العرض في الرئيسةفضاء حر

من أرشيف الذاكرة (57) .. العمل الخيري والتوجه السياسي

يمنات

أحمد سيف حاشد

(1)

• بدأت العمل الخيري في عام 2000 وكان لرفقتي الأذكياء مجيد الشعبي، وأحمد محمد سيف الشعبي، ونبيل الشعبي، وصديقي محمد هزاع القباطي دورا مهما للدفع بي في هذا المسار المختلف، والغير مجرب في حياتي السابقة.. لقد كان بالنسبة لي مسارا جديدا، لم أسبق أن طرقت بابه من قبل، وإن كنت إلى هذا الحد أو ذاك أحب عمل الخير منفردا، إن تأتّ لي مثل هذا الخير..

• كنت لا زلت أتلمس عتبات الباب، وأخطو أول مشوار الطريق، تعينني مشورات رفقتي الرائعين، وصديقي المحب، قبل أن أجد حميمي العزيز الرجل العملي جدا، والنزيه والكريم والمثابر على النجاح والتحدي، محمد عبد الرب ناجي.

• محمد عبد الرب ناجي، يا له من رجل عظيم في العمل الخيري، رجل لا يتكرر مرتين، ولن يجود العمل الخيري في مناطقنا بمثله على المدى المنظور، إن لم يكن على المدى البعيد.. أما أنا فلن أكون لأنجح من دونه، ولن أجد شخصا اتاح لي طريق المبادرة، وممارسة وجودي كما فعل هذا الرجل..

• محمد عبد الرب ناجي كان له الدور الأهم الذي شق لي الطريق عبر الجمعية إلى برلمان اليمن.. هو الذي أهتم بي عندما أنقطع حذائي أثناء الترشيح في الانتخابات، وأمر بشراء حذاء جديد، بعد أن علم أن بعضهم غمز ولمز من حذائي المهترئ، وأحدهم سخر من حذائي وقاسني عليه، وأشار إلى عدم معقولية أن أتخطي عتبات البرلمان.. حدث هذا في منطقة لا أذكر من اسمها إلا “العقام”.. ومع ذلك نزلت في وقت لاحق مع بعض المرشحين المنافسين، أكرّم فريقي لاعبي كرة القدم، في مدرسة “الفلاح” في “الغليبة – أعبوس”، وكنت مرتديا فقط فردة حذاء واحدة.. هناك كثير من العناصر والتفاصيل التي سآتي على ذكرها في مواضع لاحقة.

• بدأت جمعية التعاون لمديرية القبيطة بلجنة تحضيريه.. كانت توجه جديد لعمل خيري أوسع شمل أربع عزل هي عزلة “القبيطة” وعزلة “اليوسفيين” وعزلة “كرش” وعزلة “الهجر هذلان”.. أول مرة في تاريخ العمل الخيري تتجمع تلك العزل أو المناطق في إطار واحد ابتدأ بلجنة تحضيرية وانتهاء بجمعية خيرية وصحيفة تتحدث باسمها، ولكنها كانت تتسع إلى أن يعبِّر خطابها الإعلامي، في توجهاته عن العمل الخيري في اليمن..

• تم تشكيل اللجنة التحضيرية، وكان السفير والوزير السابق محمد سعد القباطي رئيس اللجنة التحضيرية، فيما كان محمد عبد الرب ناجي رئيس اللجنة المالية، وكنت رئيس لجنة الوثائق الذي أتولى أنا وأعضاء اللجنة إنجاز البرنامج والنظام الداخلي للجمعية المزمع تأسيسها. فيما أسندت الصحيفة قبل التأسيس إلى ثلاثي هم: عبدالله أحمد غالب، وشكري مرشد، وحاميم هزاع..

• في العدد صفر من نشرة “القبيطة” والصادر في 9 سبتمبر 2000 كتبت مقال تحت عنوان: “ما نتطلع إليه”، فيما إدارة التحرير أغلب الظن هي من اختارت اسم العمود: “كلام في محله” وأستعيد هنا المقال الذي أستطيع أن أقول من خلاله، دخلت العمل الخيري بهذه الروح وهذا التوجه، والآتي نصه:

– لا غبار ولا شك اننا نجل كثيراً ونقدر ملياً ما تقوم به العديد من الجمعيات الخيرية الصغيرة الناجحة من أعمال الخير والبر والإحسان، في أكثر من مكان من مديرية “القبيطة”، غير أن ذلك لا يحول ولا يمنع من التطلع الشغوف إلى كيان خيري أكثر اتساعاً وأغزر عطاءا وأكبر قوة ومقدرة..

– وحتى نخرج هذا التطلع الطموح من محبسة، ونجعل من الحلم واقعا، ومن التمني حقيقة، نهضنا بهمة، وتفاعلنا، وبدأت الخطوات العملية الحثيثة نحو تأسيس الكيان المنشود، والذي نريد أن يكون أكبر همه الخير والبر والإحسان . نريد كياناً مترعا بالحب، مفعما بالألفة، والشفافية، تسوده قيم الخير والفضيلة، ونكران الذات ويسمو بألق الوقار، ونبل المقصد، و وهج الحكمة ..

– دعوتنا الزاهدة للجميع بالمشاركة الفاعلة دون إبعاد أو إقصاء أو استحواذ، والأمل معقود على الجميع في أن نوجد شيئا عزيزا، أو معطاء بعيدا عن أحقاد الماضي وأوجاع الأمس.

– دعونا نقدم على هذا العمل النبيل بعقول مفتوحة، ونفوس صافية، وضمائر عامرة بحسن الطوايا والنوايا، ومن دون توجس أو ريبة أو أنانية، تفسد أو تنا ل ما نروم اليه، من مقاصد الخير والبر والإحسان.

– وفي أقل تقدير دعونا نجرب على الأقل، وكونوا جميعا معنا، فعسى أن نعين فقيرا أو محتاجا، أو نسند منكوبا، أو مضرورا، أو نبدد خصومة تدمي القلوب، أو نحل نزاعا يزرع الشوك في العيون , وهذا والله من وراء القصد.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى