العرض في الرئيسةفضاء حر

من أرشيف الذاكرة (33) .. يوم الخروج 25 مايو

يمنات

أحمد سيف حاشد

(1)

لمن أنتمي؟!

• في الغالب أو الأعم لا يمكن أن تحس بالناس وهمومهم وتتبنى قضاياهم إن لم تعش معاناتهم.. لا يمكن أن تنتمي لهم أو تعبر عنهم، إن لم تحس بجوعهم وأوجاعهم وعوزهم وأيامهم المتعبات..

• من الصعب أن تنتمي لبسطاء الناس إن لم تعش التفاصيل اليومية لحياتهم، أو تكون قد عشت يوما معاناتهم، واحتزمت الفاقة والجوع، ولسعك إلحاح الحاجة، وأشتد عليك البؤس، وعشت رحى التعاسة والانسحاق.

• كنتُ دوما قريبا منهم.. عشت معهم كثيرا من ضيق الحال والاعتراك مع المحال.. لم أنسلخ عنهم، ولم أبتعد عن همومهم، ولم أتخل يوما عن قضاياهم، حتى عندما كانت أيامي وافرات..

• إن جاء الوفر لا تتملكني أنانيتي، ولا أسمح لها أن تستبد، ولا أعيش الوفر وحدي، وسرعان ما أعود إلى معاناتي الأولى، التي شردت عنها، أو هي غفلت عني.. يعود كل منا يبحث عن الآخر كقدر، فأدركها أو تدركني، ونعود في رفقة وتلازم حميم، وكأنه قدر كتبته السماء في غلس داجي، أو قضاء أنزله الله في محكم كتاب لا رد له ولا سؤال فيه، ولا التماس..

• مهما بلغ رخائي، لا أنسي حياة البؤس والشقاء وشظف العيش.. لا أنسي أنني لم أستطع يوما توفير قيمة قبر لعزيز، أو توفير أجرة سيارة إسعاف لولدي الذي كان يوما يعترك مع الربو من أجل الحياة، أو توفير قيمة علاج يليه، وكنت يوما مع الموت في سباق.. لا أنسي أنني جعت وعانيت، وعشت شدة الضيق وضيق الحرج..

• أحاول أن أبذل ما في الوسع لأرفع آخرين من القاع، ثم ما ألبث بدلا من رفعهم أن أسقط بينهم بركلة من أعلى، ونعيش جميعا المعاناة والحرمان والنضال الصبور..

• كلما حاولت أغادر أيام حياتي السوداء أعود إليها مهرولا وأعيش المعاناة والصبر والجلَد من جديد..

• لم أنسلخ عن البسطاء والفقراء والناس الطيبين.. أعيش همهم وهم البلاد، ونظل معا نبحث عن وطن مختطف أو مصادر بالسلطة والقوة والسطوة أو بالزيف والاحتيال..

(2)

خيانة الانتماء..

• ما يحز في النفس عميقاً، أن ينتمي بعضهم إلى الفقراء والمعدمين، ثم ينقلبون عليهم ويخونون انتمائهم وقضاياهم، بل ويشعرون بعار الانتماء لمنابتهم وأصولهم وأيامهم الأولى والماضية..

• يتسللون إلى السلطة بدهاء انتهازي وضيع، أو بخبث وصولي ولؤم منفعي، ليصيروا صغارا وضاع، وبعد الوصول يتخلون عن هموم وقضايا الناس، ويتنكرون لطبقتهم وانتمائهم الأصيل، ويتحولون إلى سياط لاسعة بيد جلادين أجلاف، يجلدون بها شعبهم ظهرا وبطنا، دون إحساس أو شعور أو تأنيب ضمير..

• مؤلم أن بعض ممن ينتمون للفقراء يقطعون الوعود والعهود الغلاظ لأبناء طبقتهم، ريثما يصلون إلى السلطة، وبعد أن يتمكنون منها ينفضون عنهم، وينقلبون عليهم، ويمكثون بالعهود والوعود، ويقلبون لهم المجن، ويشهرون في وجوههم الغلظة والبنادق والسجون..

• المؤلم أكثر أن تسعى للسلطة مستغلا الظلم والعواطف الجارفة ومسيس الحاجة للتغيير، وفي أعماق نفسك تجوس شهوة بالغة للسلطة، وحب ذاتك، ونرجسيتك الفاتكة، ونية المكر بالتاريخ والجغرافيا، والرغبة بالانقلاب على العصر والحضارة، والمكر بشعبك، وشيعتك وأشياعك، وكل الذين ساندوك وأوصلوك إلى سدتها بالدم والدموع والغلبة والتأييد..

• يقطعون الوعود والعهود الغلاظ للفقراء وما أن يحين التمكين يتوحشون وتظهر لهم الأنياب وتنبت لهم المخالب.. ويطيحون بالأعلام وينسفون مخيالنا عن المستقبل الجميل الذي لطالما رُمناه وتقنا إليه..

• صنعوا من جماجمنا وأقلامنا وأحلامنا وأوجاعنا سلالم للصعود، وفيما كنا نقصد بها الشمس، ومستقبل مضيء وعيش رغيد، وصلوا للسلطة وتركونا في منتصف الطريق، وذهبوا في استهواء وغواية السلطة، وتخلوا عنا وعن الشمس وعن أحلامنا الجميلة، قبل أن يتحولون لقضاء وقدر علينا وعلى شعبنا فيه البلاء والوبال والحرب والكارثة..

(3)

عالم بشع محكوم بالمصالح

• تحامق القادة كالصبية، واشتبكوا كالزعران، وبطيش غير مسبوق قامروا بوطن ومعه ثلاثين مليون إنسان، و خان كل بطريقته خيانات لا يشفع لها رب أو نبي.. وولغوا في عمدية ثلاثية الأبعاد، ومارسوا خيانات بالغة الجُرأة والوقاحة على الوطن طولا وعرضا وعمقا وارتفاعا، بفجاجة صارخة لا نظير لها في مكان أو زمان..

• غرق البعض في الخيانة حتى قيعانها السحيقة.. أشعلوا الحرب والحرائق في كل دار، ومكّنوا العدوان بأشكاله من رقابنا، وسهلوا له أن يعترش حاضرنا، وتركوه يمارس بشاعته على أطفالنا ونساءنا ومواطنينا الأبرياء، وفجروا الأحقاد والضغائن، واطلقوا للكراهية عنناها، وأنسحق المجتمع، وتشرذمنا وتشظينا في كل اتجاه..

• هرستنا دكّاكه الحرب، وأنشب الحصار مخالبه على البطون، وضربوا على أفواهنا سدادات وكوتم للصوت، وكتموا أنفاسنا، وصار الحصار طوقا على طوق، مدعوما بمال النفط والمصالح البشعة التي ظلت تستثمر جوعنا ومعاناتنا ونزيفنا وموتنا المستمر دون انقطاع.

• هذه الحرب الضروس، جعلتنا نعرف كم هذا العالم عنيف وغير عادل.. مارست البشاعة سياستها، ومارست السياسة علينا كل أنواع البشاعة والمجازر، وكشفت عن عورتها وقبحها الوخيم..

• راج سوق السلاح على نحو لم يسبق له في التاريخ مثيل، وصبت السماء علينا حممها دون انقطاع، وصارت أشلاء أطفالنا متفحمة ومتناثرة نجمع بعضها بالأصابع، ونقبر الأشلاء جماعات والجماعات أشلاء..

• صارت تكنلوجيا الدعم اللوجستي في خدمة المصالح الأكثر أنانية، وصارت أخر ما أنتجته آلة الحرب والدمار في العالم تصبها همجية البداوة والتخلف على رؤوسنا ومدننا وقرانا ومدارسنا وأسواقنا وأعراسنا وجسورنا وتاريخنا.. وصرنا حقل تجارب لعالم متوحش معدوم الضمير والإنسانية..

• عرفنا كم بلغت حكومات العالم من التوحش والهمجية، وعرفنا كم المصالح تزدري الأخلاق والضمير والحياة عندما يكون وازنها وموضوعها المال والنفط والسلاح.. وعرفنا كم يسترخصون دماءنا أسياد العالم والمال القذر..

• عرفنا كيف تتخلى عنّا المنظمات التي تدعي الحقوق والحضارة والقيم، وكم هي تعاني من الزيف واستلاب الإحساس والشعور، وفقدان الضمير..

• عرفنا ما لم يعرفه العالم، عرفناه للأسف بكلفة باهظة أقلها وطن ومستقبل ثلاثة أجيال وثلاثين مليون إنسان بات اليوم مصيرهم متجهم ومجهول..

(4)

حصار على حصار

قبل أقل من شهر من 25 مايو 2017 كتبت واقع الحال الذي أعيشه، ومن المهم أن أستعيد هنا ذكره، وأنا أتحدث عن خروجنا في 25 مايو .. ما كتبته واقع مرير عشته لحظة بلحظة بكل تفاصيله..

• كم أشعر بالتردد والحرج عندما أريد سرد بعض من قصتي للناس، ولاسيما تلك التي لها علاقة باللحظة ومتعلقة في بعض جوانبها بخصوصياتي الدقيقة في مجتمع لازال غير متصالح مع نفسه.. مجتمع مثقل بالعيب ومخلفات القبيلة، ومنقوص في الصدق والشجاعة والشفافية والتعافي..

• لا أريد أن أشعر أنني استعطف الناس فيما أكتب، أو أستجلب شفقة؛ فذلك يؤلمني جدا.. ذبحي بمنشار الخشب أو سمل عيناي بالمسامير أهون عندي ألف مرة من أن أرى نظرة إشفاق نحوي من أحدهم.. ولكني أريد أن أعبر عن نفسي كإنسان متعافي ومتصالح مع نفسه لا يداري الواقع بالأكاذيب.. إنسان لا يحب أن يرتدي الزيف والأقنعة، ويخفي الحقيقة بحجر تحت حزام؛ فالواقع بات ساحقا وقاهر..

• آمالنا تلاشت، ومستقبلنا غارب يذوي كشمعة لم يبق منه إلا وداعا، وختاما دون مسك، بل ختام بطعم الموت.. وضاع مستقبل أولادنا، وضاع الوطن.. وصار المجهول متحكما وفارسا له كلمة الفصل، بعد أن رحلت كل الأحلام وتبخرت كل الوعود..

• لدي مطبعة أكل الدهر ثلثين من عمرها و يزيد.. وتوقفت صحيفتي التي كانت تقوم بطباعتها.. وأدرك العجز الجميع.. المطبعة مُطبقة ومهجورة منذ عامين لا استفيد منها في شيء، بل تأكلني إيجار وديون تزداد، وهموما تراكمت لا مهرب منها ولا مفر..

• أتسع الرقع على الراقع.. لا مشتري لها ولم تعد تنفع أن تعرض في مزاد.. صارت خردة تشبهني في واقع معاكس وعاثر الحظ.. واقع حاضره سيء والمستقبل يبدو أنه أكثر سوءا ورداءه..

• صحيفتي أكلت الحرب أسواقها والمحبين، وصارت عاجزة عن سداد نفقاتها بعد أن كانت في الشهر أو دونه تدر ربح المليون وأكثر.. ذنبي إن كان هناك من ذنب أنني انسان.. والحقيقة أنها مزية لا نقص فيها ولا عيب.. لكني لم أحتاط لعثرة ولم أحتاط لنفسي، ولم احتفظ بالقرش الأبيض لليالي المعتمات.. اليوم تحطمت كل الأمنيات وورثها وورثنا الخراب واليباب.. توقفت لدينا ولديها الحياة، وصار الموت هو من يحكم ويسود..

• إيجارات متراكمة، وصحيفة أوقفتها ظروف الحرب مرغمة، ورواتب موقوفه، ومنافس الرزق تضيق، وديون للبقالة، وأخرى لبائع القات، وثالثة للمطعم، وموظفين يستحقون الاهتمام، والتزامات متكاثرة لا عد لها ولا حصر.. التزامات متراكمة، وعفش لا نُحسد عليه، ومستقبل في وجهنا يبدو أنه أسود ومسدود، ومرحلة أكثر حلكة وظلام لم ندخر لها عيش ولا ماء ولا ضوء، مرحلة لم نحسب يوما إنها ستأتي وزدنا اكتظاظها باكتظاظنا حتى كدنا نموت اختناقا.. مرحلة لم تكن على البال والحسبان.. مرحلة لا يبدو إننا من سيعبرها وننجو من طوفانها.. لا سفينة نوح ولا بطن حوت.. حصار على حصار، ولا منفذ أمل أو نجاة..

(5)

مكرها أخاك لا بطل

• الجرادي صاحب البقالة المجاورة رجل طيب وخجول.. صرت زبونه منذ سنين.. الديون في الحرب ثقيلة على الكاهل.. كانت بقالته عامرة وممتلئة بالبضائع، واليوم وبعد الدين صارت كمريض أنحله السل أو طفل أنهكته المجاعة.. يخجلك الجرادي وهو يتردد في طلب تسديد الدين الذي عليك.. خجله يحملك على تقليل الاستدانة ومحاولة الامتناع عن تراكم الديون.. حياء الجرادي يزيدنا إحراجا وحرصا مضاعفا على الوفاء بالدين الذي له علينا.. طلبنا مهلة منه؛ فمنحنا ما نريد.. وفي الحرب مهل الديون معلقة بظهر الغيب، ومفتوحة على كل الاحتمالات.. صارت الأيام تخون وعودها، وصرنا نحن في الوعود كاذبين ومكرهين..

• المطعم الذي يملكه قريبنا يتوعك بالدين.. القائم عليه يداري عنا وجعه وحالته بصمت وصبر.. المطعم لازال حديث عهد، ولا يحتمل تراكم الديون.. حياء القائم عليه بدلا من أن يطالبنا بدفع الدين أغلقه فجأة.. ومتى؟! يوم لا أملك قيمة الغداء للموظفين ولمن أعيل..

• ابني يسري يحاول المساعدة، ولكنه يعجز ولا يعترف بالاستحالة.. يحاول مدارة العجز ويبعث تطميناته على نحو أشعرني أنه صار هو الأب الكبير الذي عليه أن يتصدى لهكذا شأن، فيما صرت أنا الأبن الذي ينتظر الحل ناجزا من أبيه.. كم هذا الشعور يبقا منحوتا في الوجدان والذاكرة.. يحاول تدبير أربعة عشر ألف ريال هي استحقاقا لغيره، وسأكون ملزما بسداده خلال وقت قصير ولا فرج يبدو قريب.. بدت لي يوم “الحراف” بألف سنة مما تعدون.. لم أحاول أن أضعه بموقف حرج أو أعلقه بموعد استحقاق كذوب..

• فيما ابني فادي هو الآخر يحاول أن يبيع تلفونه ولكن بيعة المحتاج يلحقه الغبن فاحشا ولا يحل المشكلة.. وفي كل حال تظل محاولات الشعور بالمسؤولية تستحق التقدير أكثر من شعور حكومة تدعي ولا تملك أدنى إحساس أو شعور حيال من أوقعتهم أقدارهم التعسة تحت سلطتها الجائرة..

• أخي كريم لخبطت له حياته ومشاريعه، وأطحت بأحلامه أن يكون له في العمر مشروع صغير، وهو الذي لم يفلح بحياته الطويلة بمشروع.. عرض علي أن يستلف من المحاسبة التي تعمل لدينا، فيما نحن ما لبثنا أن سددنا لها قسط مستحق عندنا، فرفضت عرضه وآثرت الهيام..

• زوجتي قبل أن أخرج من المنزل في الصباح سألتها إن كان بإمكانها تدبير قيمة الغداء، فترد بضجر أنه غير ممكن، بل وتضيف أنه لا يوجد في مطبخنا حتى رأس بصل..

• أيقظت أمي من نومها الصباحي وداهمتها بسؤال إن كان لديها ما تقرضه لي، ولكن شهدت على وجهها غضب محتج وتمرد معدم يتلبسني مثله بعض الأحايين..

• بدت لي كل الأبواب موصده، وما رحب أمامي صار يضيق حتى سد في وجهي الطريق.. ذهبت إلى المجلس بنية الاعتصام والاضراب عن الطعام.. وفي الطريق كنت أشاهد الناس وأسأل نفسي: كيف كل هؤلاء الناس يعيشون؟! كيف بمقدورهم أن يبلغون بالصبر هذا الحد.. ومن يعينهم عليه؟! كيف يديرون حياتهم وكيف يستمرون على الحياة والعيش؟! إن كنت أنا وبمداخيل متعددة أعيش بصعوبة.. فكيف من أنقطع راتبة منذ ستة شهور؟! كيف من لم يوجد له وظيفة أو راتب أو مصدر رزق كريم؟! لماذا كل هؤلاء صامتون؟! إن كان الجوع كافر لماذا لا يثورون عليه؟! إن الأمر بالنسبة لي لم يعد محتمل.. أحسست بكثافة معني وصولي إلى الحد الذي تصير فيه الحياة والموت سيان..

(6)

خيارات محدودة

• عندما أكتب عن أحوالي ومعيشتي المادية المسحوقة بالحرب والحصار ؛ إنما أريد أن أكشف انحطاط الساسة والحكومات وتواطؤ ضمير العالم حيال شعب يعاني الجوع والمجاعة، ومحاولة لأيقاظ ضمير هذا العالم حيال معاناة شعبنا، واستحثاث هذا الضمير إلى أن يركل مال النفط الذي يفقده الإحساس والشعور والوجود..

• عندما أكتب عن أدق خصوصيات معيشتي ودافعي للاحتجاج حتى الموت؛ إنما أريد أن أكشف ما هو أهم.. أريد أن يبلغ سؤالي النازف والمحتج أقصى مداه.. أريد أن أسأل: إن كان هذا هو واقع الحال، وهذا الحد من الصراع الوجودي الذي يعيشه من أزعم أنه ممثل للشعب؛ فكيف هي ظروف هذا الشعب وحال معيشته؟؟! كيف تعيش أسر مليون ومئتين ألف موظف انقطعت عن معيليها رواتبهم والأمل في البقاء بعد صراع وجودي دام أكثر من ستة أشهر؟!! أريد أن أسأل كيف تتخلى حكومتان عنه وتتواطأن في قتله وتدعيان أنهما تمثلانه فيما هما تفتقدان لأدنى شعور بالمسؤولية حياله، بل وبلغت حد الانحطاط في التعامل معه؟؟! ثلاثين مليون نسمه صاروا مهددين بالموت والمجاعة، في ظل حكومتان تجرمان بحقه وعالم أدرك مال النفط ضميره وأفقده وجوده..

• أن ما يرتكب ضد هذا الشعب هي جريمة غير مسبوقة من البشاعة والانحطاط والقذارة.. لقد نفذ صبرنا، وبلغت قلوبنا الحناجر.. ولم يعد أمامنا من خيار إلا الموت جوعا أو الاحتجاج حتى الموت أو كسر هذا الموت الذي صار يهدد وجودنا..

(7)

اصرفوا الرواتب..

• أعيل بحدود عشرون نسمه لا مصدر لهم غير مداخيلي وراتبي.. بالإضافة إلى خمسة موظفين يعملون لدي، وهو ما يعني أن خمس أسر أيضا بقاءها على الحياة يعتمد على مرتبات ملتزم لهم بدفعها..

• متأخرات وتراكم إيجار شقتين وهنجر مطبعة، بالإضافة إلى متأخرات استضافة موقع يمنات الإخباري بواقع أكثر من سبعين ألف ريال في الشهر الواحد.

• متأخرات سداد فواتير الماء، ولن أتحدث عن سد المجاري بالإسمنت من قبل الجهات المعنية بالتحصيل وأكثر من مرة بسبب عدم سداد تلك المتأخرات.. يريدون ما لهم ولا يلتزمون بما عليهم أقلها دفع الراتب.

• متأخرات سداد فواتير الكهرباء، ولن أتحدث عن عدد مرات فصل التيار الكهربائي والمتكرر من قبل الجهات المناط بها التحصيل، ولن أتحدث عن رفض الجهات القائمة على الكهرباء تحويل شريحة شقة الصحيفة من شريحة تجارية إلى شريحة عادية، رغم توقف اصدارها أكثر من سنتين وعدة شهور ـ باستثناء اصدار ثلاثة أو أربعة أعداد..

• التزامات أقساط وتسديد ديون شهرية لتجار ومستحقين وديزل واتصالات وضرائب وغيرها..

• لي ابنتان تدرسان بمدرسة ابتدائية خصوصي، وقد أرسلت إدارة المدرسة أكثر من ثلاثة إشعارات مطالبة بتسديد الرسوم والمتخلفات التي بعضها يرجع إلى العام الماضي.. فيما ابنتي التي في الثانوية أخرجتها من الخاص إلى مدرسة عمومية.. والتي في الجامعة التزامات مصاريف يومية واحتياجات لوازم جامعية.. أما الأولاد فلم أستطع تدريسهم الجامعة ولعل أول سبب يرجع للرسوم الدراسية الباهظة..

• أشياء أخرى وتفاصيل والتزامات كثيرة لا أود الوقوف عليها، وكل ما أريد أن أقوله إن جل شعبنا يعاني ويجوع ويموت.. كل عشر دقائق يموت طفل في اليمن بسبب الجوع وسوء التغذية..

• لا أريد أي مساعده ولن أقبل ـ مع تقديري البالغ لكل من تواصل أو أتصل ـ ولكن فقط أريد أن أقول لسلطات الأمر الواقع هنا وهناك؛ ثلاثين مليون يستحقون قليل من الشعور بالمسؤولية.. اصرفوا رواتب الموظفين ولا تمنعوا الناس من نيل حقوقها؛ فالوطن في أول معناه كرامة..

• ثلاثين مليون إنسان معذب ومحتاج وجائع يستحقون أكثر من الاعتصام والاضراب عن الطعام في مجلس النواب.

(8)

عيد متصحر بالحرب والفساد

• ابن أخي منصور علي سيف طيب جدا ومحب ونبيل، بل هو بعض منّا وعزيز علينا وكريم .. قريبي هذا مدرّس في أحدى مدارس العاصمة، وزّعت له المدرسة مجانا “قُطمة” أرز “أمريكي”، ولم أسأله من صاحب اليد التي امتدت بالعون والمساعدة لهذه المدرسة.. المهم أنه أهداها لنا على حساب حاجته، وبعذر يداري حساسية حقيقة دافعه الكريم.. شعرنا إنه فرج من ضيق إلى حين، وسندشن تناوله في مناسبة تستحق.. إنها مناسبة يوم العمال العالمي .. يوم يستحق الاحتفاء.. الأرز والمكرونة في ظروف الحرب وانقطاع الرواتب يليق بالإجازة والعيد، ويليق أيضا بضيوفنا، ومن لهم التزام علينا، والجميع في ظروف الحرب يلتمس العذر لبعض.

• اعتقدنا أن الأرز الأمريكي أفضل من الصيني ومن غيره مما أعتدنا عليه وقد أنقطع .. أخذ الأرز وقتا طويلا على النار في ضغّاط فعّال، ولكنه فشل في تحقيق الحد الأدنى من المراد .. أول مرَة نشهد أرز مجالد ومنازل لا تلين له قناة .. أرز يبدو حتى الحمير لا تقوى على احتساكه .. من يغلب النار قطعا تفشل معه أسنان الحمير .. غالب النار حتى ألحق بها شر الهزائم .. النار تقطع في الحديد و تفشل أن تنال من أرزنا قليل.. ظل عنيدا وقاسيا لا يشبهه إلا عناد ساستنا أمام مطالب شعبنا.. تطاول الوقت وعجزت النار، ونزفت دبة الغاز واستسلمت، وخاب رجاءنا، وبلغ الجوع فينا حد الصراخ..

• والشيء بالشيء يذكر.. ذكرّني هذا الموقف عندما أرسلت قريبي “سالم” يشتري لحمة من القاع فوقع على لحم بقرة عجوز يبدو أنها بلغت من العمر ضعفين أو جاوزت في عمرها المائة عام.. استمر اللحم على النار ساعتين ولم ينجح.. أستخدمنا البرمول والبندول والأسبرين، ولم تبق حيلة لدينا إلا وأجرينا عليها التجربة.. ظلت اللحمة عنيدة تقاوم النار حتى نفذت منّا كل الحيل .. بلغ الوقت الثالثة عصرا، واللحمة لم تستحِ من جوعنا وضيفنا، ولم ترأف حالنا، ولم تلين حتى بالنزر القليل .. موعد القات يمضي، والضيف محرج أشد منّا ومنتظر، ولا أدري إلى أين ذهبت به الظنون.. قدّمنا ما لدينا وقلت لضيفي: “الجزار زاد علينا” فيما كان يحاول مجاملتنا وتطبيع المشاعر وهو “يدعش” اللحم بيده وأسنانه ويقول: “لحمة ما تهز الدقن ماهيه بلحمه” .. فقهقه الجميع وخفف من إحراجنا وجعل بيننا البساط أحمدي..

• كان يومها الغاز موفور، وكنا نشتري الغاز دِباب، غير أن اليوم صار من يشتري دبة الغاز أشبه بتاجر الجملة، وصرنا نحن نشتريه بالتجزئة والتفاريق .. اشترينا بألف وأربعمائة ريال غاز تعبئة.. نقلة أخرى تمت إلى الخلف.. نقلة إلى فقر أشد وطأة وليل أشد حلكة.. والمستقبل مجهول لا زال ينتظر..

• في الأمس لحم واليوم رز من متبرع يدعي فعل الفضيلة، فيما هو يريد تحويلنا إلى مقلب لقمامته، ومن دمنا واستغلال جوعنا يرفع رصيده.. رميناه في المزبلة واكتفينا بما وجد، وحمدنا الله على نعمة، ودعيناه أن يديمها ويحفظها من الزوال..

• صديقي الصوفي الجميل والكريم محمد جميل أردت له الاعتذار عن تأخير دين لازال في ذمتى، ومن ملمحه قرأت أنه محتاج للخمسة الريال، فأعطيته والحرج يأكل حشاشة وجهي خمسمائة ريال فيها كل حيلتي، فبدد حرجي وهو يقول أنها في هذه اللحظة تساوي خمسين ألف ريال.. أدركت أن المبالغ القليلة التي يقدمها المحتاجين للأشد احتياجا تساوي الملايين.. ما أجمل الفقراء وهم يسندون بعضهم بالقليل وهي تعني الكثير والكثير..

• وفي ليلة يوم عيد كان الوجع ختام لا مسك فيه ولا عزاء.. تلقيت رسالة موجعة من صديقي الصحفي صادق العديني الذي كان قبل الحرب يدير مركزا إعلاميا لحماية الحريات الإعلامية جاء فيها: خطيئتنا أنّا صدّقنا أن ما فعلناه ذات يوم كانت ثورة نقية مكتملة الانتصارات..!! وتعامينا عن فاجعة تسلل اللصوص والأوغاد والسفلة والكثير من القتلة والسماسرة، إلى مقدمة الصفوف.. وأننا، ويا للحسرة والخيبة، منحناهم امتياز تحقيق المكاسب، وتقاسم اليمن بكل أرضه وإنسانه غنائم وامتيازات.. نحن المضحوك علينا لم نحصد سوى الخيبات، والانكسارات.. ها نحن نقف مخذولين وعرايا ومنكسرين حد اليُتم .. عرضة للإهانة من أحط المخلوقات وأكثرها تفاهة ودناءة ووساخة .. لعنتي عليكم جميعاً أيها الأوغاد المتوزعين ما بين (شرعية) و (انقلاب).

• صديقي هذا منذ أيام وفي ليلنا الداجي وجد نفسه وعائلته مطرودين بالقوة من المؤجر وثلة من المسلحين على ذمة الايجارات المتأخرة.. لم استطع مساعدته بعد أن أوصلونا الساسة اللئام إلى حال إغراق كل واحد منّا إلى رأسه وأكثر، ولم يتركوا لنا حتى هامش لأن نساعد بعض..

(9)

دواعي الخروج..

• عندما دعينا للخروج في 25 مايو 2017 كنّا قد أدركنا أنه جرى توظيف واستخدام قضايا المجتمع وحقوق الموظفين في الأجندات السياسية والعسكرية لفرقا الصراع، وعلى نحو فيه تخلي من قبل أولئك الفرقاء ومن يقف وراؤهم عن التزاماتهم المالية والإدارية بل وقبل ذلك الحد الأدنى من الواجب والمسؤولية الأخلاقية حيال المجتمع، ولا سيما بعد ثمانية أشهر من انقطاع الرواتب، ولذلك كان مطلبنا الأول إعادة الرواتب والمعاشات المنقطعة.

• عرفنا أن أكثر من سبعة مليون نسمة سيمسهم الجوع والمجاعة ونحن من بينهم، وذلك بسبب تخلي فرقاء الصراع عن مسؤوليتهم حيال رواتب أكثر من مليون ومائتين ألف موظف، بالإضافة لمئات الآلاف من المتقاعدين المدنيين والعسكرين، وكذلك المتقاعدين من القطاع الخاص والمحالين للتقاعد.

• عندما دعينا للخروج في 25 مايو 2017 نطالب بإسقاط جرعة المشتقات النفطية واسقاط حكومات أسياد الحرب، كان ذلك بعد أن أدركنا هول الفساد العريض لسلطتي صنعاء وعدن، وموقف وأنانية من يديرون مارب وحضرموت من هكذا قضية.. فضلا عن الفشل الحكومي الواسع، والفشل الإداري الكبير، والفوضى الواسعة، وغياب الحد الأدنى من الشعور بالمسؤولية من قبل السلطين في صنعاء وعدن وكذا مارب وحضرموت حيال قضايا المجتمع وهي قضايا ملحة وماسة ومن الدرجة الأولى من حيث الأهمية.

• فيما يعني صنعاء عرفنا من أحد وزراء حكومة الإنقاذ إن ما يتم توريده يوميا أنداك لا يقل عن اثنين مليار ريال.. وعلمنا أن هناك فوارق في قيمة الغاز والمشتقات النفطية تصل لعشرات المليارات ريال شهريا يتم الاستيلاء عليها من قبل عدة جهات..

• من خلال تقارير رسمية عرفنا أن هناك متخلفات ضريبية أمام اللجان الضريبية وأمام لجان الطعون عند كبار المكلفين وما دونهم، تصل إلى مئات المليارات.. وأن هناك أيضا مبالغ طائلة تصل إلى مئات المليارات من الريالات في قضايا أخرى منظورة أمام المحاكم والنيابات، ورهن التحقيق، ويجري المطل فيها والحيلولة دون البت في تلك القضايا.

• عرفنا من الواقع أنه تم فرض مضاعفات للضرائب والجبايات، وإتاوات فرضت على كل الخدمات، وكل التفاصيل، وعائداتها مليارات الريالات في كل شهر.

• عرفنا أن هناك مصادر أخرى لدعم المجهود الحربي غير منظورة، وغير تلك الواردة في موازنة الإنفاق الحكومي.. غير أنه بقي ما لا نعلمه ولا نعرفه هو الأكثر..

• عندما كنا نتضور جوعا، نحن وأهلنا وأقاربنا والملايين من أبناء شعبنا، كان بعضهم يشيدون العمائر وإرم ذات العماد في ظروف الحرب، ويصدرون صحفهم، ويتهيؤون لإطلاق الإذاعات والفضائيات الخاصة بهم، فيما كانوا قبل ثلاثة سنوات يبحثون عن دعم مائة ألف ريال لاستمرار اصدار صحفهم.

(10)

فشل وفساد وأرقام خانقة

عندما كنّا نطرح موضوع المرتبات في صنعاء كانوا يزعرون في وجوهنا ويتجهمون، ولا يكترثون لمسؤولية حياة ومعيشة الموظفين والمتقاعدين الواقعين تحت سيطرتهم..

كانوا يقولون لنا لا توجد مرتبات، ولا يمكن توفيرها بحال.. المعنية وحدها هي حكومة هادي، وهادي هو المسؤول الأول. هادي هو المسؤول عن نقل البنك المركزي إلى عدن، وهو الذي قطع رواتبكم ويتحمل مسؤولية ذلك كاملة، فيما كانت حكومة صنعاء قد تم تشكيلها لمواجهة هذا الالتزام، وتم تسميتها بالإنقاذ لهذه الدلالة على وجه خاص، قبل غيرها من الدلالات الأخرى..

كان هادي وحكومته هو الآخر يلقي بالمسؤولية على الانقلاب، وسلطة صنعاء، ويتهمها بتجريف أموال البنك المركزي في الفترة التي خلت، ويتهمها بتبديد احتياطي البنك المركزي من العملة الصعبة..

نعم هادي وحكومته هي معنية بشطر من المسؤولية أو قل جلّها، ولكن هذا لا يعفي سلطة صنعاء من تحمل المسؤولية باعتبارها سلطة أمر واقع، فضلا عن ذلك فالمسؤولية الأخلاقية أهم، وهي ملقية عليها، لأنها معنية بمعيشة وحياة الموظفين الواقعين تحت سيطرتها وسلطتها التي فرضتها عليهم كسلطة أمر واقع..

ولكن هل كان بإمكان صنعاء حل موضوع المرتبات على الأقل في النطاق التي فرضت سيطرتها وسلطتها عليه..

انظروا لهذه الأرقام لتعرفوا أنها كانت تستطيع بجدارة إن أرادت تحمل المسؤولية غير أن الفساد المريع والفشل الذريع كانا يمنعانها..

• مجمل القضايا التي أكتشفها الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة في عام 2016 عدد 11 قضية ألحقت ضررا بالمال العام بما قيمته أكثر من 485 مليار 938 مليون ريال. وأكثر من 111 مليون 148 ألف دولار.

• مجمل القضايا التي أكتشفها الجهاز المركزي عام 2015 عدد 13 قضية وألحقت ضررا بالمال العام بما قيمته أكثر من 19 مليار 437 مليون ريال.

• وأضعاف مضاعفة لتلك الأرقام في دهاليز القضاء منذ الأعوام السابقة على 2015

– وكنّا أمام هذه الأرقام تداهمنا الأسئلة: لماذا لا يتم استرداد شيء من تلك المبالغ؟!” جلها إن لم يكن كلها مقبورة في دهاليز القضاء.. أليس في هذا فشل حكومي في المقام الأول إن لم يكن أكثر.. هذا إن أحسنا الظن طبعا.. أين وزارة الشؤون القانونية والدوائر القانونية في الوزارات والشركات والمؤسسات والمصالح الحكومية التي يفترض أن تتابع القضاء وتحضر وتترافع أمامه للبت في تلك القضايا لاستعادة وتحصيل المبالغ المحكوم بها؟!

هذا الحال أيضا يكشف وضع القضاء والنيابة العامة بل وكل جهات المتابعة من مجلس سياسي وغيره..

• تأخير بعض مستحقات الخزينة العامة عند كبار المكلفين والجهات ولعدة سنوات يعني أن الأرباح المفترضة أو الغرامات المستحقة عليها جراء تأخير سدادها ربما تزيد على مبلغ الدين.. غير أن الأكثر سوءا أن الخزينة العامة لا تحصل على هذا ولا ذاك.. لا المتعلقات ولا الغرامات التي يجب تحصيلها جراء هذا التأخير.

ـ ونسأل هنا أيضا: لماذا عشرات ومئات المليارات الريالات المستحقة للخزينة العامة تموت كل عام؟!!

ـ مبلغ 324 مليار ريال مستحقه للخزينة العامة على كبار المكلفين وما دونهم، لماذا لم تحاول سلطة صنعاء استرداده ؟!! لماذا لم يتم متابعته وتحصيله إلى اليوم لمواجهة التزاماتها وأولها المرتبات؟!!

• العجيب أن سلطة صنعاء وحكومتها جاءت عاقدة العزم على فرض ضرائب جديدة، بل وأيضا رفع بعض الضرائب النافذة، وذلك من خلال طلب تشريعها عبر البرلمان، فيما لم يتم تحصيل الضرائب المستحقة للخزينة العامة، والتي تزيد عن مئات المليارات من الريالات ومئات الملايين من الدولارات..

• قرابة أربعة ألف ملف ضريبي غير منجز.. تصوروا كم يمكن أن نسترد من الأموال إن تم إنجاز تلك الملفات.. لو أًنجزت تلك القضايا أو الملفات، بل حتى عُشرها لما كان لدينا مشكلة في الوفاء بمرتبات الموظفين الواقعين تحت سلطة صنعاء مدنيين وعسكريين.

السؤال: من هو المسؤول عن عدم المتابعة..؟! و من هو المسؤول عن عدم تحصيل تلك الأموال المُهدرة..؟! من هنا كان ينبغي أن تعالج المشكلة..

– ولمزيد من التفصيل والدقة نذكر هنا أن عدد الملفات التي أمام لجان التسوية 982 ملف ضريبي. وحجم الضرر بالمال العام 294,586,056,410 ريال.

– عدد الملفات أمام لجان الطعون 353 ملف ضريبي. حجم الضرر بالمال العام 44,206,298,641 ريال.

– وفق القانون يفترض أن تتم التسوية خلال 30 يوما لما هو أمام لجان التسويات الضريبة و60 يوما لما هو أمام لجان الطعون لا أن يمضي عليها عدة أعوام..

ويبقى السؤال: هذه المبالغ المهولة ما مصيرها؟! ولماذا لا تتم تسويتها أو تحصيلها عبر القضاء أو التقاضي عليها والبت فيها بأحكام وبوقت غير مهدور؟!

لماذا لا تتابع مصلحة الضرائب ووزارة المالية ووزارة الشؤون القانونية ودوائرها في الوزارات والمؤسسات والشركات والمصالح الحكومية بهذه المبالغ بدلا من التقدم إلى مجلس النواب بمشاريع قوانين ضرائبية جديدة ورفع الضرائب القائمة والتي من شأنها اثقال المواطن المنكوب بمزيد من الأعباء والمعاناة؟!

• أكثر من 43 مليون دولار قيمة شحنات ديزل تم صرفها بدون وجه حق من قبل شركة النفط اليمنية لشركة محلية محتالة.. و ليس هذا فحسب، بل وتهريب السفن مع الشحنات دون تفريغ.

– يبدو أن النصب والاحتيال واستلام عشرات الملايين من الدولارات في اليمن أمر ميسور، ولا أيسر منه إلا تهريب السفن مع الشحنات دون تفريغ..

• خسائر الدولة بسبب تهريب السجائر 136 مليون دولار خلال ثلاث سنوات:
– في عام 2015 خسرت 27 مليار ريال
– في عام 2016 خسرت 39 مليار ريال
– في عام 2017 خلال ثمانية أشهر خسرت 70 مليار ريال.

هذا التصاعد يعكس تصاعد مؤشر الفشل لسلطة الأمر الواقع في صنعاء، وتلاشت الوعود لمكافحة التهريب وتحسن الأوعية الضريبية والجمركية وتنمية الموارد، بل وصارت الحكومة تفاوض المهربين في واقعة غير مسبوقة في العالم كله تقريبا..

• في منفذ واحد هو مطار صنعاء يوجد أكثر من خمسة عشر ألف بيان جمركي معلّق.. كم هي المبالغ المعلقة التي يفترض أن يتم تحصيلها من هذه المعلّقات.. ولماذا لم تحصل وهي استحقاق مستحق للدولة؟!!

• رفع تقرير إلى الجهات المعنية بأن الضرائب المعلقة بتعهدات من العام 2010 إلى العام 2016 تبلغ 186,763,758,449 بعضها بتعهدات بنكية.. لماذا لم تتم متابعة تحصيلها؟!!

• نحن عندما نتحدث عن حكومة الإنقاذ أو غيرها من الواجهات التنفيذية نعرف أنها قانونا هي المعنية مباشرة.. غير أن هذا لا يعني اعفاء الأهم وهي السلطة الخفية الحاكم الفعلي، وهي سلطة الأمر الواقع الحقيقية أو الفعلية..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى