العرض في الرئيسةفضاء حر

من أرشيف الذاكرة .. برنامجي الانتخابي

يمنات

أحمد سيف حاشد

– كنت أدرك معنى أن أكون صادقا مع نفسي و مع الناس .. كنت أعرف أن الصدق ربما يكون فيه اقتحام مجازف، و تكون نتيجته خيبة صادمة، فاغرة الفاه، قادرة على ابتلاعي بعجل و سرعة .. كنت أدرك أن ثمن الصدق ربما يكون مميتا و قاطعا كالسيف، أو باهض الثمن و بالغ الكلفة حد الهزيمة .. كنت أعلم أن الصدق في حضرة الوعود الكاذبة، يصادم أمنيات الأكثرية، و أن أنصار الصدق غير المكلل بالوعود و الأمنيات الكاذبة قليلون، و أنصار الصدق المُر أقل من هذا القليل.

– و لكني في نفس الوقت، و بنفس القدر، كنت أدرك، إن الكذب وخيم، و بالغ في السوء و الغدر و اللؤم و النذالة .. و أنه خبث خبيث، و من الكبائر، و حبله قصير، و وعده صادم و مُهلك، و أقل ما يمكن أن نقول فيه، ما قاله الشاعر دعبل الخزاعي:

“و لا خيرَ في وعدٍ إِذا كان كاذباً … و لا خيرَ في قول إِذا لم يكن فعلُ”

– عندما كان غيري يكيل الوعود كيلا لناخبيه، كنت حذرا جدا من كيل الوعود وأكثر حذرا من استسهال اطلاقها، لأنني أعرف مهمة عضو مجلس النواب، و مهام المجالس المحلية، وفقا لنصوص الدستور و القانون .. و زائد على هذا أدرك صعوبة تحقيق الوعود في بلاد مثل اليمن، و ادرك أيضا أن المرشح المستقل لن تسير أموره كما يشتهي ويرتجي، و الأرجح أن تجري الأمور معه على نحو معاكس، أو كما قال الشاعر: “تجري الرياح بما لا تشتهي السفن”..

– و لذلك كانت وعودي فيما يخص تحقيق المشاريع للأهالي مبنية على قاعدة و افتراض أسوأ الاحتمالات، أو على مقولة نابليون بونابرت “أفضل طريقة للالتزام بالوعد هي ألا تعد بشيء”.

– كنت أعي ان الحذر في قطع الوعود للناس ليس تنصل أو تهرب من المسؤولية، بل هو من باب الإحساس المسؤول، و الشعور العميق بالمسؤولية، و جسامتها، و كنت ادراك مدى أهمية أن يفي المرء بما وعد، و أن يكون المرء جديرا بوعده، و يكون بمستوى تحدي ذلك الوعد .. و تحضرني في هذا الصدد مقولة جان جاك روسو: “أبطا الناس في قطع الوعد، هم دوما الأكثر اخلاصا في الوفاء بالوعد”.

– كنت ممتنعا تماما عن اطلاق عنان الوعود غير الممكنة التحقيق، أو حتى التي يعتريها المجهول، أو يتوقف تحقيقها على إرادة و رغبة طرف آخر، بخلاف الوعود التي كانت تتوقف على إرادتي المحضة، أو تلك التي كانت تمثل بالنسبة لي التزام اخلاقي أو سياسي أو مبدئي أو تصب في إطار السعي أو التشجيع أو الاهتمام أو العمل على تحقيقها .. و هو ما تضمنه جل برنامجي الانتخابي إن لم يكن كله.

– لقد كان برنامج برلماني لوطن، و لمستقبل، و ليس لدائرة انتخابية مفردة، و حتى ما هو مفرد تحدثت عنه غالبا في سياق المجموع، و لمزيد من التفصيل أورد نص برنامجي الانتخابي دون حذف أو زيادة أو تعديل.

نص برنامجي الانتخابي ابريل 2003

إلى الآباء والأمهات الذين نحمل معاناتهم..

إلى الشباب الذين نحمل همومهم و آمالهم..

إلى الأمهات والأخوات اللواتي يحلمن بالماء و الضوء و مواجهة آلام المخاض و تربية الأطفال تربية سليمة..

إلى كل أبناء الجيل في دائرتنا, ممن يتطلعون إلى نور العلم و الغد المشرق و الطموح المشروع في حياة أسعد.

إلى كل أولئك في القرى و الجبال و الوديان و في كل موقع..

اتقدم إليكم ببرنامجي الانتخابي كمرشح مستقل للدائرة (70)..

منطلقا من بين أوساطكم .. أحمل معاناتكم .. آلامكم و آمالكم, بروح الوفاء لسمرة الجبال و الجباه و السواعد و الأقدام المتعبة من معاناة رحلة الحياة، و البحث عن حياة أفضل في وطن سعيد.

– إليكم .. جميعاً أتقدم ببرنامجي الانتخابي الذي آمل به نيل تقتكم لعضوية مجلس النواب .. معاهدا إياكم بأني سأتحمل المسئولية بأمانة و وفاء و إخلاص .. خدمة للوطن و المواطن و بناء تجربة برلمانية زاخرة بالقدرات و الكفاءات المخلصة، و بروح الثورتين .. و وطن 22 مايو 1990م..

و برنامجي كالتالي:

أولاً: العمل على تفعيل و تعزيز الدور الرقابي لمجلس النواب, و محاربة ظاهرة الفساد دون هوادة، و استنصال شأفتها, و ردع كل من يمارس أو يحمي أو يشجع على استمرارها..

ثانياً: الحفاظ على وحدة الوطن و سيادته و استقلاله و مقدراته, و العمل الجاد من أجل بناء الدولة اليمنية الحديثة..

ثالثاً: توسيع و تعميق ممارسة الديمقراطية، و التعددية السياسية و الحزبية، و مبدأ التداول السلمي للسلطة، و الدفاع عن الحريات العامة و الخاصة, و الدفاع عن مبادئ و حقوق الإنسان، و تطوير أجهزة القضاء، و تسهيل إجراءات التقاضي، و تطوير القوانين و التشريعات بما يحقق تلك الأهداف.

رابعاً: الوقوف ضد أي سياسات أو إجراءات قد يؤدي إقرارها إلى إلحاق الضرر بمصالح الوطن و المواطنين.

خامساً: تعزيز دور و مكانة السلطة المحلية و مساعدتها و دعمها من أجل تحقيق أهدافها و برامجها الموجهة إلى خدمة المواطنين في نطاق الدائرة و ارتباطها بهم.

سادساً: العمل مع السلطة المحلية في الدائرة و الجهات ذات العلاقة لمتابعة الخدمات الاجتماعية لأبناء الدائرة و متابعة إنجاز المشاريع المتعثرة.

سابعاً: الانحياز للفقراء و المعدمين، و العمل بما يخدم تحسين المستوى المعيشي للمواطنين من خلال المشاركة الفاعلة في مناقشة و إقرار الخطط و البرامج و الاجراءات الاقتصادية و الموازنات المالية السنوية للحكومة.

ثامناً: توسيع شبكة الضمان الاجتماعي بالدائرة، و زيادة مخصصات الرعاية الاجتماعية، و زيادة عدد الحالات المستفيدة، و ضمان إيصال المخصصات إلى مستحقيها بطرق ميسرة .. و الإسهام في دعم و توسيع مشاريع و أنشطة التنمية الريفية و حماية البيئة, و برامج الأمومة و الطفولة و الأسرة المنتجة.

تاسعاً: الاهتمام بأوضاح المرأة و الدفاع عن حقوقها, و في مقدمتها حقها في التعليم و العمل و التعبير و المشاركة في الحياة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية .. و دعم المنظمات الأهلية و الرسمية العاملة في هذا المجال.

عاشراً: تشجيع الأنشطة الشبابية و الطلابية، و العمل بالتنسيق مع الجهات العلاقة على توفير مستلزمات و إمكانات ممارسة هذه الأنشطة على مستوى الدائرة.

حادي عشر: تشجيع العمل الخيري التعاوني و دعمه, و مساندة منظمات المجتمع المدني, و العمل على انتشارها, و المشاركة بجدية للدفاع عنها، و استصدار القوانين و التشريعات الكفيلة بحمايتها و تطويرها.

ثاني عشر: نشر قيم التسامح و التكافل الاجتماعي و نبذ العنف و التطرف و التعصب و النزعات المناطقية..

ثالث عشر: الاهتمام بأوضاع المناطق المحرومة في الجمهورية، و منها دائرتنا، و اعطائها الأولوية في التنمية، و خصوصاً في مجال المياه و الكهرباء و الطرقات و التعليم.

أنتهى نص البرنامج الانتخابي الذي قدمته في 2003

***

يتبع..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى