أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

خيبات فصائل مقاومة تعز وحسابات التحالف السعودي

يمنات

مفيد الغيلاني

في الوقت الذي كان يُنتظر فيه ما سمته “المقاومة الشعبية” استكمال “تحرير” محافظة تعز، بالتزامن مع معركة “الرمح الذهبي” الذي أعلنتها قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي، مسنودة بقوات “التحالف العربي”، وعلى وجه الخصوص الإمارات، لتحرير الساحل الغربي، إلا أن المنتظرين منيوا بخيبة أمل مرتين؛ الأولى حينما أدركوا أن معركة “الرمح الذهبي” لم تكن لـ”تحرير” تعز بقدر ما هي لـ”تأمين” الشريط الساحلي الغربي، و المتمثل بذو باب والمخا وباب المندب، والثانية جراء التباين في وجهات النظر بين فصائل “المقاومة الشعبية” في تعز، في هذا التوقيت الحساس، وهو ما دفع قيادة “المقاومة” وأطرافاً مختلفة إلى السعي لاحتواء ذلك، حيث التقى، الثلاثاء الماضي، قائد “المقاومة الشعبية”، حمود سعيد المخلافي، بقائد الجبهة الشرقية، عادل عبده فارع، المعروف بـ”أبو العباس”، استجابة للدعوة التي أطلقها قائد “المقاومة” في مأرب، علي غريب، ومنسق اللقاء، عبد الرزاق البقماء.

و كشف منسق اللقاء بين المخلافي و”أبو العباس” أنه “تم الإتفاق بين جميع الأطراف على التعاون في حل كل المشكلات المختلفة بتعز، والتعاون لتفعيل أجهزة الدولة”.

و أكد أنه “تم التوافق على ضبط المخربين والقتلة وإعادتهم إلى السجون، ومحاسبة من يقف وراءهم، وذلك من خلال التعاون المتبادل بين جميع الأطراف”.

و جاء هذا عقب اندلاع اشتباكات بمختلف الأسلحة لأكثر من مرة، بين مسلحين يتبعون غزوان المخلافي، وأفراد من كتائب “أبو العباس”، وسط المدينة، راح ضحيتها عدد من المدنيين.

و يرى مراقبون أن استمرار مثل تلك الخلافات يعيق مشروع “تحرير” المحافظة، معتبرين أن هناك قوى خارجية، متمثلة بـ”التحالف العربي”، تعمق التباين في وجهات النظر داخل صفوف “المقاومة” في تعز.

الناشط السياسي، محمد عبد الله فرحان، رأى، في حديث إلى “العربي”، أن “مخرج سيناريوهات فوضى واشتباكات تعز تحت مسميات غزوان وأبو العباس، يريد أن يصل بالجميع إلى قناعة بقبول قرارات تقضي بسحب وتوزيع وتشتيت مقاومة تعز هنا وهناك، بعيداً عن تعز، واستبدالها بقوات وجيش آخر يأتي ليحل محلها في تعز، ويتولى مهام تحرير وتأمين تعز، وذلك وفقاً لحسابات أخرى للتحالف العربي، وهو تخوفهم من تمكين مليشيات حزبية أو جهوية من القوة والسلاح، لتكون في يوم ما خارج السيطرة، وتتمرد على الجميع إن تعارضت سياسة الشرعية والتحالف مع سياساتها الجهوية أو الحزبية، وهذا ما يدور خلف مسميات غزوان وأبو العباس ومخلاف”.

و يعتبر فرحان أن “أي مفاوضات وحوارات بين القوى المتباينة في تعز لن تفلح طالما والقوى الإقليمية الفاعلة في الساحة اليمنية والتعزية بشكل خاص، لم تقرر بعد توحيد جبهات تعز كونها هي الممول لذا وذاك، وتقدم الدعم وفقاً لمطالب تريد تنفيذها، وكأننا وللأسف في تعز نشتغل بالجهد مقابل الثمن .. فسنتفق ونتوحد حينما يريدون لنا ونتقاتل حينما يريدون لنا ذلك أيضاً”.

من جهتها، تحذر قيادات في “المقاومة الشعبية” من أن ما يحدث بين فصائل “المقاومة” اليوم، ينسف الهدف الذي تأسست من أجله، عادّةً ما يجري حالياً “إخراجاً لمليشيات من الباب وإدخالها من الطاقة”.

في هذا السياق، يلفت القيادي في “المقاومة”، مارش هزبر، في حديث إلى “العربي”، إلى أن “الهدف من تأسيس المقاومة الشعبية داخل محافظة تعز، كان إنهاء التمرد واستعادة المدينة من أيادي المليشيات وليس صناعة فصائل ومليشيات أخرى بديلة أو موازية”.

و يتابع أن “الجميع يدرك أن تعز تمتلك مئات الآلاف من قطع السلاح، وعدداً كبيراً من الأحزاب والتيارات والمكونات، ونصف سكان تعز من فئة الشباب ويعانون من البطالة والفقر وغياب المؤسسات، مما يجعلها بيئة خصبة لنشوء الفصائل والجماعات والحركات، فما لم تفرض الشرعية سلطة الدولة في المواقع المحررة، والعمل على الدمج الفعلي للمقاومة في الجيش، وإلا وكأنك يا بو زيد ما غزيت، ستخرج المليشيات من الطاقة وتعود من الباب”.

و يضيف أن “تعز ضحت ولا تزال تضحي من أجل عودة الشرعية والدولة ومؤسساتها، فعلى حكومة الشرعية وقياداتها قطع أيدي الخلافات العبثية داخل المقاومة وتعزيز دور الدولة”.

في المقابل، يرى آخرون أن استثمار مثل هذه اللقاءت فرصة جيدة لتقريب وجهات النظر، شريطة استكمال عملية الدمج الفعلي لـ”المقاومة” في “الجيش”، وعودة مؤسسات الدولة لفرض سيطرتها في المناطق “المحررة”.

و يتوقع المحلل السياسي، محمد المهدي، في حديث إلى “العربي”، أن “تغلب المسألة الوطنية العليا لدى الطرفين، أبو العباس والمخلافي، بعيداً عن المصالح الهامشية في ظل الحاجة الماسة لاستقرار الأوضاع الأمنية في المناطق المحررة”.

و يشير المهدي إلى أن “مجرد اللقاء يعد فرصة جيدة لتقريب وجهات النظر”، مشدداً على “ضرورة استثمار مثل تلك اللقاءات، وعقد ورش عمل واجتماعات، وكذا تشكيل لجان تحضيرية للتعاون والتنسيق بين مكونات المقاومة المختلفة، دون النظر إلى ما يدور في مواقع التواصل الإجتماعي”.

و يؤكد أن “فصائل المقاومة الشعبية في تعز تضم تيارات مختلفة التوجهات، بدأ مؤخراً دمجها بالجيش الوطني، للحد من أي اختلالات أمنية، ومن أجل توحيد كافة الجهود لاستكمال تحرير المدينة، لكن لم يتم بعد استكمال دمج المقاومة بالجيش، وهو ما يسهم في ظهور مثل تلك الإشكاليات التي تكررت في تعز، وأدت إلى اندلاع معارك بين أفراد تابعين لأبي العباس وغزوان، وبمختلف الأسلحة”.

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى