الصحفي والناشط الحقوقي ( محمد صادق العديني) في حوار لـ(أوام):
يأتي هذا الحوار امتداداً لحواراتٍ سبقت مع نشطاء وكتاب مرموقين.. وشخصية هذا الحوار صحفي من الطراز الأول وناشط ذو صوت مسموع، وموقف لا يتلون .. حقوقي وهب حياته لأجل وطنه.. وكاتب سخر قلمه للكلمة الصادقة والهادفة.. ينظر الى المستقبل بتفاؤل كبير.. ويحلم بوطن يعيش في الجميع سواسية في الحقوق والواجبات.. وقبل كل شيء هو مواطن ولاؤه الاول والأخير للوطن..انه الصحفي والناشط الحقوقي (محمد صادق العديني)
حاوره( موسى العيزقي)
§ ما بين السياسة والصحافة أين يجد الأستاذ محمد صادق العديني نفسه؟
§ الصحافة هي مساحتي الخضراء ووسيلتي النظيفة لتحقيق غايتي النبيلة في الدفاع عن حقوق الانسان والحريات العامة .. فمنذ أن بدأت عملي الصحفي أقسمت ان التزم بقيم ومبادئ مهنة الصحافة كرسالة وظيفتها الاساسية الانتصار للحق، ومناصرة المظلوم، وكشف الفساد، وفضح الانتهاكات ورموزه أينما كانوا ومن كانوا .. ومن أجل ذلك كان أولى مهام المنظمة التي أسستها ( مركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية CTPJF ) إصدار ميثاق شرف مهني يحمي قيم وأخلاقيات مهنة الصحافة والإعلام وينبه المشتغلين في هذه المهنة من خطورة الانحراف عن مبادئ واحدة من أهم وأعظم المهن والوظائف الاجتماعية .. اما السياسة فانا لا أجيد طرقها الملتوية ولا أحسن وسائلها المخجلة.
• ما هو الشيء الذي تتباهى به أمام نفسك وأمام الاخرين؟
§ أني دفعت الثمن من حياتي وحريتي ..حيث تعرضت لأكثر من محاولة اغتيال وتعرضت لاعتقال سياسي بدون محاكمة قضائية عادلة لقرابة عامين بسبب مواقفي وكتاباتي المدافعة عن حقوق وكرامة الانسان ومناهضة الفاسدين واللصوص, ومع هذا مازلت على مبادئي منتصراً لقيم الحق والعدل .. تعرضت لمحاولات أغتيال من قبل عصابتي المتنفذ (صادق الباشا) وأولاد المساوئ أواخر عام 1997 , وأسفرت عن اصابتي بجروح وكسور خطيرة وعندما فشلت تلك المحاولة الاثمة مارس الباشا نفوذا كان حينها يحوز على دعم علي عبدالله صالح المخلوع شعبياً واممياً, ..تم اختطافي من المستشفى وإيداعي السجن المركزي بتوجيهات عليا, وهناك تم حرماني من حقي القانوني, وتعرضت لمحاكمات غيابية بينما أنا في المعتقل وصدرت ضدي احكام بتهم عجيبة وغريبة, لكنني لم أيأس أو أصاب بالإحباط, ولم اتخلى عن واجبي في مجابهة الجور والانتصار لقضايا ابناء الوطن وفي مقدمتهم ابناء منطقتي (العدين) حيث واصلت الكتابة في الصحف والمطبوعات من خلال عامود اسبوعي حمل اسم "من وراء القضبان" , كان طوال فترة اعتقالي التي قاربة العامين ( 1998 – 1999 ) صوت المظلومين والمقهورين, منتصراً لكرامة البؤساء، وفاضحاً لجرائم الباشا وعصابته وسجونه الخاصة, ولقيت تجاوباً مسئولاً من منظمات دولية ابرزها (مراسلون بلا حدود), (والعفو الدولية), وغيرها من الهيئات الحقوقية التي قادت حملات تضامن واسعة مع قضيتي وشكلت حينها بعثة خاصة قامت بزيارتي الى المعتقل .. وواصلت حملاتها التضامنية بعد ادراجها اسمي في قائمة المعتقلين سياسياً إلى أن تم اطلاق سراحي..وبعد خروجي من السجن واصلت مهمتي التي اقسمت على الالتزام بقيمها ومبادئها دفاعا عن الحق ..
