العرض في الرئيسةفضاء حر

القرار السياسي حين يحول النصر إلى انسحابات وتنازلات

يمنات

هل ادلكم على حقيقة التيار الانهزامي الاستسلامي لمركز العدوان ومايخفيه هذا الشعار المتشبث بـ”وقف العدوان ووقف الحصار”. ومن ثم تبدو الحديدة وكأنها كل اليمن او خذوا اليمن كلها واتركوا لنا الحديدة ومناخة وصنعاء.

ساوضح ذلك في خطوط المسار والمسير على انحائاته البادية والخافية في آن:

اولا:

التيار السياسي الانهزامي في خط الموقف المناهض للعدوان ازداد تاثيره ومساره الانحرافي اكثر فاكثر منذ اخذ اتجاهه يلملم اوراقه نحو مزعوم التحالف المناهض للعدوان في صنعاء والذي دشن فعلا مظاهر التراجع، واضاف هذا التحالف في الميدان ضعفا على ضعفا وتراجعا سافرا عكس ماتمناه وامله جمهور السبعين مثلا..

ذلك ان الخط الانهزامي هذا ليست لديه مشكلة مع العدوان لانه لايرى على مصالحه الخاصة اي خطر من العدوان على البلد على ان الخطر الماثل هو باديا في الموقف الشعبي وبكون درء الخطر مسئولية شعبية قفز هذا التيار الانهزامي الى الموقف المتقدم راكبا الموجة لاحتواىها و ليس لتقدم الصفوف لقيادة المعركة بظن الجمهور المسكين والطيب.

و ليس لدى هذا التيار الانهزامي والاستسلامي اي مسئولية اخلاقية او سياسية تدفعه نحو لملمة الصف الوطني الشعبي المناهض للعدوان وقيادة لمقاومة العدوان .. بقدر ماتتمثل مصالحه الحقيقية في النهب والثراء السريع والفاحش وفي الحروب ذات الطابع الاهلي تتشكل بيئة اخصب في سياسات النهب والتخريب الاقتصادي اكثر مماهي متاحة في ظروف الاستقرار الظاهري .. وليست من مصالحها الخوض في حروب وطنية حقيقية مع العدوان الخارجي باعتبار موقع هؤلاء الوكلاء اليمنيين المحليين للامبريالية الصناعية العسكرية الحربية. لا يكون الا تابعا للوكلاء الاقليمين في المنطقة ومركز العدوان في عاصمتي الاقليم في الرياض ودبي قبل ارتباطه بالمشروع وعجلته الرسمالية العالمية في عاصمتي المعسكر الارهابي العالمي في قيادة الرباعية العدوانية في لندن وواشنطن..

ثانيا:

يضيق هامش التباين الطفيف البادي عى سطح المواقف على طرفي المواقف الفعلية والمعلنة في النأي بالعدوان و في مأمنه المشهود مؤخرا من شر حروبه وناره.

فلم تعد المواقف الظاهرة على السطح سوى غطاءً يحرص اصحابه، على الحفاظ؛ كلٍ على مجاميعه الخاصة في الضفتين معا..

و لم يعد في وقائع الاحداث اليومية ومظاهر المواجهات العسكرية في حاضر المشهد. ما يجعل الفوارق ظاهرة لصالح الموقف المناهض للعدوان في عمليات عسكرية يتغلب فيها المشهد على العدوان وحتى تلك المعارك التي احتدمت في مواجهة العدوان واشتباكا مع جيشه وعلى ساحته والتي شبت نارها في الشهر الثاني للعدوان على جبهة جيزان وعسير ، فتنفس اليمنييون الصعداء واشرأبت أعناقهم اوتطلعاتهم ووجهتهم نحو العدو الحقيقي لكنها سرعان ما انكسرت افئدتهم حينما اخذت تتحول الى مناوشات حدودية عقب لقاءات الظهران والكويت سيئتي الذكر والصيت .. واثنائها .. متراجعة عن كونها معركة نفس طويل يُستنزف فيها جيش العدوان وينقل المعركة الى ارضه.

يوما عن يوم اختفى المشهد العسكري المناهض للعدوان على المحور الشمالي اليمني على جنوب السعودية، فكلما ضاق هامش الفارق الظاهري بين الطرفين اليمنيين وتجنحاتهما المتوالدة في اتون الحرب المستمرة على الداخل، وان كل من ناحيته التي تبدت بداية تناقضية بينهما لكنها اخذت مع الوقت تقترب وتتماثل في المواقف من العدوان وان من زوايا وجهات مختلفة وربما ظاهريا متضادة وتصادمية.

و عوضا ان يخوض الجانب اليمني حرب النفس الطويل باعتبار هذا النوع من الحرب هي منهاج حتمي وخيار يلجاء المستضعفين اليه، في مواجهة المستكبرين والطغاة. كقاعدة ومبداء استراتيجي لكسر موازين التفوق في الحروب لصالح المستضعف الذي يراهن على الزمن في ضرب فوارق تفوق القوة الاقتصادية والعسكرية المعادية.

تلك استراتيحية مضمونة تخلى عنها الجانب اليمني المتصدر والقابض على امكانيات البلد العسكرية – على تواضعها طبعا- و تماما بمجرد ان اصبح شعاره؛ وقف العدوان ووقف الحصار، و الحديث الخالي والفارغ عن توجيه الابثار كلها نحو مسرح معركة الحديدة والساحل لدليلا مطلقا عن تمكين العدوان من نقل المعركة الى ارض اليمن كلية. وهكذا تترسم في خط الانهزام والاستسلام المتخفي وفي شعارات التيار السياسي الانهزامي الذي ادعى مناهضة العدوان فتخبط منكشفا وتجرجر شئيا فشيئا لتغدو الحرب بين اطراف وجهات يمنية، للاسف تماما كما ارادها مركز العدوان تماما. وبالتوازي مع تراجعه وانسحاباته السرية من المواقع المتقدمة التي انجزها المقاتل اليمني في جيزان وعسير ونجران كانت ماقلة في انجازات وتقدمات سريعة اول الامر..

تحولت بقرار سياسي انهزامي استسلامي الى انسحابات وتنازلات من طرف واحد من جانب البمني المتصدر والقابض على القرار والسلاح هي وجه التفريط السياسي التاريخي .. صنعتها نخب السياسة الانهزامية كتلك التي وقعت في النصف الاول من العام الماضي في الظهران وماقبل الكويت واثناء مزعوم المفاوضات.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى