إختيار المحررالعرض في الرئيسةحوادث

اختفاء فتاة في العاصمة صنعاء يعيد إلى الأذهان مشرحة السوداني محمد آدم واستفهامات حول دور الأمن والنيابة

يمنات

عبد الكريم المدي

خرجت “وجدان” البالغة من العمر (14) عاما من منزلها في خط المطار الجديد بتاريخ (3أغسطس2017) لأخذ تليفون خالتها من عند صاحب محل لبيع وإصلاح أجهزة الهواتف النقالة.

و بالمصادفة ألتقت “هنود” التي سبق لها وأن اتت إلى بيت “وجدان” تدّعي أنها هاربة، حيث كان هناك – حسب زعمها – أناس يلاحقونها، فأكرمتها أمها حينها واعطتها ملابس تسترها بعد أن كانت ملابسها شبه ممزقة، كما أعطتها مبلغا ماليا يعينها على مواصلة الهروب .. وبعدها غادرت البيت.

نعود للمحل الذي تم إصطياد “وجدان” فيه، فهناك عرّفتها الخاطفة بنفسها، ومن ثم قامت بإجراء آخر إتصال لها بخالتها قالت لها: إنهما في المحل معا.

إلى هنا وإنتهى المشهد الأول بفقدان أي أثر لـ”وجدان” والخاطفة، وبعد بحث مضني حصلت أسرة “وجدان” على خيط أوصلهم بـ”هنود” التي أنكرت في البداية، وبعد أن ذكّرتها أم (الضحية) بالجميل الذي صنعته لها في ذلك اليوم. عندها طلبت “هنود” منها المسامحة ومن ثم أعترفت وحصل الآتي:

– “هنود” تعمل لعصابة يقودها شخص “طبيب” يطلق على نفسه “دكتور صدام” وسبق للخاطفة أن تطببت عنده وحقنها بعدة إبر، (بداية التعارف بينهما) الذي لحقته ليالي أُنس “حمراء” و “برتقالية”.

– قال لها إنه يعمل في مستشفى السبعين (وقد تكون هذه المعلومة صحيحة أو غير صحيحة).

– بيته في بني الحارث قريب من مكان كذا…، جوار مدرسة كذا… الأهلية.

– يوجد في البيت الذي كان يسكن فيه خزّانان، أحدهما في السطح والآخر أرضي.

– يقوم بإخفاء الضحايا فيهما.

– يمتلك عمارة في مدينة إب.

– لديه أيدي وأرجل وظهور ورؤوس تحميه (يعني الخبير مسنود).

– قامت بخطف وجدان وتسليمها إياه.

– بعد أن ادخلتها إلى بيته وكان هناك فيه رجال، مسكتها وجدان من البالطو وترجّتها أن تُخرجها من ذلك البيت، لكن “هنود” دفعتها من رأسها .. فأنكشف غطاء رأسها، الذي كان بدون شعر، وهذه المعلومة صحيحة، أكدتها والدة “وجدان”

– قالت للأم وبكل بجاحة أنهم قد القوا بابنتها في الخزان الأرضي، وهناك نساء أخريات يعملن في نفس المجال .. (طبعا كان هذا قبل أن تُجرى إتصالات معها من خارج السجن).

– بعد أيام من الحادثة، نقل صاحب البيت الذي قالت بإنها سلمته “وجدان” ولا يوجد له أي أثر، ولم يدلي أحدٌ بأي معلومات عنه.

طقم الشرطة والإتصال المجهول

تقول أم “وجدان” أن كل الاعترافات المذكورة دُوّنت في محضر قسم شرطة “بني حوات” .. الذي قام بعد إستجواب “هنود” وكتابة المحضر بـ:

– تكليف طقم للنزول بمعية الخاطفة إلى البيت الذي ذكرته لهم.

– وصل الطقم إلى المكان وقاموا بطرق الباب عدة مرات.

– بعد ذلك تلاشى الحلم، الذي كان قد عاشه الأبوان المكلومان اللذان كانت دموعهما تسبق خطواتهما وأنفاسهما تسبق حركة كل شيء من حولهما.

– ليخيب ظنّهما، بعد تلقّى قائد الحملة المظفرة إتصالا، دفعه إلى التراجع والعودة من دون تفتيش.

– عادوا إلى القسم ومعهم “هنود” المحتجزة حاليا في النيابة، رغم قيام أيادى (بيضاء من أهل الخير المجهولين الأشاوس) بعده محاولات لاطلاقها بضمانة تجارية، مع أن ملفها وسوابقها أسود من كقطع الليل المظلم.

– نكرر الخاطفة حاليا في السجن .. مع تلفونها الشخصي، مع العلم أنها تغير إعترافاتها ما بين وقت وآخر، حسب ما تتلقاه من تعليمات تأتيها عبره.

تغير المحضر وسجن الأب

لم يتوقف الأمر عند هذا، بل تقول إفادة الأم بأنهم فوجئوا في اليوم التالي بتغييرات كثيرة طرأت على المحضر وأقوال المتهمة، تم على ضوئها إستبدال جريمة الخطف والإخفاء بخطيئة الهروب الإرادي، الذي ربما دفعتها إليه رغبة التنزُّه والاستجمام في بعض المنتجعات والغابات المطيرة المحيطة بصنعاء، وإن كانت في مجتمع محافظ وعمرها (14) سنة، ورأس محلوق “صلعة”.

ولانجاح مسرحية الهروب، أو على الأقل الضغط من أجل إخراج القضية عن سياقها الطبيعي والتأثير على الأبوين للتنازل عنها، قاموا قبل فترة بإعتقال الأب، ووضعه في الحبس.

عفوا أضيف:

أقرُّ لكم أن الحروف تختنق في حلقي وأشعر أن أصابعي مغروزة في جليد القطب المتجمد الشمالي ولا أستطيع تحريكها للكتابة عن جريمة بشعة كهذه، من جهة، ومن حهة ثانية، عن الحالة التي تعصف بقلبيّ أب وأمّ مكلومين خُطفت فلذة كبدهما وأعترفت المجرمة مقدّمة للجميع صورة واضحة عن العصابة ومصير “وجدان”.

و أدعوكم هنا كآباء أولا، وكبشر، من قبلُ ومن بعدُ، أن تضعوا أنفسكم مكان هذين الأبوين، وتختبروا مدى مصابهما بخطف وإخفاء ابنتهما، ومصابهما أيضا، في أجهزة شرطة ودولة ومجتمع تعاطى بهذا الشكل المخجل مع جريمة فظيعة من هذا النوع، أحس معها بتوقف الدماء في أركان أوردتي.

النائب العام والمنظمات الحقوقية والإعلام

لم يدب اليأس إلى نفس والد الزهرة (وجدان) ووالدتها، لذلك لجأ إلى مكتب النائب العام، الذي كُنّا نتمنى منه أن يخصص للقضية من وقته ويعطيها حيزا ولو أقل من الحيز الذي يُعطونه لملاحقة الصحفيين والناشطين والسياسيين، ويعمل هو وجهازه (النيابة العامة) على إنقاذ ضميرنا الجمعي كيمنيين وكعرب وكمسلمين، وكإنسانيين، وكذا حياة أبوين يموتان في الساعة الواحدة ستين مرة.

الخلاصة:

“وجدان” ماتزال مخطوفة ومجهولة المصير منذُ (57) يوما، وتوجيه النائب العام للنيابة الجزائية لم يأت بجديد أو يحصل على أي إهتمام، وهذا ما أكدته لي اليوم الأخت الكريمة “أمها”.

و تأسيسا على ذلك يجب على كل إعلامي وقاضي وحقوقي ورجل شرطة ومخابرات، وعاقل حارة وسياسي ويمني يحمل ضميرا حيا وينتمي للبلد ويُؤمن برسالة محمد ابن عبد إللاه، صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلم، أن يعتبر نفسه أبا وأخا لـ”وجدان”، ويتحرّك لكشف مثل هكذا عصابة إجرامية، ملأتنا بالخوف .. وفي حال تُركت ستُمثّل نواة لعصابات أخرى يُمكن لها أن تحول أطفالنا، أجمل وأعذب وأغلى الأشياء في حياتنا إلى سلع، وأيامنا إلى جحيم.

أخيرا:

يبدو أن هناك كثيرا من أوجه الشبه بين دكتور مستشفى السبعين 2017 و “محمد آدم” فني مشرحة كلية الطب جامعة صنعاء2001.

ملاحظة:

عنوان وهاتف أسرة الطفلة المخطوفة “وجدان” موجود لدينا لمن اراد المزيد من القهر والدموع والذُّل والأسى.

وحسبنا الله ونعم الوكيل.

عبد الكريم المدي

المصدر: حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى