أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

معركة تعز .. لماذا الآن..؟ وهل يستطيع هادي والتحالف حسمها..؟ وما هي نقاط القوة لدى خصومهم في تعز..؟

يمنات – صنعاء

قالت صحيفة “الاخبار” اللبنانية إن هادي عاد إلى عدن بعد إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن تفاهمات مسقط، منتصف الشهر الماضي، ضمن عدة عناوين، أبرزها كان التحشيدات العسكرية لبدء معركة تعز.

و تسألت الصحيفة: لماذا تعز الآن..؟ معتبرة أن معركة تعز فيها هروب إلى الأمام. منوهة إلى أن الأمام هنا هو الاستحقاق السياسي بإنهاء الحرب والحصار.

و في تقرير لها اعده الصحفي مهدي علواني، قالت الصحيفة: لأنه لا يمكن الاكتفاء بتقديم ملاحظات على الخطط الأممية، فلا بد من عنوان للمرحلة المقبلة.

و أضافت: قدوم المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى عدن، ولحوقه بهادي لتسلّم ملاحظاته، لم يمكّناه من الحصول على جواب منطقي يمكن البناء عليه.

و تابعت: عملياً، لا يملك هادي وحلفاؤه، في هذا التوقيت، قوة عسكرية ــ بشرية لخوض معركة كبرى في تعز، رغم أهميتها بالنسبة إليه لتعزيز وضعه، في ظل رفض أبناء المحافظات الجنوبية من المجندين والعسكريين القتال خارج محافظاتهم، خاصة في تعز. يضاف إلى ذلك الخلافات بين دول التحالف (السعودية وقطر والإمارات)، حول إمكانية تحقيق تقدم في تعز، إلى جانب تضارب المصالح بين القطريين الذين دعموا الخلايا الإخوانية فيها، والإماراتيين الذين أبقوا دعمهم بعيداً في جبهات مناطق الصبيحية في محافظة لحج، والحدود الغربية قبالة باب المندب، والشرقية على تخوم منطقة كرش (75 كلم) شمال عدن.

و نوهت الصحيفة، إلى أن هادي لم ينجح خلال زيارته الأخيرة للإمارات، في إقناع المسؤولين هناك بضرورة المشاركة في هذه المعركة.

و اعتبرت ما يقوله بعض المحللين من أن هادي كان يطمح إلى نقل حكومته إلى تعز بدلاً من عدن، في محاولة لتعزيز شرعيته المفقودة، مع الأخذ بالاعتبار الضغوط الصادرة من قوى الحراك المدعومة إماراتياً، اعتبرت ذلك مجرد مبالغات.

و قالت: لتعز موقع استراتيجي مهم، أدركه أنصار الله والجيش المساند لهم منذ بداية الحرب؛ فهم، منذ خروجهم من المحافظات الجنوببة أواخر تموز 2015، تمركزت قواتهم على طول حدود التماس مع المحافظات الجنوبية، فيما بقيت تعز (170 كلم شمال عدن)، مرتكزاً أساسياً لحضورهم العسكري.

و أكدت أن بمقابل ذلك تدرك دول التحالف أن تعز، لا مأرب ولا الجوف ولا أي محافظة شمالية، هي مفتاح أي نصر عسكري يتبعه استحقاق سياسي.

و لفتت الصحيفة إنه و اعتبارا لما سبق ذكره حرص أنصار الله و صالح على الحفاظ على تعز، و توزيع القوات في معظم مساحتها الجغرافية، خاصة مناطقها الجبلية المطلة على باب المندب غرباً ولحج وعدن جنوباً.

و تسألت: هل يستطيع هادي فتح هذه المعركة الخاسرة سلفاً..؟ و أجابت: لا يبدو ذلك، وإلا لكان قد أقدم على ذلك من دون هذا الضجيج الإعلامي، بل في أقرب وقت ممّا يعد، خاصة أن دول التحالف ليس لديها ما يؤهلها هي الأخرى لفتح معركة مصيرية في تعز، و كذلك تكرار تجربة عدن التي صارت الآن تحت سيطرة فصائل مختلفة، تسبّبت تالياً في إرباك لها أكثر ممّا كان يمكن أن يُحسب كخسارة لـ”أنصار الله” و صالح.

 ولفتت الصحيفة، إلى أن تعز عكس عدن، ففي عدن غابت عن أنصار الله الحاضنة الشعبية وخذلتهم الطبيعة الجغرافية الساحلية. منوهة إلى وجود حاضنة قبلية في تعز، و بالذات في المناطق المتاخمة للمحافظات الشمالية، و هذا العامل يتقدم في الحسابات السياسية والميدانية، بل كان الأكثر حسماً في حروب اليمن التاريخية.

و أضافت: وتعز المدينة (مركز المحافظة) مدنيّة مثلها مثل عدن ولحج، وتكاد معظم أطرافها الريفية الجنوبية تشبهها في مدنيّتها، بعكس أرياف عدن ولحج ذات الحواضن القبلية المحاذية لهذا الريف التعزي شبه المدني، وهؤلاء ليس لديهم أي مطالب سياسية أو عداء مع تمركز أنصار الله و الجيش المساند لهم، بل لأهل المدينة تجربة سيّئة مع العناصر الموالين للتحالف.

و حسب الصحيفة، بالنسبة إلى الأطراف الجبلية المطلة على الساحل الغربي، توجد بيئة موالية لصالح و أنصار الله ستعطل حتماً أي تقدم عسكري أو إنزال بحري.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى