إختيار المحررالعرض في الرئيسةتحليلات

ما وراء تغريدة السفير الالماني “الغامضة” حول “عدن”..؟

يمنات

عبد الوهاب الشرفي

غرد السفير الالماني في اليمن أندرياس كيندل في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تغريدة قصيرة قال فيها: “العيون على عدن”.

ازمة تنفجر بصورة مفاجئة وتكسر فيها قواعد اللعبة في عدن من كل الاطراف ، الامارات تمنع شرعية هادي من دخول عدن و هادي يطيح بسلطة عدن الموالية للامارات، و حتى الآن تبدو الصورة انه فعل فج تم الرد عليه بفعل اكثر فجاجة فهل الامر كذلك ام ان هناك ماهو أبعد.

لا يمكن لهادي ان يقدم على خطوة بهذا الحجم تجاه الامارات دون ان يكون قد حصل على ايعاز سعودي او على الاقل قبول سعودي بالاطاحة بسلطة الامارات في عدن، و إلى هنا تبدو الامور تأزما أعلى بين الامارات و السعودية .. فهل الامر يقف هنا ام ان القضية لا زالت اعمق.

تلقت ميركل المستشارة الالمانية قبل ايام من التأزم الاخير في عدن اتصالا من الرئيس الامريكي ترامب ناقشا فيه الشأنين السوري و اليمني، و هذا السلوك السياسي لأول مرة يحدث في تاريخ الدور الالماني تجاه الملف اليمني، و ان يتم اتصال بين الادارتين الامريكية و الالمانية خصيصا لمناقشة الملفين السوري و اليمني تحديدا.

الأمر هنا تفسيره واضح فبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي اصبحت المانيا هي عراب السياسة الاوروبية ولابد لها ان تتصدر المشهد في مختلف الملفات و الشرق الاوسط في المقدمة و الملفين السوري و اليمني اهمها، و هذا يفسر البروز الملفت مؤخرا للمواقف الالمانية و بالتبعية الاتصال بين ترامب و ميركل بخصوص اليمن وسوريا، و بعبارة أخرى بريطانيا لم تعد المعبر عن السياسة الاوربية الخارجية وموقفها بات موقف المملكة المتحدة كدولة، بينما الموقف الاوربي تحملته المانيا و التنسيق الامريكي مع اوروبا امر تفرضه طبيعة السياسات الخارجية للجميع.

لم تتحدد المواقف من فورها بالنسبة لقرارات هادي بالاطاحة بالسلطة المحلية الموالية للامارات، لكن عدم الرضى كان هو السائد على المزاج العام لدى الحراك الجنوبي فالخطوة تعني اعادته الى نقطة الصفر و اهدار كل نضاله و تضحياته طوال السنوات الماضية بما فيها سنتي الحرب العدوانية في اليمن.

يبادر السفير الامريكي للالتقاء بالمحافظ الجديد لعدن الموالي لهادي و للسعودية و بذلك يعلن الموقف الامريكي اصطفافه الى جوار قرارات هادي او بعبارة اصح تعلن الادارة الامريكية ان القرارات التي اصدرها هي منسجمة مع التوجه الامريكي في عدن، فالمبادرة والمسارعة بلقاء المفلحي بعد يومين من التعيين هي رسالة تأييد وليست مجاملة او تنسيق خصوصا في ظل الاهتمام الامريكي العالي بعدن منذ وصول الرئيس الامريكي ترامب للبيت الابيض.

يطير هادي من الرياض الى جدة و يكون في استقباله الملك سلمان شخصيا وهو امر ملفت كذلك في رحلة داخلية قام بها هادي و تمثل رسالة قوية بأن قرارات هادي هي كذلك رغبة سعودية قوية استدعت اعلان تأييدها بخروج سلمان لاستقبال هادي في جدة بشخصه.

ميركل تطير الى السعودية و تعلن انها ستناقش العلاقات الاقتصادية وقمة العشرين و داعش  و “النزاع في اليمن”، و يخرج سفيرها ليعلن ان “العيون على عدن” ولاشك ان السفير الالماني في اليمن هو المعني الاول بتحديد اجندات زيارة رئيسته فيما يتعلق باليمن، و تغريدته بالتزمن مع زيارة ميركل للسعودية و اثناء تفاعلات قرارات هادي و بعد اتصال ترامب بها لمناقشة الملف اليمني. كل ذلك يعني ان التطورات في عدن هي واحدة من متعلقات زيارة ميركل للسعودية و اعلان للموقف الالماني المتسق مع قرارات هادي، ويعزز ذلك ان محطتها التالية كانت الامارات الطرف الاخر في ازمة قرارات عدن، و جدير بالذكر ان زيارة ميركل كانت مكوكية ولم تستغرق الا ساعات، و بالتالي في ظل كل ما سبق كان موضوع عدن هو المحوري فيها.

كل التفاعلات التي تتم جميعها تعبر عنها تغريدة السفير الالماني في اليمن ان “العيون على عدن”، و بالتالي فما تم من تسوية لوضع السلطة في عدن  ليس فقط ضمن صراع السلطات بين هادي و الحراك الجنوبي أو الامارات و السعودية، و انما هو توجه دولي جديد باتجاه عدن و الجنوب ككل يأتي في اطار ملفين ضمنيين الاول هو توجه الولايات المتحدة لما تسميه بالحرب على الارهاب الذي ساحته الرئيسية هو محافظات الجنوب و الاخر الدور الامريكي الاوسع مع التحالف السعودي في حربه العدوانية في اليمن ومعركة الساحل الغربي في طليعته.

المصدر: الغاية نيوز

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى