أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

التحالف السعودي يغسل جرائمه في اليمن

يمنات

عبد الوهاب الشرفي

نفى منصور المنصور رئيس مايسمى بفريق تقييم حوادث الانتهاكات في اليمن في موتمر صحفي عقده اليوم الاحد 2 إبريل2017 في قاعدة الملك سلمان الجوية قيام التحالف بأي انتهاكات في اليمن.

منذ بداية شن التحالف السعودي حربه العدوانية في اليمن كانت الانتهاكات هي سمته الأصيلة فقد كانت ضرباته الجوية قد طالت منذ الساعات الاولى لشن ما اسماه بعاصفة الحزم مدنيين يسكنون في محيط مطار صنعاء الدولي، و كذا مدنيين في مخيم المزرق بمحافظة حجة، و لايكاد يمر يوم دون ان تقصف طائرات التحالف السعودي اهدافا مدنية و تقتل او تصيب مدنيين.

و كانت مسألة التحقيق الدولي في هذه الانتهاكات مطلبا منذ الشهر الثاني للحرب العدوانية على اليمن، و تقدمت حينها هولندا بمشروع تشكيل لجنة اممية لتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان في اليمن، وهو المشروع الذي تم الاحتيال عليه في حينه و استبداله بفريق تحقيق يمثل التحالف السعودي و حكومة هادي، في خروج سافر على ابسط قواعد العدالة و الحياد اللذان يتطلبهما اي عمل للتحقيق في انتهاكات. فالتحالف و حكومة هادي هما طرف في الحرب التي نتجت عنها كل الانتهاكات موضع التحقيق و المتهم بها بدرجة رئيسية هو التحالف نفسه، و لا يستقيم منطقا ان توكل مهمة التحقيق في الانتهاكات للمتهم بها, و مع ذلك و بتواطؤ سياسي دولي و مال خليجي تم تمرير هذا المنطق الاعوج.

وثقت الامم المتحدة و العديد من المنظمات الدولية بينها هيومن رايتس ووتش و اطباء بلاحدود و مفوضية حقوق الانسان، العديد من الانتهاكات التي ارتكبها التحالف السعودي و حكومة هادي و طرف المجلس السياسي بحق المدنيين، و مع ان التوثيق لم يتم لكل الانتهاكات لملابسات الظرف الذي تمر به اليمن و كذلك للاعاقات المتعمدة لجهود المنظمات و الهيئات المعنية بحقوق الانسان و بالجانب الانساني, و مع ذلك هناك تركة كبيرة من الانتهاكات الموثقة، و التي باتت تحمل صفة الرسمية منها ما اعلنه فريق خبراء مجلس الامن المكلف بمتابعة تنفيذ القرار الاممي 2216 والذي حمل التحالف السعودي و طرف هادي مانسبته 60% من الانتهاكات في اليمن مقابل 40% لطرف المجلس السياسي, مع ان الانتهاكات التي قام و يقوم بها التحالف لابد لها ان تجاوز نسبة الـ 60% بكثير اذا ما اتيحت فرصة التحقيق المحايد و وفرت الفرصة الملائمة له فالتحالف هو الطرف الذي يقصف بطائراته في كل مدن اليمن و لا يقتصر على الجبهات فقط كما انه تورط مرارا في حوادث ذهب ضحيتها العشرات في المرة الواحدة.

كان الجميع مع الذهاب لتحقيق محايد للانتهاكات في اليمن الا ان التحالف السعودي بذل جهود كبيرة في سبيل تغيير الوجهة الى تحقيق يقوم به هو و حكومة هادي، و هما طرف في الحرب التي نتجت عنها الانتهاكات متذرعا لتحقيق ذلك بأن الحكومة الشرعية هي التي ستقوم بالتحقيق، و ان تشكيل لجنة اممية محايدة يمثل مساسا بتلك الشرعية مع ان جانب الانتهاكات هو جانب انساني لا علاقة له بالملابسات السياسية، كون الانتهاكات حوادث وقعت نتيجة حرب لطرفين (التحالف وحكومة هادي) احد طرفيها، و ليست انتهاكات مورست في غير قتال له طرفين, و كان التحالف يعرف مايريد جيدا من عملية الاحتيال على الجانب الانساني في اليمن، و هو الاستحواذ على جانب التحقيق في الانتهاكات ليقلبها رأسا على عقب و يحولها الى انتهاك للتحقيق نفسه, و لعل اعاقة خروج فريق اممي لتحقيق في الانتهاكات في اليمن، هو دليل كاف ليس على تورط التحالف السعودي في الانتهاكات فقط، و انما على علمه بهذا التورط و نيته مواصلة حربه، اي كانت الانتهاكات التي يرتكبها بحق المدنيين اليمنيين، و كذا دليلا على عمله الممنهج لغسل تلك الانتهاكات وقصد تظليل العدالة.

في سبيل قلب معادلة التحقيق في الانتهاكات انشاء التحالف السعودي العديد من المنظمات و الفرق المشبوهة و غير محايدة و التي لا تملك صفة الرسمية لغرض تمييع الانتهاكات المتورط بها التحالف السعودي، و لاحداث جلبة تغطي على ما وثق بحقه من فريق الخبراء الامميين، و من المنظمات الدولية المختلفة و من ضمن هذه الاوعية المشبوهة ما يعرف بفريق تقييم الحوادث في اليمن, و كان تكوين هذا الفريق هادفا منذ البداية لغسل الجرائم التي يمارسها التحالف السعودي بحق المدنيين و بداية الغسيل كانت من الاسم الذي تم اختياره له بفريق تقييم (الحوادث) و ليس رصد الانتهاكات و لتكون مهمة هذا الفريق هو التعامل مع كل انتهاك تقوم المنظمات الدولية و الاممية بتوثيقه بالبحث عن مخارج له و انكار وقوعه و تمييع الانتهاك و تقديم معلومات مزيفه للرأي العام عادة ما تستقى من مراكز التحالف نفسه الذي هو المتهم بعمليات الانتهاك تلك و بشكل سافر شاهده اليوم ان يعقد هذا الفريق مؤتمره الصحفي من قاعدة سلمان الجوية المباشر لعمليات قصف المدنيين في اليمن.

سبق لهذا الفريق القيام بغسل العديد من الجرائم التي ارتكبها التحالف بينها الجريمة الاكبر و الاكثر سفورا عندما قصفت طائرات التحالف السعودي القاعة الكبرى بصنعاء اثناء عزاء آل الرويشان مودية بالمئات من المدنيين في ضربة واحدة في وسط العاصمة صنعاء التي يقطنها اكثر من مليوني مواطن و ليست جبهة قتال و لا بالقرب منها و في وضح النهار و ليأتي هذا الفريق المسمى بفريق تقييم الحوادث ليميع القضية و يختلق معلومات لها لا يمكن القبول بها منطقا و يصور ان التحالف لاعلاقة له بتلك الجريمة المروعة, و يمارس ذلك التضليل بصورة حرفية تمثل ادانة كامله للتحالف و فريقه بنية غسل الجرائم التي تتم بحق اليمنيين, فقد صور العملية تلك بأنها بالكامل خارج ارادة و قرار و قواعد اشتباك و مطارات و غرفة عمليات التحالف خلافا للواقع و المنطق و العقل و كأن طائرات التحالف و مطاراته لعبة تتسلا بها رئاسة الاركان لطرف هادي في ظل سبات كل مسئولي و اجهزة و معنيي التحالف السعودي. و ليؤكد بذلك ان مهمة هذا الفريق هي غسل جرائم التحالف السعودي بحق المدنيين و يدينه ليس فقط بالانتهاكات و انما بالتحايل عليها و العمل المتعمد على طمس معالمها و تتويه تفاصيلها و منعها من الوصول للعدالة.

أي تكن الجهود التي تتم لاخفاء الانتهاكات التي تمت و لا زالت تتم بحق المدنيين و أي كانت الجهود المبذولة للاحتيال عليها و تتويه العدالة بشأنها فإن تلك الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين من قبل التحالف بقتلهم الى داخل منازلهم واسواقهم و قاعاتهم و جزرهم و مصانعهم و مستشفياتهم و مدارسهم وغيرها من حرماتهم لابد ان تجد طريقها الى النور في يوم ما و لابد من وصولها الى العدالة طال الزمن او قصر, وتظل الانتهاكات بحق المدنيين ككل هي حقوق للمدنيين سواء النسبة الاكبر و الاكثر فجاجة منها التي ارتكبها التحالف و طرف هادي او تلك التي تورط فيها طرف المجلس السياسي, و لابد للعدالة من الوصول اليها مستقبلا و لن تسقط بالتقادم او بالتضليل او اعاقة التحقيق فيها. وستظل المطالبات بالتحقيق المحايد المهني الاممي في انتهاكات حقوق الانسان في اليمن  هي ديدن من مورست بحقهم او أوليائهم الذي لاتنازل عنه حتى تحقيقه و تحقق العدالة.

المصدر: الغاية نيوز

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى