أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

هل حجب الواتس آب أم تقف مشاكل تقنيه خلف توقفه..؟

يمنات

فايز الأشول

تتضاءل فرص العيش في اليمن كلما طال أمد الحرب، وتنعدم الخدمات الواحدة تلو الأخرى، في وقت توصد فيه نوافذ إيصال مأساة اليمنيين إلى العالم تباعاً.

لليوم الخامس على التوالي، تتوقف خدمة التواصل الاجتماعي “واتس آب”، الوسيلة الأكثر استخداماً من قبل العامة في اليمن للتراسل الفوري أو الاتصالات الصوتية، الأمر الذي خلف موجة سخط واسعة لدى المستخدمين للتطبيق، والذين اتهموا “أنصار الله” بحجب الخدمة، كونها سلطة الأمر الواقع في صنعاء والمتحكمة في الاتصالات العامة والخاصة.

احترازات أمنية

المهندس في شركة “سبأفون”، محمد النهمي، قال، لـ”العربي”، إن “خدمة الواتس آب متوقفة عن المشتركين من قبل وزارة المواصلات يمن نت”، فيما أفاد مختصون في شركة “إم تي إن” بأن “المشكلة تقنية”، وأنها “بسبب مشاكل لدى مزود خدمة الإنترنت في اليمن يمن نت”.

وأكد المهندس في المؤسسة العامة للاتصالات، حسين الكينعي، ذلك لـ”العربي”، لافتاً إلى أن “الحجب طال واتس آب في جميع شركات الاتصالات يمن موبايل، سبأفون، إم تي إن، وتعمل الخدمة الآن عبر الإنترنت المنزلي ADSL ، ومنه عبر الواي فاي”.

وأرجع الكينعي الحجب إلى “احترازات أمنية بتوجيهات من قيادة الوزارة”.

رجعنا إلى أيام زمان

زكريا سلطان علق على حجب التطبيق بقوله “لا ماء ولا كهرباء ولا راتب، والحوثي غلق الفورة بوقف الواتس”.

كما كتبت عبير الغيلي (أننا) “رجعنا إلى عهد الحمير والحطب والفوانيس، وبعد حجب الواتس ما باقي معانا إلا راديو قديم، لكن كله إذاعات زوامل وصمود، والله ما عاد في ريال كيف نصمد؟”.

ونشر بعض الناشطين في الـ”فيس بوك” روابط قالوا إنها لبرامج كسر الحجب، ونشر حسام المذحجي لمن شملهم حظر برنامج “واتس آب” في اليمن الحل “برنامج cloud vpn… بكل بساطة قم بتحميله من google play والقيام بتثبيته على جهازك والتصفح من خلاله بكل سهولة وبعيداً عن الحظر”.

كما حث المهندس خليفة عيسى مستخدمي “واتس آب” على تنزيل برنامج Onavo protect، مؤكداً أن “نزل هذا البرنامج واتحدى يمن نت تحظر عليك مرة ثانية”.

حق أساسي للإنسان

وبالرغم من أن مبادئ الأمم المتحدة تنص على أن “الحصول على خدمة الإنترنت حق من حقوق الإنسان الأساسية”، إلا أن سلطة الأمر الواقع في صنعاء لا تكترث لذلك. فمنذ سيطرة “أنصار الله” على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، قامت بحجب عشرات المواقع الإخبارية الإلكترونية، وكذا تطبيقات من بينها “تليغرام” الذي حظي باستخدام جيد خاصة من قبل الناشطين كتطبيق لنشر الأخبار.

المحامي عصام السعيدي أشار، لـ”العربي”، إلى أن “المليشيات انتهكت الدستور والقوانين ومواثيق حقوق الإنسان، لكن ذلك لا يمنع من توثيق كافة الجرائم والانتهاكات بما فيها حجب المعلومة وموافاة الهيئات والمنظمات الدولية والإنسانية بذلك، وسيحاسب كل من اقترف جريمة بحق الشعب اليمني عاجلاً أم آجلاً”.

خوفاً من ثورة الرواتب

الصحافي فايز البخاري أرجع حجب الـ”واتس آب” إلى “خشية الحوثيين من قيام ثورة الموظفين بسبب الرواتب التي تمتنع الميليشيا عن صرفها منذ شهرين”.

ورأى البخاري أنه “جاء حجب الواتس كي لا يتواصل الناس وينسقوا فيما بينهم للخروج بثورة ضد الميليشيا، التي جنت على الوطن وتسببت بكل هذا الخراب والدمار، وفي الأخير تريد أن يموت ملايين الموظفين وعائلاتهم بقطع رواتبهم”، موضحاً أن “الواتس أخف البرامج وموجود لدى الجميع فالخوف منه أشد من الفيس”.

هدوء أصحاب العاجل

جمهور آخر من الناشطين أحال الأمر إلى الطرافة لمواجهة عزلة توقف التطبيق، وعلق عبد السلام عارف قائلاً: “يجعلك خير يا حبيب الشعب يمن نت. أحسن شيء عملته حجبت خدمة واتس آب .. هدوء أصحاب العاجل … محسنه وهو ساكت الواتس”.

و نشر خالد بن أمين من جهته أن “يمن نت تحجب تطبيق واتسآب وسابقاً انستغرام وتيليغرام. شوف شوف الخوف على المواطنين من ضياع الوقت … بدل ضياع الوقت بتطبيقات المراسلة، اقترح حجب كل التطبيقات عدا ويكبيديا عشان الناس تستفيد”.

و كتب علي العنتري بدوره أن “لا حياة بدون واتسآب، حقيقة أنك لا تحس بأهمية الشيء إلا عندما تفقده، لا وفقك يا حوثي أنت وإللي ولاك على يمن نت”.

وأشار زياد سعيد إلى أن “الواتس محظور من يمن نت… باقي لنا الفيسبوك”، بينما سخر محمد غانم صائحاً “باي باي يمن نت… باي باي يمن موبايل… أيام قليلة و يصبحوا من التاريخ”.

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يحجب فيها الـ”واتس آب”، فخلال الأسابيع الماضية كانت الخدمة تتوقف لساعات من منتصف الليل إلى الثانية ظهراً، لكن محمود القناص، الذي يشرف على مجموعة “أحرار اليمن” في الـ”واتس”، يقول (إننا) “لجأنا إلى تطبيق إيمو كبديل”، مستدركاً بأن “خدمة الواتس كانت مميزة”.

المصدر: العربي

زر الذهاب إلى الأعلى