• هل كنت تفضل مجال أخر غير المجال الصحفي والحقوقي؟
§ مجال الصحافة يختزل معظم المهن التي تمكن صاحبها من ترجمة ذاته المحبة للحق والعاملة من اجل الانتصار للخير والعدل, لذلك أفضل هذه المهنة وأحترم والتزم بمبادئها ..
• ممكن توضح لنا ابعاد القضية التي رفعها ضدك( علي حسن الشاطر) العام 2010م؟
§ في الحقيقة يعود حقد الشاطر علي منذ العام 2001 عندها كنت اشغل منصب المدير التنفيذي لنقابة الصحفيين اليمنيين وسكرتيراً للجنة الحقوق والحريات, وبحكم مهام عملي كنت اتلقى شكاوى وبلاغات من قبل ضحايا الشاطر الذي كان يرأس صحيفة 26 سبتمبر العسكرية والناطقة بلسان القصر الرئاسي, ومن تلك القضايا مأساة الصحفي (خالد دلاق) الذي تعرض لسلسلة متنوعة من الانتهاكات والاستهدافات, وكذلك قضية الزميل (عارف محسن الخيواني) الذي يعد ابرز ضحايا (علي حسن الشاطر) .. لذلك قمت بتبني قضايا اولئك الزملاء وغيرهم ومجابهة انتهاكات الشاطر،وتواصلت انتهاكاته كما تواصلت حملاتي للدفاع عن حقوق وكرامة الصحفيين وكشف ممارساته وانحرافاته فكانت تحدث مواجهات بيني وبينه، مارس خلالها العديد من وسائله الدنيئة ترغيبا وترهيبا، وواصلت من جهتي دوري المدافع عن زملاء المهنة سواء عبر كتاباتي أو تخصيص مساحات في الصفحات الحقوقية التي قمت بتأسيسها والإشراف على تحريرها في عدد من الصحف الاسبوعية, أو من خلال صحيفة (السلطة الرابعة) الصادرة عن منظمتي التي اسستها للدفاع عن حقوق الصحافيين وحرياتهم المهنية .. والحمدلله انتصرنا لكثير من زملاء المهنة وانتزعنا من الشاطر ومن يدعمه حقوقهم ..
• كيف كان شعورك وأنت تُساق الى محكمة الصحافة؟
§ كنت أشعر بالفخر والقوة لاني أساق بتهمة الدفاع عن حقوق وكرامة الصحافيين أمام الشاطر الذي كان يعد وقتها واحد من أكبر مراكز النفوذ والحكم في نظام المخلوع ..
• لننتقل للشق الحقوقي والصحفي.. ونبدأ من تقييمك للأوضاع الصحفية والحقوقية في اليمن.. بإعتبارك ناشط يمثل العديد من الجهات المحلية والخارجية التي تُعنى بالحقوق والحريات الصحافية؟
§ المتابع للمشهد الديمقراطي يجد إن الحريات الصحافية وحرية التعبير تمر بأسوأ مراحل الاستهداف وأخطرها.. ولعل ما يزيد من خطورة هذا الوضع هو توسع وتعدد قنوات ومصادر تلك الجرائم والتهديدات التي أضحت تحيط بحياة وسلامة الصحافيين وكتاب الرأي في اليمن وحرياتهم المهنية، الأمر الذي جعل ممارسة مهنة الصحافة والكتابة مزروعة بألغام الموت والتكفير والإرهاب.
حيث تتواصل التهديدات الموجهة ضد حياة الصحافيين والإعلاميين اليمنيين، بعد عام هو الأكثر دموية ومأساوية في حياة وتاريخ الحريات الصحافية والحياة الديمقراطية في اليمن.
وكان العام 2011 قد شهد في الأشهر المنصرمة من عمر ثورة الربيع العربي في اليمن ما يزيد عن 768 جريمة اعتداء وانتهاك واستهداف خطير، راح ضحيتها العشرات من الصحافيات والصحافيين, وبحسب أحدث تقرير لمركز الحريات الصحافية CTPJF , فقد توزعت على النحو التالي:
298: جريمة اعتداء وعنف بدني مثلت في معظمها حالات خطيرة حيث دخل العشرات من الصحافيين الذين تعرضوا للاعتداءات الجسدية والعنف البدني القاسي في حالات غيبوبة، أودت بعدد منهم إلى الوفاة.
6 جرائم اغتيال لصحافيين ومصورين صحافيين بشكل متعمد ومقصود.
30: جريمة شروع بالقتل ومحاولة اغتيال .
168: جريمة مصادرة صحف ومنع توزيعها وإحراقها، إضافة إلى القرصنة على عدد من المواقع الإخبارية الالكترونية المستقلة واختراقها وتدميرها.
263 جريمة انتهاكية مختلفة تنوعت بين تعرض عدد من الصحافيين للملاحقات والاعتقالات والاختطاف المصحوب بالتعذيب، فضلاً عن العشرات من جرائم التهديد والترهيب وحملات التحريض.
وتلك إحصائية غير مسبوقة في تاريخ الديمقراطية اليمنية ..
ومنذ يناير وحتى منتصف ابريل 2012 ارتكبت العديد من جرائم الانتهاك والاستهدافات الخطيرة والمتنوعة والتي منها تعرضك للتهديد..
وهنا وأنا أجدد إدانتي الشخصية وإدانة مركز الحريات الصحافية"CTPJF" للاستهداف الدائم لحياة وسلامة الصحافيين وحرياتهم المهنية، أؤكد تضامننا المطلق مع كافة زملائنا الصحافيين وكتاب الرأي, ونجدد التأكيد على تمسكنا بحق ملاحقة المتورطين بتلك الجرائم. .
• ماذا عن قضية الصحفي ( عبدالاله حيدر شايع)؟
§ تتواصل معاناة الزميل الصحافي والباحث المتميز المحلل السياسي المعروف (عبدالاله حيدر) حيث يقبع في زنازين الاعتقال .. بعد اختطافه من داخل منزله في ليلة قاتمة السواد إلا من أشاوس الأمن السياسي .. الذين اختطفوه,وأخضعوه للاستجواب المصحوب بالعنف البدني.. ثم أحالوه للمحاكمة أمام المحكمة المتخصصة(محكمة أمن الدولة)المعنية بقضايا الإرهاب ..
وهناك أصبح الصحافي عبدالاله حيدر يواجه تهمة الإرهاب ويعاني تدهورا” خطيرا” في وضعه الصحي,وسط ظروف غير أمنة,وإجراءات محاكمة مشكوك في نزاهتها أفضت إلى أدانته بحكم غير مسبوق أشتمل على عقوبات إدانة بالارهاب وسجن ومن ثم إقامة جبرية !!
حيدر ليس إرهابيا” .. الإرهابيون الحقيقيون هم أولئك الذين اختطفوه .. واستخدموا معه العنف .. وما زالوا يريدون, وبكل وسائلهم ألاثمة, كتم صوته .. وتعطيل عقله .. ومنعه من القيام بواجبات مهنته الصحافية..
وحيدر لم يسئ لليمن وسمعتها .. لكن الذين أساءوا ويسيئون لليمن وسمعتها هم : أولئك الذين كانوا يمارسون كل يوم جرائم الاختطافات والاعتقالات والاعتداءات والبلطجة ضد حملة الأقلام من صحافيين وكتاب رأي وقادة فكر ونشطاء المجتمع المدني والعمل السياسي .. فحصدوا لليمن العشرات من الإدانات الدولية .. جاعلين من سجل اليمن في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الصحافة والتعبير .. سجلاً أسوداً بالغ البشاعة ..
أن عبدالاله حيدر .. مواطن يمني .. صحافي متميز .. ومحلل سياسي موضوعي … فهل نجرمه لأنه كذلك ؟!!
وهنا اجدها فرصة لاطالب خلالها الاخ رئيس الجمهورية السيد (عبدربه منصور هادي), والأستاذ (محمد سالم باسندوة), رئيس حكومة الوفاق الوطني, بسرعة اطلاق سراح الزميل حيدر ورد اعتباره .. إنصافاً للقانون .. ورداً لإعتبار وظيفة الدولة وسمعة اليمن خاصة وبما يعزز توجهات المرحلة الجديدة ..
• هل نستطيع القول أن اليمن بلد ديمقراطي؟
§ لا شك ان البلد تنعم بهامش ديمقراطي, لكنه يشهد من وقت إلى أخر تراجعاً بين مد وجزر .. وفي كل الاحوال هذا الهامش يجب ان يتوسع وينمى حتى نكون بلداً ديمقراطياً حقيقياً ..
• برأيك لماذا كل هذه الحرب على الصحفيين؟
§ لان الصحافيين يلعبون دورا كاشفا للاختلالات والفساد .. وهنا أود أن أشير إلى أن الحريات الصحافية وحياة الصحافيين مثلت أجمالاً ضحية مباشرة وبارزة .. غير أن سقف الحريات ارتفع منسوبه بشكل غير مسبوق في اليمن وتمكنت الصحافة والإعلام من استعادة وظيفتها الأساسية كوسيلة دفاعية عن الحقوق والكرامة الإنسانية من خلال الدور الذي لعبته وما زالت باقتدار تجاه قضايا الوطن والمواطن الطامح إلى التغيير.
لاشك أن الثمن كان باهظاً، لكنه عندما تتم المقارنة بين الثمن المدفوع والمكاسب الإنسانية والقيمية والمهنية التي تحققت فإن الترجيح سيكون لصالح هذه الأخيرة.
لقد كانت – وما تزال- الأحداث التي مرت بها اليمن في ظل ثورة الربيع العربي فرصة لردم الهوة التي كانت قد أخذت تتوسع بين الإعلام وثقة المجتمع من جهة وأخلاقيات وواجبات مهنة الصحافة ودورها المفروض وما هو مفروض عليها من جهة أخرى.
كانت الملايين من أبناء المجتمع اليمني بمختلف شرائحه ونخبه قد بدأت تفقد ثقتها تماماً بشرف الكلمة ونزاهة وسائل الصحافة والإعلام، وكان المئات من الصحافيين والصحافيات المشتغلين بهذه المهنة الحيوية، قد فقدوا هم أيضاً سمعتهم وعنفوان مهنتهم، ولعدة عوامل اجتماعية وسياسية وتشريعية كانت معظم وسائل الصحافة والإعلام قد استسلمت تماماً لواقعها المزري وأصبحت عبئاً مخجلاً على مبادئ وقيم رسالة صاحبة الجلالة، تلعب أدواراً لا تنسجم وقدسيتها وتحولت معظمها إلى مجرد أدوات في يد الممولين والمعلنين والسياسيين، لكننا مع هذا يمكننا اعتبار العام 2011 مشرقاً من جوانب وسوداوياً من جانب آخر.
• هل تمتلكون وسائل اخرى لحماية الصحفيين لعدم التعرض للانتهاكات والتعسفات بعيداً عن بيانات الشجب والإدانة والتي اثبتت عدم جدواها في الاونة الاخيرة ؟
§ اولاً أود أن أشير الى أن بيانات الشجب والإدانة وتقارير توثيق الانتهاكات والاستهدافات التي يتعرض لها الصحافيين والإعلاميين هي جزء مهم ورئيسي من آليات حماية الحريات الصحفية, ومع هذا فان منظمتنا تبذل جهودها في اكثر من اتجاه من اجل حماية زملاء المهنة والدفاع عنها ..
• بإعتقادك لماذا يجهل الكثير من أبناء الشعب حقوقهم المشروعة؟
§ لان هناك من عمل طوال سنوات العقود الثلاثة الماضية على تجهيل الشعب اليمني وتوسيع رقعة الامية والجهل , وتشويه المخرجات التعليمية من أجل ضمان استمرارية حكمه المنتج للفساد والعبث والاستئثار بمقدرات وخيرات اليمن .. لذلك على حكومة الوفاق الوطني والرئيس عبدربه ان يضعوا مسألة التعليم في اولويات مهامهم, كذلك على النخب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ان تولي هذا الامر الوطني الكبير اهتماما متقدما يترجم لأفعال وبرامج وأعمال عملية حقيقية..
•هل نحن نعيش اليوم في ظل قوانين ما بعد الـ22 من مايو 1990م؟ أم أن العقلية التخلفية السابقة هي التي لا زالت تُسيطر علينا حتى اللحظة؟
§ أعتقد أن ثورة الربيع العربي في اليمن استطاعت ان تغير الكثير من المفاهيم السائدة .. وعلينا جميعا العمل خلال الفترة القادمة لتعزيز مفاهيم التعليم والمواطنة وسيادة الدولة والقانون ومعايير الكفاءة ..
§ كيف تنظر الى ما تشهده العدين اليوم ؟
§ العدين هذه الايام تشهد ثورة اجتماعية شعبية عظيمة ضد جرائم الباشا وعصابته وتواطؤ مسئولي الاجهزة الامنية والمحلية هناك .. ومن ابرز ضحايا ذلك المتنفذ الاثم المواطن الجعوش ونجله اللذين تعرضا للقتل , وكذلك أبن الوالد أمين علي قاسم الذي تعرض للاختطاف والاعتداء الوحشي من قبل جبران صادق الباشا وعصابته, وهناك ايضا المدرس فيصل نعمان والطبيب أحمد العامري اللذين تعرضا للاختطاف والسجن في سجون الباشا الخاصة وسلسلة من الجرائم الصارخة التي اقترفها وما يزال الباشا وعياله وعصابتهم بحق ابناء العدين الذين اعلنوا ثورتهم السلمية من أجل نصرة المظلوم , وهذه ثورة تجعلني اشعر بالفخر والاعتزاز باني لم ادفع الثمن رخيصا ..
• ما الدور المطلوب من وسائل الاعلام كي توعي الناس في عدم الانصياع والخنوع لسلطة المشائخ ورجال القبائل النافذين؟
• اولا يجب ان نعمل على انشاء وتثبيت دولة المؤسسات وسيادة القانون واستقلالية القضاء وإعادة تأهيل منتسبي الاجهزة الامنية وغيرها من اساسيات الدولة .. ومعها لاشك ان الاعلام مطالب بتعزيز مثل هذه المفاهيم ..
• ماذا عن جائزة الصحافة والاعلام التي أعلنتم عنها العام 2011م؟
• جائزة الصحافة والإعلام اليمني هي اول جائزة وطنية نحن نعمل خلال هذا العام على استكمال الادبيات واللوائح الداخلية المنظمة لها خلال الاسابيع القليلة الماضية.. وكنا قد رفضنا قبول دعم مالي كبير من قبل الرئيس المخلوع خلال البداية الاولى لثورة الربيع العربي في اليمن, وأعلنا من على منصة ساحة التغيير سحب رعاية علي عبدالله صالح لجائزة الصحافة والإعلام لتورطه ومليشياته بجرائم قمع جموع المتظاهرين السلميين في اليمن ..
• لو أنتقلنا للجانب السياسي.. كيف تقيم الاوضاع التي يشهدها الوطن اليوم؟
§ اليمن تعيش مرحلة خطيرة جداً جداً على مختلف الاصعدة, لكنها برغم خطورتها ستؤدي حتما ليمن جديد ومستقبل اكثر اشراقا .. فاليمنييون الذين ملؤا ساحات التغيير وميادين الحرية والكرامة بمختلف مدن اليمن من اجل اسقاط النظام وما يزالون يواصلون دورهم من اجل اليمن الجديد سينتصرون على بقايا النظام وسيهزمون المخططات التخريبية .
• ما نوع القضايا التي تؤرقك كمواطن يمني.. والتي تنظر اليها على أنها قضايا عالقة قد يصعب حلها؟
§ في الوقت الراهن من المهم جداً اعادة هيكلة الجيش وأجهزة الامن الخاصة, وتطهير بقية الاجهزة ومرافق الدولة من بقايا العهد السابق المتورطين بجرائم وانتهاكات حقوق الانسان وقضايا الفساد ونهب المال العام, مع العمل على اطلاق الحوار مع مختلف ابناء اليمن دون اقصاء او ابعاد احد والبدء بإعداد دستور جديد يضمن ممارسة جميع مكونات الشعب اليمني ومختلف فئاته على اساس المشاركة والمواطنة المتساوية ..
• لو تحدثنا عن القضية الجنوبية.. بإعتقادك هل بات ( الانفصال) مطلب شعبي جماهيري جنوبي؟ أم أن الامر مجرد فزاعة يستخدمها البعض من اجل الحصول على تنازلات؟
§ حتى الآن لا أعتقد أن الانفصال مطلباً شعبياً .. فأبناء الجنوب بغالبيتهم وحدويون اكثر منا نحن .. واعتقد ان ضمان حق المشاركة والمواطنة المتساوية والتوزيع العادل لمجالات التنمية والاعتراف بحقيقة المشكلات التي تعيشها اليمن والإخلاص في العمل على حلها سيساعد كثيراً في تجاوز ما نحن فيه ..
• طيب .. وماذا عن الوحدة؟ بمعنى أخر: هل تسير في الاتجاه الصحيح؟ أم أن هناك شوائب وأختلالات( حقوقية) صاحبتها خلال المرحلة الماضية؟
§ الوحدة بحاجة الى اعادة اعتبار .. واليمن بشماله وجنوبه وشرقه وغربه بحاجة الى قيادة سياسية تليق به وتحترم ارادة الشعب ..
أخيراً.. ما المستقبل الذي تتوقعه للصحافة في اليمن خلال المرحلة القادمة خصوصاً بعد التطورات التي شهدها الوطن مؤخراً؟
• مستقبلا أكثر انفتاحاً وحريات أكبر ودوراً فاعلاً وتنموياً.