العرض في الرئيسةفضاء حر

رذيلة متخيلة بعقولهم فقط

يمنات

عبد الوهاب قطران

(1)

 عمر جامعة صنعاء قرابة نصف قرن والتعليم بها مختلط، درسنا بها جنبا الى جنب مع زميلاتنا الطالبات، لم نرى اي فعل خادش للحياء، طوال سنوات دراستنا الاربع، لان المجتمع اليمني بطبيعته محافظ، والفتيات عفيفات محتشمات، حاول الاخوان عندما كنا بمستوى رابع الفصل بين الطلاب والطالبات المستجدين ‏بسنة اولى في كلية الشريعة والقانون وخصصوا قاعات للطالبات وقاعات للطلبة، فتصدى لمشروعهم اساتذة الكلية الناصريين واليساريين، طبقوا الفصل سنة واحدة فقط ففشلوا وعاد التعليم مختلط بكلية الشريعة والقانون الى اليوم، وهكذا هو ديدن كل الجماعات الدينية؛ لاقضية لديها سوى فرض الوصاية على الاخلاق.

(2)

الاقبح من قرار الفصل بين الجنسين بكلية الاعلام جامعة صنعاء، هو التبرير السخيف والوقح للقرار، وهو محاربة الانحلال والفسوق والرذيلة المنتشرة بحقل الاعلام بالذات..

الذي يسمعكم سيظن ان قاعات محاضرات كلية الاعلام، باتت شبيهة بجامعة تكساس تاتي اليها الطالبات وهن لابسات القصير الخفيف والمغري والفاتن، وكأنهن بغرف نومهن. قليل من الحياء ياهولاء ففتياتنا محتشمات، ملتزمات عفيفات تم تربيتهن ببيوتهن اليمنية العريقة على قيم الحشمة والعفة والحياء والادب الرفيع. نحن شعب حضاري عريق نسائنا ملكات من قبل فجر التاريخ لسنا قصر لتفرضوا علينا وصايتكم يا ادعياء الفضيلة

(3)

رحم الله استاذنا الدكتور  محمد الكوري، عندما  كنا ندرس قبل عشرين سنة بكلية الشريعة والقانون حاول عميد الكلية المنتمي لحزب الاصلاح وبقية الاساتذة المنتمين للاصلاح فرض الفصل بين الطلاب والطالبات بالكلية، وفعلا بداؤا بالتطبيق على سنة اولى، فقال لهم الكوري هذا استفراد بالطالبات من قبل ‏الاساتذة، فكيف تحرموا على الطلاب الاختلاط بزميلاتهم وتبيحوه لكم كأساتذة، بل والاستفراد بهن في قاعة المحاضرات، هذا يسمى انفراد. تصدى لهم الكوري بقوة وبقية اساتذة الكلية من التيار القومي واليساري، ففشلوا والغوا القرار.
وبعد عشرين سنة اتى الاخوان المؤمنين ليعيدوا تطبيق ما فشل ‏به اخوان لهم من قبل هم “الاخوان المسلمين”..

(4)

 كيف منعتم الاختلاط عن الطلاب بزميلاتهم الطالبات، وسمحتم للاستاذ ان يختلط بالطالبات، هذا خرق واضح لمعياركم وفساد لقياسكم..!

الاحرى بكم منع الاختلاط عن الكل لينطبق المعيار، وفروا استاذات جامعيات يدرسن الطالبات فقط، والا فسد قياسكم، ولايجوز ان ينفرد الاستاذ بطالباته والعكس صحيح يامؤمنين.

(5)

 ‏لنفترض انكم تمكنتم من الفصل بين الجنسين بكليات الجامعة لتحدوا من الرذيلة المتخيلة بعقولكم المتخلفة، فكيف ياترى ستتمكنوا من الفصل بين الجنسين، وتلغوا الاختلاط بعد التخرج، فالقاضيات والمحاميات يختلطن بزملائهن القضاة والمحامين بالمحاكم والنيابة وبالمتقاضين والمتقاضيات، والطبيبات يختلطن ‏بزملائهن الاطباء في المستشفيات والمختبرات والعيادات..!! والاعلاميات سيعملن الى جوار زملائهن الاعلاميين والصحفيين بالاستديوهات والصحف ومقرات القنوات والاذاعات..!!!

وجميع اهل التخصصات سيلتقي الجنسين بحقل العمل الميداني، فهل ستقضوا على رذيلتكم، بتخصيص محاكم للنساء ومحاكم للرجال، ومستشفيات ‏للرجال ومستشفيات للنساء..!! وقنوات واذاعات وصحف للنساء واخرى للرجال..! وباصات ووسائل نقل عامة للنساء واخرى للرجال..!! وشوارع للنساء فقط، وشوارع اخرى للرجال، حتى تقضوا على الرذيلة الموجودة بمخيلاتكم ياحراس الفضيلة..!!

الحل ان تقوموا بوئدهن وهن احياء كما كان يعمل أجدادكم في الجاهلية.

(6)

وكأن الشعب اليمني قبل سيطرتهم واحتكارهم للسلطة والثروة كان ظال ومنحل ومنغمس بالفسوق والتفسخ، فاتوا لهداية الشعب وتقويم اخلاقه، بداؤا من تغيير كراسي الباصات من  توازي الى توالي، وماضيين في خطوات الفصل بين الجنسين بقاعات المحاضرات بكلية الاعلام، وسيستمروا بخطواتهم ‏الداعشية، حتى يصلوا للفصل بين الجنسين بكل مناحي الحياة، عقليات مفلسة لاتمتلك مشروع ولابرنامج ولافكرة تنفع الناس، وتحل المشكلة الاقتصادية وتخفف من البؤس والفقر والمرض، مشروعهم الانقضاض على ماتبقى من هامش حريات خاصة وعامة، ومضاعفة ‏الجبايات وافقار وتجويع الشعب، ومزيد من التجهيل وتزييف الوعي والانقضاض على ما تبقى من تعليم عام بالغاء التعليم المجاني، واستبداله بالتعليم الموازي والنفقات الخاصة، والتعليم الديني الطائفي الكهنوتي، والتضييق على الناس بوسائل معيشتهم وارزاقهم وحياتهم الخاصة والعامة،

(7)

 ‏وماذا عن الاختلاط بين الرجال والنساء اثناء اداء فريضة الحج وهن كاشفات الوجوه، لو كنتم تحكمون مكة هل ستمنعوا الاختلاط، وتقرروا ان يكون الحج عام للنساء وعام للرجال..؟!

عقول ضيقة تتوهم ان الجامعات دار بغاء. لاهم لكم سوى الفصل بين الجنسين.

زر الذهاب إلى الأعلى