أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

“محسن حين أعتلى تبة في يام نهم” وقال للموالين له: “هي معركتنا الأخيرة قبل الرضوخ لضغوط القبول بتسوية نموت بعدها في المنافي” .. هل سينجح الجنرال في “فرصته الأخيرة”..؟

يمنات

فائز الأشول

للمرة الرابعة منذ سيطرة قواته على معسكر الفرضة في فبراير من العام 2016، يزور اللواء علي محسن الأحمر جبهة نهم شرق صنعاء.

اعتلى مرتفعاً في جبال يام نهار الأربعاء، في الأول من نوفمبر الجاري، وحدق بمنظاره صوب طريق نهم – أرحب، متجاهلاً استطلاع الطريق الإسلفتي المؤدي إلى نقيل بن غيلان.

لحظات من التأمل لمسرح العمليات القتالية غادر بعدها إلى كهف قريب سُدّت شقوقه جيداً بكتل الخرسانة والاسمنت، وتتخذه قيادة المنطقة السابعة غرفة عمليات لإدارة معاركها في نهم.

انحصر الاجتماع في الجنرال وقائد المنطقة السابعة وقيادات حزب “الإصلاح” الذين تقلدوا رتباً عسكرية: ضيف الله عامر ومنصور الحنق وخالد الأقرع ومراد أبو حاتم ومحمد الشليف ومحمد السوادي.

هناك، بحسب ما كشفته مصادر موثوقة لـ”العربي”، خاطب الجنرال محسن قادة المنطقة العسكرية السابعة بأن “صبرنا قد نفد، ومن اليوم لن تتوقف المعركة في نهم حتى دخول صنعاء”.

كُلّف عامر والأقرع، خلال الاجتماع، بالزحف على المجاوحة شرق مركز مديرية نهم، والتقدم في جبال موازية للخط الإسفلتي للوصول إلى نقيل بن غيلان، وكُلّف الحنق بالزحف من الضبوعة إلى طريق أرحب، بعدما كشف الجنرال محسن عن وصول تعزيزات كبيرة لهم من معسكرات شرورة ومأرب.

شكا الحنق للجنرال مقتل أكثر من 400 من أبناء أرحب كانوا يقاتلون في صفه بجبهة نهم، واقترح عليه طلب الاستعانة من “التحالف” بطائرات الـ”أباتشي” لاختصار الوقت والحد من الضحايا، فكان رده: “هي معركتنا الأخيرة قبل الرضوخ لضغوط الأشقاء بقبول تسوية نموت بعدها في المنافي”.

بعد يوم من الاجتماع، زحفت كتائب من قوات “الشرعية” على التباب المطلة على المديد، مركز مديرية نهم، وسيطرت، بحسب مصادر تلك القوات، على قرية بيت البوري، واشتبكت مع “أنصار الله” وجهاً لوجه بين مزارع القات في المجاوحة، ما أدى إلى مقتل العشرات من الطرفين، وأبرزهم ضيف الله عامر، القيادي في حزب “الإصلاح” وقائد “المقاومة الشعبية” في نهم، والذي كان واحداً ممن حضروا الاجتماع في الكهف مع الجنرال.

تصعيد مغاير

أدركت “أنصار الله” خطورة التصعيد الحالي بعد شهور من الاسترخاء لمقاتليها في نهم، ليوجّه ضيف الله رسام، رئيس “مجلس التلاحم القبلي”، التابع للحركة، الدعوة للقبائل إلى “النكف” ورفد الجبهات بالمقاتلين. كما تم الدفع بمئات المقاتلين إلى نهم من معسكرات التدريب في عمران وصعدة.

تقول “أنصار الله” إن مقاتليها تمكنوا من صد الزحوفات التي نفذتها قوات هادي على مواقعها منذ فجر الأحد، 29 أكتوبر، وإنهم أجبروا القوات المهاجِمة على العودة من حيث أتت، في حين تقول “الشرعية” إنها سيطرت على جبال يام، وعلى ضبوعة والنعيل والنشامة وقطبين، وهي آخر قرى نهم في شمال المديرية، وصارت قرية بيت القطيش أولى القرى في مديرية أرحب في مرمى نيرانها، بحسب ما تذكر مصادرها.

الطريق إلى أرحب

و أياً يكن، فإن تبة القناصين، المجاورة للضبوعة، ما تزال تشكل عائقاً أمام تقدم قوات “الشرعية” إلى أرحب.

ضابط في اللواء 141، التابع لـ”الشرعية”، والذي يقاتل في نهم، قال، لـ«العربي»، إنه “لا يمكن التقدم إلى أرحب إلا بعد تحرير تبة القناصين، فإمدادات الجيش الوطني والمقاومة يستهدفها الحوثيون من التبة بصوراريخ حرارية”، مضيفاً “(أننا) إذا سيطرنا على تبة القناصين فلا يوجد خلفها سوى صافح، وهي منطقة مكشوفة وخالية من السكان، وبعدها سيكون الدخول إلى أرحب مباشرة وفي مناطق مفتوحة”.

في أسفل فرضة نهم من جهة مأرب تعسكر عدد من الألوية التابعة لـ”الشرعية” بعتاد كبير من المدرعات والأطقم وعربات الـ”كاتيوشا” والمدفعية والرشاشات الثقيلة، في انتظار سيطرة منصور الحنق ومجاميع حزب “الإصلاح” التابعة له على تبة القناصين، لتصعد من أسفل الفرضة إلى أرحب. وحينها سيكون من الصعوبة على “أنصار الله”، وفق اعتقاد قيادة تلك الألوية، وقف تمددها في مناطق مفتوحة تتركز فيها قاعدة عريضة لحزب “الإصلاح”، أنهك بها الحنق معسكرات الحرس الجمهوري في الصمع عام 2011م .

جديد التصعيد

عدد من المسؤولين والقادة العسكريين الموالين للحكومة “الشرعية” يُرجعون تعثر “الجيش الوطني” في جبهة نهم خلال الشهور الماضية إلى “تحفظ سعودي – إماراتي على اقتحام صنعاء”. لكن ضابطاً في المنطقة العسكرية السابعة قال، لـ”العربي”، “(إننا) خسرنا المئات من الشهداء وآلاف الجرحى في جبال نهم بسبب التضاريس الوعرة، وحقول الألغام التي زرعها الحوثيون، وتفشي الفساد والاستحواذ على الدعم المخصص للجبهة من قبل قيادات تلازم البقاء في مدينة مأرب، وتتسول في الرياض باسم الجيش والمقاومة”.

و مع تضاعف الخسائر التي تتكبدها السعودية والإمارات لطول أمد الحرب، وتعاظم تعقيدات تدخلها في اليمن، وفشل رهانها على حلفائها في تحقيق اختراق في الطوق المحيط بالمناطق الخاضعة لـ”أنصار الله” وحلفائها، وكذا عجزها عن جمع أطراف الصراع إلى طاولة مشاورات ترعاها ولا تكون طرفاً فيها، يعود التصعيد في جبهة نهم إلى الواجهة كأقرب الطرق للوصول إلى صنعاء، والرهان هذه المرة على الخلاف بين شريكي تحالف صنعاء.

قيادي في “أنصار الله”، اشترط عدم الكشف عن اسمه، قال، لـ”العربي”، إن “حديث صالح قبل أيام عن عجز مرتزقة العدوان عن التقدم شبراً في نهم كان رسالة لهم للتصعيد من هناك”، مضيفاً أن “صالح يعمل حالياً على تثبيط القبائل لرفد الجبهات بالمقاتلين، في وقت يفتح فيه التجنيد في معسكر الشهيد الملصي الذي يشرف عليه ابن شقيقه طارق، ويعود الكثير ممن يتم تدريبهم إلى منازلهم والبقية يعزز بهم متاريسه داخل صنعاء”.

الفرصة الأخيرة

في المقابل، يتواجد في مأرب والجوف آلاف من خصوم “أنصار الله”، غالبيتهم من حزب “الإصلاح”. هؤلاء غادروا المناطق التي تسيطر عليها الحركة ليلتحقوا بصف “الشرعية” والقتال معها، غير أن جميعهم يؤرقهم طول البقاء خارج مناطقهم، ويتخوفون من إنهاء “التحالف” حربه في اليمن وتخليه عنهم، لذا فإن التصعيد في نهم يمثل حافزاً لهم لإحياء أمل العودة، خصوصاً أن الكثيرين منهم لم تتضرر مصالحهم ومنازلهم في صنعاء حتى اللحظة.

مصادر مقربة من اللواء علي محسن قالت، لـ”العربي”، إن “التحالف وقيادة الشرعية يهدفان من التصعيد في جبهة نهم الوصول إلى أرحب وأطراف صنعاء لإرغام الحوثيين على القبول بتسوية وفق شرطهم”، فهل ينجح الجنرال في خطته و”فرصته الأخيرة”؟

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى