العرض في الرئيسةفضاء حر

حرب التصريحات التي تفوق التحرك الأمريكي والدولي..! هل تبرر حتمية التصعيد العسكري في الأزمة الخليجية..؟!

يمنات

عبد الخالق النقيب

[email protected]

ارتفاع وتيرة حرب التصريحات الخليجية وصولاً للتسريبات التي نشرتها شبكة الـCNN مساء الاثنين، قضت على كل آمال الحلول الوسطى التي تم تعليقها على جولة تيرلسون الخليجية، باعتباره أهم تحرك دبلوماسي مباشر للولايات المتحدة والتي تسعى من خلاله إلى حلحلة الأزمة الخليجية غير مسبوقة بين أوثق حلفاءها في المنطقة تحسباً لتأثيراتها على السلم والاستقرار الإقليمي والعالمي، تيرلسون الذي التقى الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت ودعا إلى اتفاق وخطوات عملية لوقف أي دعم مالي للجماعات المتطرفة أخفقت مساعية سريعاً، وتفجرت نهاية المساء مواجهات ساخنة تبادلت قطر وخصومها الاتهامات بشأن الإخلال وعدم الالتزام باتفاق الرياض 2013 والاتفاق التكميلي 2014 ما ينذر بانتقال الأزمة إلى موجة جديد من التصعيد، سيما وأن ملامح إخفاق باتت واضحة لجولة تيرلسون التي أعقبت زيارة نظيريه البريطاني والألماني،  دون أن تنجح تحركاتهما بإحداث أي فارق حتى في التخفيف من حدة التلاسن والتصعيد الدبلوماسي والإعلامي بين مختلف أطراف الأزمة.

أخفقت المحاولات الكثيرة التي جرت لنزع فتيل الأزمة الخليجية، وسريعاً سقطت رهانات الذين راهنوا على جولة “ريكس تيرلسون” باعتباره هو من يتولى ملف الأزمة الخليجية في الإدارة الإمريكية.

و بالنسبة لكثيرين فإن إصرار خصوم قطر على إنفاذ مخطط تأديبها وعقابها يخضع لهندسة ترامب ومواقفه المتناقضة مع وزارتي الدفاع والخارجية، وهو ما يسعى إليه خصوم قطر التي لن تتوقف فيما يبدو عند حصارها الجوي والبري والبحري والذي لم يكن كفيلاً بتركيع قطر والاستجابة الكاملة لكل مطالبها التي قيل عنها أنها غير منطقية وغير صالحة ليتم الارتكاز عليها في أي حوار مقبل.

ما الذي يجعل الدوحة تمهل السعودية وتحالفها ثلاثة أيام لرفع الحصار وتعويض الخسائر مالم ستنسحب من مجلس التعاون الخليجي وتخلي التزاماها بكل مواثيق المجلس واتفاقاته، وهو استباق للتصعيد الذي كان ينوي عليه خصوم قطر، في الصباح وقبلها بساعات أنذرت الدوحة خصومها بعواقب باهضة للغاية في حال التصعيد العسكري وأنها لن تمتثل لأي إجراء يقتصر عليها وحدها، ما يعني أننا أمام ملامح جديدة للأزمة الخليجية ترجح كفة الحرب ولا تميل إلى التهدئة، في ضوء ارتفاع حدة الخطاب القطري الذي يعكس رهانها على قوة وثقل عسكري ودولي ما ستواجه به أي تصعيد عسكري محتمل، إذ أن الدوحة لم تعد تدير الأزمة بذات النسق الذي بدأته في أيام الأزمة الأولى، في المقابل فإن تصريحات الدول الأربع وبياناتها تجدها منسجمة مع تسريبات شبكة الـCNN لوثائق “سرية للغاية” لريما انها هي من يقف خلف هذا التسريب وفي هذا التوقيت الأكثر حساسية باعتبره يقطع الطريق أمام مساعي “ريكس تيرلسون” ، وتسعى لهدف التصعيد ولربما الحرب، و لا تتماشى البتة مع التحرك الأمريكي والدولي الساعي لاحتواء الأزمة الخليجية الأخطر على الإطلاق.

ارتفاع وتيرة حرب التصريحات التهديدية لمختلف الأطراف تعد مؤشراً محبطاً لكل مساعي احتواء فتيل الأزمة الخليجية مع قطر والتي اندلعت في الخامس من حزيران/يونيو الماضي، وتجعل المنطقة على شفير اندلاع حرب وشيكة، باتت الدوحة فيها جزاءاً من ذلك التصعيد بعد تخليها عن مسار التهدئة ودخولها مع شقيقاتها في حرب تشهير واسعة لم يتم اللجوء إليها في أكثر المراحل التاريخية خطورة، ومثلما يسعى ترامب لإفشال وزير خارجيته ليحصل على مبرر أخير لإعلان الحرب، فعلى ما يبدو أن الدول الأربع “السعودية والإمارات ومصر والبحرين” تسير في ذات الاتجاه وتضع الأزمة الخليجية أم خيارها الاصعب.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى