أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

ما وراء الفتور في جبهة الساحل الغربي..؟ وهل أثر تجديد العقوبات على نجل “صالح” على طارق صالح..؟ ولماذا اعتقل “عذابو” بعد أيام من انضمامه إلى المقاومة ولماذا اعتقل..؟

يمنات

تراخي جبهة الساحل الغربي بعد تقدم لافت، في فبراير الماضي، أحرزته قوى “المقاومة” الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، المدعومة إماراتياً، طرح تساؤلات عدّة على المستويين المحلي والدولي.

تساؤلات لا تخلو من كون حرب اليمن بين مدّ وجزر تتحكّم فيها قوى ومصالح إقليمية ودولية، مستغلّة عدم الثقة بين أطراف النزاع المحلية. فبعد مرور ما يقارب ثلاثة أعوام على بدء الحرب، إلا أنه لا أحد يستطيع إلى الآن أن يعلن الانتصار.

هذه الحالة ليست مقتصرة على جبهة الساحل فقط، إنما على سائر الجبهات الممتدة من الصلو إلى البيضاء، وليس انتهاءً بجبهتي نهم والجوف، فكلما أسقطت “المقاومة” موقعاً، التفّت عليها حركة “أنصار الله” واستعادته، وكلما أحرزت الأخيرة تقدماً، لوّح المجتمع الدولي، عبر وسطاء (عمّانيون في الغالب) بالمصالحة، وهو ما يضع الحركة في موقف لا تحسد عليه، تحتار فيه ما بين تضحيات مقاتليها وأماني المجتمع المدني الذي يطالب بالسلام، لكنها كالعادة، تقول إنها “تغلّب المصلحة العامة”.

ما تشهده جبهة الساحل الغربي اليوم من فتور في صفوف “المقاومة”، يرى مراقبون أنه بسبب تعزيزات “أنصار الله” التي دفعت بها إلى مديرية حيس على ثلاثة محاور لاستعادتها، مشيرين إلى أن “أنصار الله تمركزت في مواقع استراتيجية منعت المقاومة من أي تقدم، واكتفى كل فريق بالحفاظ على موقعه”.

و أوضحت مصادر خاصة لـ”العربي” أنه “لا يوجد تقدم يذكر للمقاومة باتجاه الجراحي، ولايزال مثلث حيس – العدين – الجراحي تحت سيطرة أنصار الله التي دفعت بأكثر من 2000 ضابط وجندي من قوات الأمن المركزي، الأسبوع الماضي، إلى مواقعها في مقبنة والوازعية وموزع وجبال شمير.

خلافات حول طارق صالح

بدورها، كشفت مصادر خاصة لـ”العربي” أن “توقف المعارك في الساحل الغربي، جاء بعد رفض قيادات في المقاومة الجنوبية تولّي العميد طارق صالح، قائد الحرس الخاص السابق، ابن أخ الرئيس السابق علي عبدالله صالح، قيادة العمليات العسكرية”. أتى ذلك عقب أنباء عن تكليف الإمارات طارق صالح، بقيادة العمليات العسكرية في الساحل الغربي، وهو القرار الذي أثار خلافات حادة بين القيادات العسكرية الجنوبية المشاركة في معارك الساحل.

و أفادت المصادر بأن “قيادات جنوبية انسحبت من اجتماع عقد في مقر القيادة الإماراتية بالمخا، تم فيه طرح قرار إماراتي بتكليف طارق صالح، بقيادة عمليات الساحل الغربي”.

و كشفت معلومات لـ”العربي” أن “قيادة القوات الإماراتية في عدن، فشلت في إقناع قيادات جنوبية بالقبول بقيادة طارق صالح، لعمليات الساحل الغربي”، متوقعةً أن “ذلك قد يكون السبب الذي يقف خلف استدعاء تلك القيادات إلى أبوظبي”.

و قالت المصادر إن “الإمارات استدعت قيادات موالية لها من المقاومة الجنوبية والتهامية إلى أبوظبي، أبرزهم القيادي السلفي، قائد عمليات الساحل الغربي، أبو زرعة المحرمي، ومحافظ الحديدة، الحسن بن طاهر، والعميد أحمد الكوكباني، ولؤي الزامكي، وعبدالرحمن حجري”، لافتةً إلى أنهم “لايزالون متواجدين في الإمارات التي تضغط عليهم لتسليم جبهة الساحل للعميد طارق”.

و أكدت المصادر أن “جهود الإمارات في هذا الشأن لم تفض إلى نتيجة، ولاتزال هذه القيادات في أبوظبي، والتي جمعها الليلة الماضية لقاءً بطارق صالح، انتهى بمشادة كلامية بينه وبين أبو زرعه المحرمي، الذي أعتقل الأسبوع الماضي القيادي في حزب المؤتمر بمحافظة الحديدة، حمير إبراهيم عريك، الملقب بـ(عذابو) والعشرات من اتباعه”، موضحةً أن “المحرمي اتهم عريك بمحاولة تفكيك جبهة المقاومة والانقلاب على قيادتها بالتنسيق مع طارق صالح، مذكّراً أن عريك كان يقاتل في صفوف أنصار الله، وأعلن انضمامه للمقاومة عقب سيطرتها على مدينة حيس في مطلع فبراير الماضي”.

و أكدت أن “أبوظبي تواجه صعوبة في إيجاد موطئ قدم لحليفها الجديد هناك”، كاشفةً عن “صراع خفي يدور بين حزب الإصلاح والإمارات في جبهة الساحل، حيث الأول يدفع بقيادات المقاومة التهامية، المنتمية له، لمعارضة أي تواجد لطارق صالح، فيما الإمارات تمارس ضغوطاً على المقاومة لخوض القتال ضد أنصار الله تحت قيادة طارق صالح”.

من الهجوم إلى الدفاع

هذا الصراع غير المعلن بين حلفاء الإمارات أدى إلى توقف “المقاومة الجنوبية والتهامية” في مدينة حيس، وتحولها من وضعية الهجوم إلى الدفاع لتتكبد عشرات القتلى والجرحى خلال الأسبوعين الماضيين بنيران “أنصار الله”، التي عززت تواجدها بمئات المقاتلين في الجبال والمناطق المحاذية للشريط الساحلي من يختل شمال المخا إلى تطويق مدينة حيس من 3 جهات.

مصادر ميدانية قالت لـ”العربي” إن مقاتلي “أنصار الله استعادوا مواقعهم في محيط حيس وصاروا على مسافة 2 كم من المدينة، مشيرةً إلى أن “قناصي الحركة يستهدفون أفراد المقاومة المحشورين داخل المدينة ببنادق الكلاشينكوف، ولولا قصف الطيران ومروحيات الأباتشي وتحليقها المتواصل في سماءها على مدار الساعة لتمكنوا من اجتياحها في ساعات”.

مدرّعات وأطقم محترقة

المصادر ذاتها أكدت لـ”العربي” أن “كافة مناطق الريف الشمالي والجنوبي والشرقي في مديرية حيس لاتزال تحت سيطرة أنصار الله، وأن القوات الإماراتية والسودانية وكذا المقاومة تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح خلال الأسابيع الماضية”، لافتةً إلى أن “عشرات المدرعات والأطقم المحترقة بنيران أنصار الله لا تزال متناثرة على جانبي الطريق الاسلفتي الرابط بين المخا والخوخة وحيس”.

تبادل الاتهامات بالخذلان

يتصاعد صراع بين حلفاء الإمارات الذين تتوالى انكساراتهم وتترصد تحركاتهم كمائن “أنصار الله”، في وقت تحدثت مصادر لـ”العربي” إن “العميد طارق لم يعد متحمساً للقتال ضد الحوثيين بعد فشل جهود الإمارات في رفع العقوبات عن السفير أحمد علي عبدالله صالح، حيث كان الاتفاق مع ولي عهد أبوظبي بأن يقف حزب المؤتمر في صف التحالف، ويعيد تجميع الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، مقابل رفع عقوبات مجلس الأمن عن السفير، وتوفير كافة الدعم للحرس والمؤتمر من الإمارات والسعودية، وهو ما لم يتحقق حتى اللحظة”.

مفاوضات سلام

و في السياق، تفيد أنباء بأن “مفاوضات سلام تجري في العاصمة العمانية مسقط، بين أنصار الله، يتزعمها الناطق الرسمي باسم الحركة، محمد عبدالسلام، وأطراف في الشرعية (لم يتم تحديدها)، تمهيداً لتدشين عمل المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، مارتن غريفيث، الذ ي عُيّن خلفاً لإسماعيل ولد الشيخ”.

و عزت الأنباء “توقف إطلاق الصواريخ البالستية إلى السعودية، والفتور في أغلب الجبهات، خاصة جبهة الساحل الغربي، إلى استمرار هذه المفاوضات”.

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى