أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

الرئيس الأسبق علي ناصر محمد يقدم خطة لإيقاف ويؤكد أن ايقاف الحرب باليمن لم تعد بيد اليمنيين

يمنات – صنعاء

طالب الرئيس الأسبق علي ناصر محمد بإيقاف الحرب و إحلال السلام في اليمن. مشيرا إلى أنه أعلن رفضه استمرارها و طالب بإيقافها في الحال.

جاء ذلك في ورقة له شارك بها في مؤتمر دولي ينظمه نادي “فالداي” للحوار في العاصمة الروسية، موسكو.

كما طالب الرئيس ناصر بإيقاف تدفق السلاح و ايجاد فرص السلام الجيدة في اليمن. مؤكدا أنه لا حل لهذه الحروب إلا بالحوار.

و أوضح أن الاوضاع تدهورت في اليمن مع دخول العام الرابع للحرب، و الدور الأممي مهم لإيقافها. منوها إلى أن العديد من تجار الحروب كانوا يطرحون أن الحرب ستستمر ثلاثين يوما فقط.

و لفت إلى أن المعاناة الانسانية تزداد يوميا مع تفاقم الأزمة اليمنية و استمرار الحرب. معتبرا أن ايقاف الحرب و الشروع في اعمار ما دمرته هو الطريق الوحيد لإغاثة الشعب اليمني.

و أكد الرئيس ناصر أنه بوقف الحرب سيتحرر الانسان و يتمكن النازحون من العودة الى منازلهم و ممارسة حياتهم الطبيعة.

و نوه إلى أن المستفيد الوحيد من استمرار الحرب هم تجار الحروب، كونهم مستفيدون من المساعدات الانسانية. لافتا إلى أن تلك المساعدات لا يصل أغلبها إلى عامة الشعب.

و لفت ناصر إلى أنه منذ اليوم الأول للحرب قدم العديد من المبادرات و خارطة طريق للمبعوث الأممي لإيقاف الحرب و احلال السلام في اليمن.

و قال ناصر: الحرب دمرت كل مقدرات الشعب اليمني من بنية تحتية و شردت الملايين من أفراد الشعب و قوضت الدولة و مزقت اليمن، الذي صار “يمنات” و بعدة حكومات في المنفى و في صنعاء و عدن و مأرب.

و أضاف: الحرب عمقت معاناة المواطنين في الجنوب و الشمال على السواء و حرمتهم من الأمن و الاستقرار.

و أكد أن الحل ليس بيد اليمنيين. لافتا إلى أن الحل صار بيد اللاعبين الدوليين. داعيا هؤلاء اللاعبين إلى مساعدة الشعب اليمني في الخروج من أزمته.

و أشار ناصر إلى أن أمن و استقرار اليمن جزء لا يتجزأ من أمن و استقرار المنطقة و العالم.

و بين أن ايقاف الحرب مصلحة مشتركة للجميع و هو الطريق الأمثل للسلام. مؤكدا أن الفوضى ستلتهم الجميع و أن وقف الحرب هو المطلب الأول و الجوهري الملح للشعب اليمني لاستعادة دولته و امنه و استقراره.

و قدم خطة لايقاف الحرب مكونة من 8 بنود تتضمن إيقاف الحرب و توفير مناخ سياسي ملائم للحل، و الشروع بعد وقف اطلاق النار بخطوات لاستعادة الثقة بين المتصارعين و ذلك تشكيل مجلس رئاسي لإدارة المرحلة الانتقالية و تشكيل حكومة توافقية من كافة المكونات السياسية.

و تضمنت خطة ناصر تشكيل لجان عسكرية محلية و اقليمية و دولية لجمع السلاح الثقيل و المتوسط من الجماعات المسلحة و مركزتها تحت سلطة وزارة الدفاع الوطنية، و البدء في حوار بين كافة المكونات السياسية والاجتماعية للتوافق على شكل الدولة الفيدرالية وقيام الدولة الاتحادية من اقليمين، و تشكيل لجنة دستورية لتنقيح المشاريع الدستورية المطروحة، و تشكيل لجنة انتخابية لوضع الاسس لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

كما تضمنت عقد مؤتمر دولي لتمويل وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، و دعم مجلس الامن الدولي لهذه الخطة بحيث تكون ملزمة وقابلة للتنفيذ تحت اشرافه.

