العرض في الرئيسةفضاء حر

من أرشيف الذاكرة .. وعودي الانتخابية وشعار “انتخبوا من يمثلكم لا من يمثل عليكم”

يمنات

أحمد سيف حاشد

منذ البداية تقتُ إلى التميّز والتفرد، بل أظن أن هذا جزء أصيل من تكويني، أو هذا على الأقل ما أبحث عنه وأتطلّع إليه.. حملتي الانتخابية والإعلامية أريدها أن تتميز.. أريد شيء مختلف عن الجميع.. التكرار يصيبني بالملل والسأم وفقدان الذات المتميزة..

نعم .. أريد التفرد والتميز في كل شيء، ولكن ما هو متاح وممكن محدود، ولا يوفر شروط ما أروم.. العين بصيرة واليد قصيرة، والمتاح محدود.. ولكن لا بأس.. لدي ما ليس لدى الآخرين.. لدى الصدق والوفاء والانتماء الأصيل.. ولدي القدرة على أن أوظف القليل لتحقيق الكثير .. سأبذل جهدي وأستفيد من القليل و أوظفه إلى أقصى حدود الممكن.. هكذا حدثت نفسي وهكذا كان التحدّي.

أريد أن أصل بكثافة إلى عقول ووجدان الناس.. أريد أن أكسب حبهم إلى أقصى مدى ممكن.. أريد أن أشعرهم بحقيقة انتمائي لهم.. أريد أن يشعروا أنني واحد منهم، وسأكون دوما منحازا لهم ولقضاياهم.. منحازا للفقراء والغلابه والمكدودين.. مناهضا للفساد والإفساد.. ومناهضا لانتهاكات الحقوق، ومدفعا عن الحريات، وقد كانت تلك القضايا من أهم وأبرز ما تضمنه برنامجي الانتخابي المعلن للناخبين..

ترشحت بنية خالصة، وبحب جارف للناس، أريد أن أكون صادقا معهم من البداية.. لا أخدعهم ولا أكذب عليهم، ولا أجازف في كيل الوعود، ولا أوزع لهم الوهم، كما يفعل الكثيرون..

في حملتي الانتخابية، كنت صادقا مع الناخبين، وحريصا أن أقول لهم: أنني لا أوعدكم بشيء، ولكني سأبذل قصار جهدي.. وأستدرك: لا أريد أن أكذب عليكم، ولكني أوعدكم ببذل ما في الوسع من جهد وقدرة..

وعدتهم أني أخوض المنافسة للمقعد البرلماني مرة واحدة فقط، وأن لا أترشح لهذا المقعد مرة أخرى، وأني أريد أن أكسر احتكار التمثيل برجل واحد دام ثلاث دورات نيابية متلاحقة..

نعم.. وعدتهم أن لا أعاود الترشيح لمجلس النواب مرة ثانية، وهو التزام اخلاقي ثقيل، أعرف تماما ضرورة الالتزام به.. إنه تحدي كبير أدرك معناه، وأهمية الوفاء به.. لا أظن أن هناك نائبا قدم هكذا وعدا..

أخترت “الشريم” أو المنجل رمزي الانتخابي، وآثرته على ما عداه من رموز.. وجدت رمز “الشريم” معبر عن أوسع طبقة اجتماعية في اليمن، وهي طبقة الفلاحين، ولمعرفتي أن الشريم حاضر جدا في وعي الأهالي، ومحفورا في ذاكرة المجتمع المحلي، بل وأيضا حاضر في تفاصيل الحياة اليومية لسكان قرانا، النساء قبل الرجال.. إنه شعار جاذب وسهل ومعروف جدا، ومناسب إلى حد بعيد..

وفي إطار الدعاية الانتخابية أحضر الأستاذ منير عبده ثابت “شولات” من الشرمان أو المناجل، وتم توزيعها للأهالي في المناطق التابعة لمركزه الانتخابي، بل وتعداه..

إن ينتشر توزيع “الشرمان” بين السكان مدعاة للأسئلة والاستغراب، وهذه الأسئلة والاستغراب والفضول هو في حد ذاته دعاية انتخابية لافتة وذكية، إن لم تكن دعاية كاملة، ومنتجة لوعي وموقف يتشكل بين الناخبين في إطار العملية الانتخابية ومرشحيها..

أما شعاري الانتخابي فكان ملخص ومكثف في عبارة “انتخبوا من يمثلكم لا من يمثل عليكم” لا أدري من هو صاحب المقترح، ولكنني أظنه إن لم أكن أجزم هو الصحفي المخضرم الأستاذ عبد الله عبد الإله..

الأستاذ عبد الله عبد الإله هو من يجيد هذا الالتقاط الجاذب، وهو يجيد القدرة على مخاطبة وجدان الناس، والغوص في أعماقهم ومعرفة ما يدور في خلدهم.. لقد أخترت هذا الشعار اللافت دون سواه..

“انتخبوا من يمثلكم لا من يمثل عليكم” هذا الشعار صار جزء مني .. تم توزيعه مقرونا أو مطبوعا على صورتي .. هذا الشعار كثيف المعنى طغى على ما عداه .. لقد كان شعارا آسرا إلى حد بعيد .. أحسست أنني أتنفسه، وأنه يعبر عما يجيش في أعماقي، وما ينبض به قلبي، ويستحق الوفاء حد الموت..

يتبع

***

الصورة من المهرجان الانتخابي بمدرسة الانوار بالرماء قبيطة..

على يميني بالتتالي: الصحفي الأستاذ عبدالله عبد الاله، والوزير عبده علي القباطي، والشيخ محمد هزاع القباطي نائب رئيس فرع المؤتمر في م/ لحج، والأستاذ فارق عبدالله محمد عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام، وعلى يساري الأخ العزيز أنس دماج القباطي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى