العرض في الرئيسةفضاء حر

ارشيف الذاكرة .. مستواي في الإعدادية

يمنات

أحمد سيف حاشد

في المرحلة الإعدادية لم أكن متفوقا في دراستي، و لكن كان المستوى العام جيدا خلال سنوات الإعدادية الثلاث .. لم أفشل في أي مادة، و لكن بعض المواد كنت أنجح فيها بعد طلوع الروح .. كنت أميل للمواد الاجتماعية و أتفوق فيها، يليها مواد العلوم .. نتائج مواد الرياضيات كانت إجمالا في مستوى لا بأس به، و لكن صرت رديئا فيها، و ربما فيما يخصني صرت استصعب العد بعد المليون .. ربما أبدد المال، و لكن فيما لا أندم عليه .. فاشل بامتياز في مراكمة الثروة أو اكتناز الوفر، و فاشل أكثر في الاحتفاظ بالقرش الأبيض إلى اليوم الأسود .. كريم فيما يخصني، و ربما مقترا و شديد البخل فيما يخص الآخرين دولة كانت أو أفراد .. لازلت أذكر حالما كنت قاضيا و أنا أقدر أتعاب المحاسب القانوني أحمد سعيد الدهي، و قد زجرني بجملة أو سؤال، و كان على حق حيث قال: هل تريدني أعمل سخرة..؟! أدركت حينها قدر الخطل الذي وقعت فيه، و أنا أقدّر الاتعاب..

التربية الوطنية أو تاريخ الثورة اليمنية ربما كانت لدي أحب من مادة التربية الإسلامية التي كانت قليلة الوزن في تراتبية المواد الدراسية في المقرر العام .. كنت أرى حفظ آية أظنك و أشق من عمل عرصة في الجبل الصم .. لدي حفظ قصيدة أيسر بمرات من حفظ سورة في المقرر الدراسي .. لازلت مسكونا إلى اليوم بعقدة “الفاتحة” التي أشبعني أبي ضربا من أجل حفظها..

صارت قدرتي على الحفظ ضعيفة، و صارت حافظتي واهنة .. داهم النسيان كثير مما حفظته بمشقة، و أدعي أيضا أن نعمة النسيان قد أهالت بترابها على الأحقاد و الضغائن التي تثقل الكاهل و تشوه الروح بالقبح و الدمامة .. ربما أثور وأقاوم و أتصدى للظلم و استبسل في مواجهته، و لا أستطيع أتسامح مع ظلم أو ظالم لازال يعترش الحق و يستبد عليه، و لكني أيضا أحاول ألتمس العذر للمخالف، و لا أقطع شعرة معاوية، و أتسامح حتى مع من ظلمني إن زال الظلم، أو تمت الاطاحة به أو بصاحبه .. أنحاز لقيم الحب و الحرية و التسامح، أو هكذا أنا أدعي، أو بالأحرى أحاول أن أكون..

اللغة العربية كانت تعجبني بعض موادها، و بعضها لازلت فيها رديئا و فاشلا إلى اليوم .. صرت حالة ميؤوسة في أن أكتب صفحة واحدة دون أخطاء .. الإملاء و القواعد باتت عقدة أخرى تفرض نفسها على حياتي المتعبة، و تعتور كثيرا مما أكتب، و تفسد عليّ ما يبدو ساحرا و جميلا، و أظنها سترافقني حتى الأجل..

مادة التاريخ في الإعدادية أكثر المواد التي كانت تعجبني، لأن مدرس المادة كان ملما بمادته، و لا يغادر الدرس إلا و قد نقله إلى افهامنا كما يجب .. كان يشرح الدرس مليا ثم يملي علينا الدرس، ثم يعيده من خلال النقاش .. و بتكرار غير ممل، و كل ذلك كان يجري بتواضع جم، و من دون ملل أو تثاقل..

كانت من أصعب المواد الدراسية التي واجهتها في سياق دراستي الإعدادية هي مادة الإنجليزي؛ لأن مدارس الجنوب كانت تدرِّسها من الصف الخامس بينما مدارس الشمال كانت تدرسها من فصل أول إعدادي، و عندما درست الفصل السادس في الشمال و انتقلت إلى الفصل الأول إعدادي في الجنوب، وجدت فجوة كبيرة و استصعاب شديد في فهمي لهذه المادة، حيث كانت قد فاتتني سنة من مادة الإنجليزي لم أدرسها في الشمال، فضلا عن الضعف السابق الذي رافقني في هذه المادة في الصف الخامس أثناء دراستي في طور الباحة، و هكذا صارت هذه الفجوة تكبر و تتسع في حياتي التعليمية اللاحقة حتى الجامعة.. بل وزاد الحال سوءا بعدها..

يتبع .. فاجعة مقتل أخي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى