صار لزاما عليه استنهاض ما تبقى له من رصيد في مكانته الوطنية و شحذ همته وعزائمه لتخليق وانشاء مكون، او حتى مكونات سياسية جديدة، تتمثل اماله وتطلعاته و تصون حقوقه و كرامته في انجاز مشروع الدولة الضامنة .. مكونات متحرره من عقد الماضي وصفقات الفساد ومنبثقة من هموم اليمنيين وحاملة لتطلعاتهم.

من هذا السياق يمكن ادراك المساعي الطيبة الداعية. لتشكيل حزب انقاذ وطني حزب يتلمس واقع اليمنيين ويؤطر في اجنداته وحراكه المدني اهدافهم الكبري .. حزب يعيد قراءة التجربة السياسية في العقود الماضية بوعي وطني وتاريخي، بعيدا عن استعداء تاريخ تلك الحقبة و بعيدا ايضا عن المضي في ذات سياقاتها الصراعية، و انما يستشرف افاق المستقبل من خلال الوعي بالماضي وصون مكتسباته ان كان ثمة مكتسبات و تجاوز صراعاته من خلال الاستفادة من تلك التجربة في تأمين عدم الوقوع في اخطائها.

ان اللحظة التاريخية الراهنة والهزائم المتلاحقة التي وقعت بنا والتعقيدات الصراعية والمشهد ككل يحتم علينا كيمنيين اعاده صوغ علاقاتنا وخياراتنا السياسية؛ سيما في ظل البوادر الاولية التي تفصح عن مسار سياسي يتبلور اليوم، اولى محدداته الكارثية هي اعادة صياغه الشراكة بين طرفي الحرب واعادتهم جميعا الى سده الحكم مثقلين بمصالحهم المشبوهة وفسادهم المزري.

تلك المصالح التي كانت السبب الرئيس لاندلاع الحرب و توريط اليمنيين في صراع مؤلم، نحتاج مستقبلا الى التعافي منه، لا إلى اعاده صانعيه الى الحكم لينتجوا لنا بدورهم صراعات دائمة..!!

و لن يتأتى لنا الانعتاق الايجابي من قبضة القوى المتصارعة وتأمين مستقبلنا، إلا من خلال تحشيد طاقاتنا الوطنية في حامل سياسي جديد يتبلور من اجلنا ومن اجل الدولة اليمنية ليحمل على كتفه مسئولية انقاذنا مما نحن فيه واعاده الاعتبار لليمنيين شعبا ودولة..

لهذا سأتفاعل مع فكرة اعلان حزب الانقاذ الوطني من باب الواجب الوطني

صنعاء

2/08/2016

زر الذهاب إلى الأعلى