فضاء حر

رسالة الى منسي!!!

يمنات

سلطان العزعزي

 سامحني ياعزيزي….. نم هادئا مطمئنا ..نم….حتى تلك الساعات و الأيام الثقيلة التي ظننت أنها ترزح على صدرك كالجبال وتنشب مخالبها الحادة في قلبك كالضواري الكاسرة.. وتنهش احساسك باظافرها الحادة كالضباع ستمضي.ستمر…ستعبر … سيتلاشى هذا الحزن الذي في صدرك ويتبخر كالدخان!!

نم هادئا مطمئنا … انت لم تأتي هذا العالم لتنظفه من القبح وتكنس ردهاته من الحسد والضغينة …لست عامل نظافة لتقضي اوقاتك وتهدر عمرك في غسل طرقاته من الحقد ودروبه من الكراهية .. او تداوم على كنس رفوفه من سوء الفهم وسوء الادب!!..

ان كنت مصرا على فعل كل هذا فلتكن البداية بنفسك ..ثمة نفايات تخلفها ثورات وهيجان وزمجرة لحظة الغضب والانفعال داخلك تحتاج إلى أقرب مقلب نفايات خارجك .. لاتكن مكبا لها .. كما تحب أن ترى خارجك ينعم بالنظافة والهدوء .. ثمة واجب لاتقتصر أهميته على ماتراه حولك من لمعان ونظافة للمحيط..

لاتترك عينيك تلاحق النفايات ومخلفات الغبار هناك فقط.. ثمة غبار خلفته مناوشات منسية تركتها هنا وهناك تسببت في جراح غائرة .. وتركت ندوب وخدوش جارحة في قلب ..اخ.. صديق.. عزيز.. قريب أو بعيد …انسان آخر …

ثمة قلب ينهار بسببك .. يتآكل بالتدريج.. ينزف في كل ثانية.. كان بإمكانك.. ان تتحول معه إلى ضمادة.. بدلا أن تتركه ينزف..

ثمة اعتذار منسى …كلمة طيبة مهملة.. ابتسامة صادقة.. نسيت أو تناسيت أن تقولها أو ثمة حياة تنهار بسببك كل لحظة !!

كلمة طيبة كان بإمكانها ان تسد فراغا في مبنى حياة شخص آخر لو قلتها.. كان بمقدورها ان تسند جدار حياة في طريقه إلى السقوط والاندثار تسببنا انا وانت في حدوثه.. كنا مليئان بالغضب ومشتعلان بوقود الانفعال فقط لم نساعد بعض على الهدوء!!..

ثمة ثقوب كثيرة نسينا أن نرممها .. لسبب ما أو لآخر !.. ثمة كشف حساب علينا تسديده أنا وانت دوما حساب بلا ارقام ..اسف ..لم اقصد ..سامحني ..اعتذر .. فكل الانهيارات التي تحدث حولنا .. كان بمستطاعنا انا وانت ان نبادر إلى إيقافها !!

ثمة رحمة جائزة على من وجد جدار قلب يريد أن ينقض فاقامه .. ولم يتخذ عليه اجرا… الأجر هنا ليس دين محدد زمن تسديده .. ولا نوعيته انه أجر كبيرررررررر يفوق التوقع .

بدوري اعتذر لك صديقي فأنا كنت منفعلا أكثر مما يجب، وكنت امل منك أن تساعدني على الهدوء، لكن حرائق غضبي طالت غابة صبرك فاشتعلت بدورك في وجهي!! .

سامحني لأن ضعفي البشري غلب صبري .. وقلة حيلتي اعمتني عن رؤية عيوبي ..فأنا بشر أضعف مما كنت أتصور نفسي .. سأحاول أن اتحاشى ضعفي في المرة القادمة .. لا ادري أن كنت ساوفق !؟

أسأل الله ان يمدني بقوة كافية لافعل.. هل لك أن تساعدني على نفسي.. فقط ..حاول أن تهدأ قليلاا …ترفق بما بقى من النزر اليسير من القلب الذي يقيم في صدري .. ان كان به بقية تستحق الرفق !!

اعتذر مجددا ..لك …سلم على قلبك كثيرا.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520.

زر الذهاب إلى الأعلى