نص كلمة الرئيس الأسبق علي ناصر محمد

أيها السيدات والسادة

في البداية أتوجه بالشكر إلى معهد (فالداي) ومعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية على دعوتهم لنا للمشاركة في هذا المؤتمر للمرة الثالثة..

كنت هنا في العام الماضي، وقدمت مداخلة تحدثت فيها عن الشراكة العالمية في تقرير مصير الشرق الأوسط، ودعوت إلى حل الملفات العالقة في المنطقة، ومنها تصفية الحروب القائمة، ومحاربة الارهاب العابر للحدود، ووضع حد لتجارة السلاح، ووقف الدعم للجماعات المسلحة التي تقوض حياة الدول وتهدد الأمن والاستقرار والسلم في العالم، وايجاد نظام اقتصادي عالمي عادل، وغيرها من القضايا لتعبيد الطريق أمام فرص السلام بدلاً من الصراع والحروب التي تعرضت وتتعرض لها المنطقة كما في سوريا وليبيا والعراق اليوم وقبلها السودان والصومال والجزائر ولبنان ولا حل لهذه الحروب الا عبر الحوار والحل السلمي وحل قضية الشعب العربي الفلسطيني حلاً عادلاً يرتضيه الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وفيما يخص اليمن، أكدت على أهمية الدور الأممي والقوى العظمى للضغط في سبيل إحداث تسوية تعيد الاعتبار الى العملية السياسية وتوقف الحرب.. و منذ ذلك الحين أيها السيدات والسادة لم يتغير شيئ، بل ان الأمور تفاقمت وسارت من سيء إلى أسوأ.

وفي الشهر القادم تدخل الحرب في اليمن عامها الرابع وقد حذرت حينها عندما اعتقد البعض أنها ستحسم في 30 يوماً أنها قد تطول لسنوات انطلاقاً من تجربتنا في العديد من الحروب في اليمن والمنطقة ومنها حروب الجمهوريين والملكيين (1962-1967) والتي لم تتوقف الا بعد ان اتفق الزعيمان الرئيس جمال عبد الناصر والملك فيصل بن عبد العزيز على وقفها لأن تجار الحروب لم يكونوا يريدون نهاية لها والذي كان يدفع الثمن الشعب اليمني ومصر والسعودية.

أيها السيدات والسادة

كل يوم يمر تزداد حالة انعدام الاستقرار، والمعاناة الانسانية للملايين التي لا حد لها دون أن تلوح في الأفق بارقة أمل.. لكن هذه المعاناة المستفحلة، لا يمكن معالجتها بالمساعدات الانسانية وحدها، وهو أمر ضروري دون شك، لكن الأزمة هي أزمة سياسية بالدرجة الأولى، والحل أيها السيدات والسادة هو في وقف الحرب فوراً والشروع في حل سياسي وفي تعمير ما دمرته الحرب فهذا هو ما يفتح الطريق أمام المساعدات الانسانية من دواء وغذاء وإيصالها الى مستحقيها ممن تعرضوا ويتعرضون للجوع والأمراض والأوبئة، وفقدان المأوى وفرص التعليم والعمل.

عندما تتوقف الحرب، يتحرر الناس من الخوف، وينجون من القتل، ومن الجوع، ومن الأوبئة، ومن كل المآسي التي تسببها، عندما تتوقف الحرب بإمكان الناس الذين هجّروا في الداخل والخارج، وهم بالملايين، العودة الى بيوتهم ومدنهم وقراهم ومدارسهم وأعمالهم وممارسة حياتهم الطبيعية والإنسانية، ولا يكونوا في حاجة الى المساعدات التي يذهب أغلبها الى تجار الحروب والسوق السوداء.

ايها السيدات والسادة ..

لقد أعلنت رفضي لهذه الحرب منذ اول يوم لاندلاعها، فهي لم تقدم الحل لأزمة اليمن بقدر ما دفعتها الى مزيد من التعقيدات.. وبذلت مع غيري من المخلصين من اليمن وخارجه جهوداً حثيثة لوقفها، وتقدمت بالعديد من المبادرات السياسية بغية العمل على وقفها والبحث عن حل سياسي مقبول يرضي كافة الأطراف. ولن نيأس وسأستمر في المطالبة بوقف هذه الحرب.

و من ذلك المبادرة التي أعلنت عنها من على منبر هذا المؤتمر في فبراير 2017، وخارطة الطريق التي تقدمت بها الى المبعوث الأممي والأمين العام للجامعة العربية في نهاية 2017 وفي كلا المبادرتين، وضعت على رأس جدول الأولويات والقضايا التي يجب أن نبدأ منها، وقف الحرب كبند ومهمة أولى تسبق..

كل البنود والمهام .. ولست أقلل من أهمية بقية المشاكل والقضايا كالمشكلة الانسانية المستفحلة، لكن أليست الحرب هي من تسببت بهذه الأوضاع الانسانية بكل ما فيها من مأساوية ومعاناة للملايين .

أو ليست الحرب هي من دمر وتدمر البنية التحتية، وكل مقدرات الشعب اليمني من مستشفيات ومدارس ومطارات وموانئ ومؤسسات عسكرية ومدنية وحتى المواقع التاريخية والأثرية..

أو ليست الحرب من شردت الملايين من اليمنيين داخل اليمن وخارجها، وتركتهم بدون مأوى، ولا طعام، و لا دواء..

أو ليست الحرب من قوضت الدولة، ومزقت اليمن، فصارت (يمنات) وحكومات في المنفى، وفي صنعاء، وفي عدن، وفي مأرب..

أو ليست الحرب من عمقت معاناة المواطنين اليمنيين في الجنوب والشمال وحرمتهم من أبسط فرص العيش الكريم، ومن الأمن والاستقرار، في أبسط صوره ؟!

ايها السيدات والسادة..

بكل اسف، وهذه حقيقة، لم يعد الحل اليوم بيد اليمنيين، بل بيد اللاعبين الكبار في الاقليم، وفي المجتمع الدولي، ففي يدهم العقد والحل … لهذا ندعوهم ان يساعدوا بلدنا و شعبنا على وقف الحرب، وجلب الأطراف المتصارعة جميعاً الى طاولة الحوار والشروع في البحث عن حل سياسي يضمن مصالح الجميع في اليمن وفي المنطقة والعالم، لأن أمن واستقرار اليمن جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة والعالم نظراً لموقعها الاستراتيجي الحيوي المتحكم في باب المندب والبحر الأحمر والقرن الافريقي والمحيط الهندي وبحر العرب وجزيرة العرب..

وقف الحرب هو مصلحة مشتركة للجميع، وهو الطريق الى السلام، و بدون ذلك ستحل الفوضى على المحيط ولن ينجو منها أحد…

وقف الحرب … ذلك هو المطلب الجوهري الملح لشعبنا لكي يستعيد حياته ودولته وأمنه واستقراره وسيادته وقراره المستقل والحياة الكريمة التي يستحقها..

وأؤكد من جديد أن الحل يكمن في:

1- إيقاف الحرب وتوفير مناخ سياسي ملائم للحل.

2- الشروع بعد وقف اطلاق النار بخطوات لاستعادة الثقة بين المتصارعين بموجب الخطوات التالية:

أ‌- تشكيل مجلس رئاسي لإدارة المرحلة الانتقالية.

ب‌- تشكيل حكومة توافقية من كافة المكونات السياسية.

3- تشكيل لجان عسكرية محلية واقليمية ودولية لجمع السلاح الثقيل والمتوسط من الجماعات المسلحة ومركزتها تحت سلطة وزارة الدفاع الوطنية.

4- البدء في حوار بين كافة المكونات السياسية والاجتماعية للتوافق على شكل الدولة الفيدرالية وقيام الدولة الاتحادية من اقليمين.

5- تشكيل لجنة دستورية لتنقيح المشاريع الدستورية المطروحة.

6- تشكيل لجنة انتخابية لوضع الاسس لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. اذ ان الاحتكام الى صناديق الاقتراع ستجنب شعوبنا المجابهات العسكرية بكافة اشكالها.

7- عقد مؤتمر دولي لتمويل وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.

8- دعم مجلس الامن الدولي لهذه الخطة بحيث تكون ملزمة وقابلة للتنفيذ تحت اشرافه.

ونعرب عن تقديرنا لجهود المبعوثين الأميين السابقين الى اليمن السيد جمال بن عمر والسيد اسماعيل ولد الشيخ ونتمنى للمبعوث الجديد مارتن جريفث التوفيق والنجاح لتحقيق الامن والاستقرار في اليمن والمنطقة ونأمل من كافة الاطراف المحلية والاقليمية والدولية مساعدته في مهمته كما نعرب عن استعدادنا للتعاون معه من أجل انجاح مهمته.

أتمنى لمؤتمركم هذا التوفيق والنجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

علي ناصر محمد

19 فبرائر 2018

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى