أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

صواريخ مضادة للطيران هربت من اليمن إلى سوريا و”داعش” يعتمد طريقة “النمر المتربص” لانهاك الخصوم والسيطرة على وسط اليمن

يمنات

عبد الخالق الحود

أطلق “التحالف العربي” بقيادة السعودية، منتصف أغسطس المنصرم، حملة عسكرية برية لطرد عناصر “القاعدة” من محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين، بمشاركة مجندي قوات “النخبة الشبوانية”، وكتائب من قوات “الحزام الأمني” قدمت من محافظة عدن، بقيادة الجنرال محمد المليشي، أركان حرب اللواء أول دعم وأسناد.

الحملة العسكرية المسنودة بطائرات “التحالف”، بدعم وإشراف أمريكي، تُنفذ عبر محورين؛ حيث تتولى قوات “النخبة الشبوانية”، وقوامها مجندون من أبناء قبائل المنطقة، مهام السيطرة على مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، ومن ثم التوغل والتمدد باتجاه المدن والقرى التي يتواجد فيها عناصر من تنظيمي “القاعدة” و”الدولة الإسلامية”، فيما تتولى قوات “الحزام الأمني” تمشيط المناطق الواقعة على الطريق الدولي الرابط بين محافظتي أبين وشبوة، مروراً ببلدات شقرة وأحور والمحفد، وصولاً إلى محافظة شبوة.

خطوة أولى

و فيما تمكنت قوات “النخبة الشبوانية”، المدعومة من الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية من بسط سيطرتها على المزيد من القرى والمديريات في محافظة شبوة النفطية، الواقعة على بعد 200 كلم شمال شرق عدن، وسط مقاومة محدودة من قبل عناصر يعتقد بانتمائها لـ”القاعدة”، تتقدم وحدات “الحزام الأمني” باتجاه مديرية أحور، آخر مدن محافظة أبين، قبل أن تَلِج محافظة شبوة الغنية بالنفط.

و بحسب مصادر عسكرية، فإن “قوات الحزام الأمني لم تواجه في طريقها مقاومة قوية من قبل عناصر القاعدة المتحصنين في أعالي جبال بلدة المحفد صعبة التضاريس”.

و ذكرت المصادر “أن التنظيم اعتمد على أسلوب حرب العصابات لعرقلة تقدم قوات الحزام الأمني؛ حيث تشن عناصره بين الفينة والأخرى هجمات خاطفة تستهدف النقاط والحواجز العسكرية التي نصبها الحزام الأمني على طول الطريق الرابط بين محافظتي عدن وأبين”.

و وفقاً لمصادر محلية، فإن “مقاتلي تنظيم القاعدة انسحبوا بأسلحتهم قبل وصول قوات النخبة الشبوانية من مديريات ومناطق نائية كانوا يسيطرون عليها، تحديداً مديريتي عزان وميفعة”.

و كان الجيش اليمني، بقيادة وزير الدفاع، محمود الصبيحي، المحتجز حالياً في صنعاء لدى “أنصار الله”، شنّ، مطلع عام 2013، هجوماً برياً واسعاً على معاقل “القاعدة” في محافظتي أبين وشبوة الحاوية منشأة بلحاف الغازية، أكبر مشروع اقتصادي في اليمن، غير أن تلك الحملة فشلت في تطهير تلك المناطق بعد تكبدها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.

و بحسب مصادر متطابقة، فقد انسحب العشرات من مقاتلي “القاعدة”، حينها، إلى جبال المراقشة والمحفد ومنطقة يشبم، وهي مناطق صحراوية ممتدة وجبال وعرة تتوسط محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين.

دعم أمريكي

و قُتل عشرون من عناصر “القاعدة” في عملية إنزال جوي لقوات أميركية وقعت في وقت مبكر من صباح الأحد، 29 يناير2017م، في محافظة البيضاء وسط اليمن.

و وفق مصادرمحلية، أسفرت العملية التي نفذت في منطقة يكلا بمديرية ولد ربيع عن مقتل القيادي في تنظيم “القاعدة”، عبد الرؤوف الذهب، وشقيقه سلطان، كما يعتقد أن الهجوم الذي استهدف منازل آل الذهب أدى إلى مقتل نساء وأطفال.

و أفاد سكان محليون، حينها، بأن “ثلاث مروحيات نفذت عملية الإنزال، وسبقها قصف جوي نفذته طائرة بدون طيار”.

و أضافوا أن “الهجوم دمر ستة منازل، وأن هناك أشخاصاً تحت الأنقاض”. وأدى هجوم يكلا إلى مقتل القيادي في «القاعدة»، سيف الجوفي، بالإضافة إلى عبد الرؤوف وسلطان الذهب، بعد مواجهات عنيفة اندلعت أثناء الإنزال، تخللها دوي انفجارات على مدار ساعة كاملة.

وهذه العملية ربما تكون ثالث عملية إنزال أمريكي في اليمن، بعد عملية استهدفت تنظيم «القاعدة» في حضرموت قبل عدة سنوات وقتل فيها ستة، وعملية أخرى لتحرير رهينتين أمريكي وجنوب أفريقي باءت بالفشل وانتهت بقتل الرهينتين. واعتمدت القوات الأميركية، خلال السنوات الأخيرة، بشكل رئيس، على الطائرات بدون طيار لتنفيذ ضربات جوية في اليمن.

«النمر المتربص»

تعتمد الخطة العسكرية التي ينفذها «التحالف» لطرد عناصر «القاعدة» من محافظتي شبوة وأبين على قوات «الحزام الأمني» المدعومة من الإمارات، والمتكونة من مقاتلين ينتمون إلى الحراك الجنوبي المطالب بـ«فك ارتباط» الجنوب عن الشمال. وبحسب مصادر خاصة، فقد غادر أغلبية عناصر التنظيم مواقعهم في محافظتي شبوة وأبين باتجاه محافظتي البيضاء ومأرب شمال البلاد، والتحق عدد كبير منهم بجبهات القتال ضد مسلحي «أنصار الله» وحلفائهم.

ويرفض مقاتلو «الدولة الإسلامية – ولاية اليمن» المشاركة في العمليات القتالية إلى جانب قوات «التحالف العربي» ضد «أنصار الله» أسوة بـ «القاعدة»، ويقولون إن لهم تجربة مريرة اكتسبوها أثناء مشاركتهم في القتال إلى جانب «الصحوات» في العراق.

و يتبع التنظيم استراتيجية «النمر المتربص»، بانتظار إنهاك جميع فرقاء الحرب في اليمن ليسهل عليه بعدها إعلان «الدولة الإسلامية» وبسط مقاتليه السيطرة على البلدات والقرى الواقعة وسط البلاد، ومن ثم التمدد والانطلاق باتجاه المدن الساحلية الواقعة على مضيق باب المندب كعدن والمخا.

و تمكن تنظيم «الدولة» من تخزين وجمع كميات كبيرة من الأسلحة والألغام والمواد المتفجرة من معسكرات في عدن أُخليت مع اندلاع الحرب في 25 مارس 2015.

و بحسب المعلومات، فقد تمكن التنظيم من الإستيلاء على كميات كبيرة من مادة الـ«سي فور» شديدة الإنفجار، وأسلحة متوسطة بينها صواريخ «لو»، وصواريخ مضادة للطيران محمولة على الكتف من معسكر القوات الخاصة في حي التواهي بعدن. وتشير تلك المعلومات إلى تمكن التنظيم في اليمن من نقل عدد من تلك الصواريخ إلى سوريا مستغلاً أوضاع الحرب.

الجدير ذكره أن الهجمات الأمريكية لم تستهدف، حتى اليوم، أياً من معسكرات تنظيم «الدولة»، على الرغم من معرفة «البنتاجون» لمواقعها بدقّة كبيرة، واكتفت بضرب مواقع وعناصر تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، المصنف أمريكياً كواحد من أخطر فروع تنظيم «القاعدة» في العالم.

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى