العرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد غير مشفرة .. في عدن وصنعاء .. استبداد وفساد

يمنات

أحمد سيف حاشد

(1)

كثير من القضايا التي ننشرها أو ننشر عنها يحدث قبلها التواصل بشأنها مع بعض القيادات أو الجهات، او طرحها لهم و تقديم مقترحات لحلها، وعندما لا نجد الحل او التفاعل المطلوب أو الإهمال أو الخذلان وهو الغالب، أو يدركنا اليأس ونصل إلى قناعة “مافيش فائدة ياصفية” نذهب للنشر عملا بمضمون مقولة على شريعتي: إذا لم تستطع رفع الظلم فأخبر الناس به.
وعندما نجد عناد وإصرار لاستمرار الظلم نصرخ و ننتقد بحدة دون أن نفجر ..

(2)

سلطة الفاسدون في صنعاء وعدن تحمي الفساد وتلاحق من يكشفه..
في صنعاء يحقق القضاء مع الصحفي خليل العمري ليكشف عن المصادر التي زودته بالوثائق التي تكشف فساد أحد أجهزة السلطة.

وفي عدن يحاكمون الصحفي مشعل الخبجي ليكشف عن المصدر الذي زوده بالوثائق التي حصل عليها وتكشف الفساد في إحدى الوزارات في حكومتهم.
رغم أن القانون يحمي مصادر الصحفي، ويحمي الصحفي من الإجبار عن كشف مصادرة.

(3)

إعلان الرئاسة في عدن عن التوجيه بتشكيل نيابة تختص بالإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي خطوة مرعبة نحو حماية اللصوص والفاسدين الذين باتوا جزء من السلطة الراهنة، وتكميم الأفواه ومنعها من الحديث عن جرائم الاحتلال, ودعمه للفساد والفاسدين الذين باتوا بعض منه.

وهذه الخطوة لا تخلو من الإيعاز لسلطة صنعاء أن تقوم بنفس هذه الخطوة.. وهو وضع مشابه بما حدث أو بما قامت به السلطتان في عدن وصنعاء بشأن رفع الدولار الجمركي.
اننا أمام مستقبل قمعي واستبدادي في عدن وصنعاء إن مر شيئا من هذا التوجه هنا أو هناك.

(4)

نحن لا نشوه السلطة في صنعاء أو عدن .. نحن نكشف للناس جوهر السلطتين، وربما نريد أن ندفع بالسلطتين إلى إصلاح حالهما بكلفة أقل.. إصلاحهما للحال أو حملهما على التوجه إلى مثل هذا الإصلاح، أو على الأقل عقد النية لإصلاح الحال الذي بات استمراره نذير شؤم في عدن وصنعاء ومستقبل اليمن عموماً، غير أن ما يحدث هو العكس، حيث لا إصلاح ولا توجه ولا نية للإصلاح، والشواهد أكثر من أن تعد أو تحصى..
ما يحدث اليوم هو تكاثر المظالم والنهب والفساد حتى أتسع الرقع على الراقع،

(5)

من مذكراتي:

أبي ربما كان هو الأكثر صعوبة واستجابة.. في بعضها لا رجاء يجدي معه ولا توسل.. أراه صعب المراس حتى في يوم العيد. أخال قلبه من حجر الصوان.. هذه هي الصورة التي علقت في ذهني عن أبي، والتي ربما ظلمته فيها إلى حد بعيد، ولمّا كبرت وصرتُ أباً، نضجت وأزحت الغلو والمبالغة من هذه الصورة الداكنة والمنحازة، فهمت أشياء كثيرة، والتمست له العذر في كثير منها، حتى وإن كتبت بعض مما حدث بمداد من وجع الأمس وحزنه.
وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر؛ فإن ما تفعله السلطة اليوم هنا أو هناك، يحملني على الترحم لأبي ليل ونهار، وأحمد الرب أنه لم يرَ عهد كهذا، وهو عهد تمر جنازيره الثقيلة على روحي المتعبة.. عهد عاد بنا هرولة إلى القرن الهجري الأول، ومعه برك الدم والدموع والغنيمة، حتى بتنا في ردهته غنميه حرب، وقد قلب المجن، وأدار للمستقبل ظهره وقفاه.
أحبّ أبي لأنني بضعة منه.. تعلمتُ منه أن أوغل في العناد، ولكن فيما هو شريف وحميد وفيه عشق وشغف لمستقبل أبحث عنه، وأن لا أستسلم ولا أستكين لظلم، ولابأس إن انحنيت يوما مضطراً لعاصفة!!

زر الذهاب إلى الأعلى