أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

أمير داعش بتعز: نحن موجودون قبل “جيش المدارس”

يمنات

تزايدت، خلال الأيام الماضية، حدة التوتر بين تنظيمي «القاعدة» و«الدولة الإسلامية»، وبين حزب «الإصلاح» ممثلاً باللواء «22 ميكا»، الذي يقوده العميد صادق سرحان، والموالي لنائب الرئيس، الجنرال علي محسن الأحمر، وذلك في مدينة تعز.

وعلى الرغم من أن التنظيمات المتطرفة ظلت تمارس أعمالها وأنشطتها خلال الفترة الماضية، بدعم وتمويل من قبل أطراف عدة في فصائل «المقاومة الشعبية»، ابرزها حزب «الإصلاح» الممول من دولة قطر، والجماعات السلفية الممولة من قبل الإمارات، إلا أن حالة التوتر تطورت في الآونة الأخيرة إلى مواجهات مسلحة بين الطرفين. 

وأطلقت أطقم عسكرية تابعة لقيادة محور تعز، واللواء «22 ميكا»، والشرطة العسكرية، الثلاثاء الفائت، عملية ملاحقة ومداهمة لما قالت إنها «أوكار العناصر الإجرامية» التي تقف خلف عمليات اغتيال أفراد من القوات الموالية للرئيس هادي، في حي الصميل وحي الجمهوري شرق مدينة تعز.

وأكد مصدر عسكري في قيادة المحور، أن «الحملة تمكنت من القبض على عادل عبد الجبار، والد المدعو أنس عادل، المتهم الرئيس في اغتيال الكثير من افراد “الجيش الوطني”، وثلاثة أفراد آخرين يتبعون تنظيم الدولة الإسلامية». 

وقال بيان صادر عن قيادة محور تعز، عقب الحملة الأمنية، إن «أبناء حي الجمهوري وقفوا مع إخوانهم من أبناء تعز شوكة في حلق المليشيات، وضربوا أروع صور البطولة، وقدموا مئات الشهداء والجرحى، وتحملوا القصف اليومي والحصار الشامل، ولهم سجل ناصع البياض».

وثمن البيان مواقف أبناء حي الجمهوري، وتعاونهم مع الحملة الأمنية التي تقوم بها قيادة المحور والسلطة المحلية لضبط بعض المشتبه بهم في اغتيال أفراد «الجيش الوطني» و«المقاومة الشعبية»، مؤكداً أن «الحملة مستمرة لتعقب القتلة الذين ستطاردهم في كل حارات وأحياء تعز، التي لن يجد فيها القتلة والمجرمون مكاناً يحتمون به من يد العقاب».

من جهته، اعتبر العقيد الركن، منصور الحساني، الناطق الرسمي لمحور تعز العسكري، أن «مواجهة الإرهابيين ممن نفذوا أعمال الإغتيالات والقلاقل الأمنية ليست خياراً عسكرياً فقط، وإنما خيار مجتمعي كامل يستلزم التعاون فيه أمنياً واستخباراتياً وإعلامياً وثقافياً ومعنوياً». وقال الحساني: «نريد أن نقف جميعاً وقفة واحدة، ونثبت أن تعز بيئة غير قابلة لهذه المشاريع».

وخلال 24 ساعة، ردت المجموعات المتطرفة على تلك الحملة باغتيال ثلاثة أفراد من جنود اللواء «22 ميكا» الموالي لحزب «الإصلاح»، في المجلية، وسوق الزنقل وسط تعز.

وأوضح مصدر عسكري في اللواء «22 ميكا»،  أن «جرائم الإغتيالات هذه جاءت بعد 12 ساعة من استحداث عناصر تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية نقاط تفتيش جديدة في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم بجولة الإخوة والجمهوري والنقطة الرابع وسوق الصميل، ونشرها مجاميع مسلحة تابعة لها في شارع 26 وعقبة شارع جمال والحوض، وإجبارها أصحاب المحلات على الإغلاق ومنع التسوق وقطع الشوارع وإطلاق النار لترويع الناس».

وأشار المصدر إلى أن «جرائم الإغتيالات التي نفذها عناصر التنظيم تعتبر بمثابة الضغط على قيادة اللواء 22 ميكا، للاإفراج عن عناصرهم التي اعتقلها اللواء 22 ميكا، قبل 5 أيام، من حي الجمهوري، بتهمة الإغتيالات».

في غضون ذلك، أفاد مصدر ميداني، لـ «العربي»، أن «اشتباكات اندلعت بين أفراد من الجيش الوطني وعناصر مطلوبة أثناء مداهمة تلك الأوكار، في شارع حوض الأشراف وتقاطع اليمنية ومداخل سوق الصميل».

من جهته، قال الحارث بن لطف العزي، أمير تنظيم «الدولة الإسلامية» في تعز، في حديث إلى «العربي»، إن «ظاهرة الإغتيالات طالت جميع أفراد الفصائل في مدينة تعز، فكما أن هناك اغتيالات لافراد من الألوية العسكرية، هناك أيضاً اغتيالات لأفراد تابعين للتنظيم، وجماعة أبو العباس، ولا يوجد فصيل من الفصائل لم يتعرض لعمليات الإغتيالات تلك».

وأضاف العزي «(أننا) ندين كل تلك العمليات الإجرامية التي تستهدف الجميع، ولابد من الوقوف ضدها من جميع الفصائل داخل المدينة».

ولفت العزي إلى أن «الإشتباكات التي اندلعت، الأربعاء، بين عناصر التنظيم، وأفراد من اللواء 22 ميكا، في جولة الإخوة وسوق الصميل، كانت على إثر قيام التنظيم بإلقاء القبض على منفذي عملية اغتيال الجنديين من اللواء 22 ميكا، بالقرب من جامع الشيباني بالمجلية، ولم تكن بسبب الحملة الأمنية التي أطلقتها قيادة المحور واللواء 22 ميكا كما يروج البعض».

وتابع أن «أطقماً عسكرية من اللواء 22 ميكا طالبت التنظيم بتسليم المتهمين بالقوة، وهو ما رفضناه رفضاً قاطعاً، وقلنا لهم نحن مستعدون لأن نسلمهم إلى قيادة الشرطة العسكرية او اللواء 35 مدرع، فرفضوا ذلك وحصلت مشادات كلامية تطورت إلى اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة»، واصفاً ذلك الأسلوب بأنه «استفزاز مقيت نرفضه جملة وتفصيلاً، ومن دق الباب فلينتظر الجواب، ولن نقبل بالتصدر على حساب جهود الآخرين، كي يظهروا عبر وسائل الإعلام المختلفة أنهم من ألقوا القبض على العصابات الإجرامية، كما هو دأبهم في سرقة جهود الآخرين».

وذكر العزي أن «وكيل محافظة تعز، الشيخ عارف جامل، دخل على الخط لتهدئة الوضع، واستجبنا لذلك، وتم الإجتماع مع وكيل المحافظة، عارف جامل، وعبد الواحد سرحان، وعدد من قادات فصائل المقاومة، وتم الإتفاق على تشكيل لجنة من كل الأطراف للتحقيق مع المتهمين، والعمل على تشكيل لجنة أمنية من كل الأطراف تقوم بمهمة فرض الأمن داخل المدينة وملاحقة الخلايا النائمة التي تنفذ عمليات الإغتيالات».
وكشف العزي أن «اشتباكات مسلحة بين أفراده وأفراد نجل قائد اللواء 22 ميكا، بكر صادق سرحان، كادت أن تندلع في الاجتماع، بسبب استفزاز بكر صادق سرحان لنا في الاجتماع، متشجعاً كون اللقاء كان في المربع المسيطر عليه، وهذه ليست رجولة، فلو كان رجلاً يأتي الينا ونتقابل رأساً برأس، ولكن تدخل الوكيل عارف جامل هدأ الوضع».

وحول ما تم التوصل إليه من معلومات من خلال التحقيق مع المتهمين، قال العزي أنهم «لم يتمكنوا من التحقيق معهم حتى الآن بسبب تلك المشادات بين الطرفين». واستطرد: «نحن أبناء تعز من قاتلنا الحوثيين قبل أن يوجد جيش المدارس، قاتلنا جيشاً نظامياً مجهزاً بكامل عدته وعتاده، وكان هدفنا هو قتال الروافض، وحينما ننتهي من قتاله سنضع أسلحتنا ونعود إلى منازلنا، لسنا جيشاً ولا نسعى لذلك، ولكن أن يأتي هؤلاء اليوم لفرض عنترياتهم هو ما لن نقبله ولو على أرواحنا».

ويذهب مراقبون إلى القول إن تهرب قوات هادي من مواجهة تلك التنظيمات المتطرفة منذ البداية ساهم في انتشارها، وأتاح لها فرصة السيطرة على معظم المناطق داخل المدينة، في حين تشير مصادر مطلعة إلى أن الصدام المسلح الحاصل اليوم مرتبط بضوء أخضر من بعض دول «التحالف» والإمارات على وجه الخصوص.

وكشفت مصادر قيادية، في «المقاومة الشعبية»، لـ «العربي»، أن «ما دفع حزب الإصلاح لشن عملية واسعة لتتبع أوكار الجماعات المتطرفة منتصف الأسبوع الفائت، هو استقدام عناصر سلفية متطرفة موالية للإمارات تم نقلها خلال الشهر الماضي إلى مدينة تعز»، لافتة إلى أن «فصيل الإصلاح استشعر الخطر جراء استقدام تلك العناصر والتي يجري نقلها بعيدا عن الأضواء».

وفي السياق، رأى المحلل السياسي، عبد الله فرحان، في حديث إلى «العربي»، أن «تعز تعيش حالة استنزاف دام في كافة شوارعها وحواريها. فما بين الحين والآخر يسقط شهيد تلو شهيد برصاص الإغتيالات التي يدرك الجميع مصدرها ومنبعها بل ومناطق بؤرها وغرف عملياتها، وكان يجب مواجهتها منذ أول يوم ظهرت فيه شرارتها، ولكن وللأسف تم السكوت عنها وغض الطرف عن أعمالها ومخططاتها حتى اتسعت رقعة جغرافيا تلك التنظيمات، وزادت عناصرها، وخصوصاً الوافدة من شبوة والبيضاء وأبين ومأرب، حتى أقامت إمارات ومحاكم وقضاة وتنفيذ احكام وشن عمليات اغتيالات».

وأكد فرحان أن «الجيش الوطني كان يتهرب من المواجهات مع تلك التنظيمات هروباً من الصراع الداخلي، حتى تحولت تلك التنظيمات إلى خطر حقيقي يسقط الضحايا بدم بارد بشكل يفوق خسائر المعارك مع المليشيات الإنقلابية التي تهاجم المدينة».

واعتبر أن «إعلان تلك الحملة من قبل اللواء 22 ميكا لمداهمة الخلايا الإرهابية في حي الجمهوري واعتقال عدد من عناصرها، جعلها تستشعر الخطر وتنتشر في شوارع المدينة كمحاولة لإيصال رسالة مفادها بأننا قوة، وأننا سنعيق تواصل الجبهات، وسنشكل قلقاً كبيرً إذا لم تتوقفوا، فنحن أمر واقع يجب الإستسلام له».

وشدد على أن «هذه الرسائل يجب أن تقابل برسائل أخرى قوية في الرد، مفادها: ونحن لن نتراجع حتى يتم استئصال كافة منابعكم ومصادركم وتخليص تعز منكم، فأنتم معركتنا، وكل أبناء تعز خلفنا، ولن تكون تعز تورا بورا، ولن تكن موصل اليمن، ولا فرق لدينا بينكم وبين مليشيا الإنقلاب».

المصدر: العربي

زر الذهاب إلى الأعلى