العرض في الرئيسةفضاء حر

جواب لمن لا يستحي (1 – 2)

يمنات

أحمد سيف حاشد

(1)

– أنتم لا نحن، الذين نكبتم وطن و شعب عمره أكثر من عشرة آلاف عام .. فطرتم قلبه و كبده، و قطعتم أوردته و شرايينه، و مزقتم أوتاره و حنجرته و لسانه، و عرضتموه دون مهل للبيع بخسا، في مسلخ، و من دون مزاد!!

– زعمتم و صح الزعم أنني أغرد خارج السرب .. و لماذا أغرد في السرب و الفضاء واسعا و فسيحا..؟! أغرد خارج سرب العبودية و ما أعتدتم عليه .. متمرد أنا دوما و حر .. فيما أنتم تغردون في فنادق قطر و تركيا و الرياض، و تدّعون الانتماء لليمن، و تريدون أن تعودوا لتحكمونا مرة ثانية، بعد الذي صار من حرب و كارثة و ضياع وطن .. ألا تخجلون؟!!

– استجلبتم كل زناة العالم إلى درج الدار، و عتبات غرف النوم، و جنبات فراش الزوجية، و تركتم الدار و أهله صالة عرض و عار يتربص في الجنبات و في الشرفات و ينقض بشراهة و شهية جائع، و شهوة بدوي مقطوع .. و ذهبتم للخارج بحثا عن سمسرة و كل ذميم، و فتحتم مواخيرا و حوانيتا، و سقتم شعب منكوب بكم، قطعانا و محاطب لحرب تعيث في الأرض فسادا و خرابا و دمار .. حربا ملعونة لا تروى و لا تشبع.

– تركتم شعبكم المثقل بنكبتكم تحت القصف و النار و الجوع .. و باركتم ألف حصار، و بشّرتم بالنصر و بالفتح، و ذهبتم زمرا و جماعات بحثا عن مال من تحت نعال، و صرتم قوادين كبار، تستغلون الجوع و الجوعانين، و تشترون ذمم الشعب المحتاج، و باركتم كل دمار و خراب و بذخ حصاد الموت، و زعمتم إن الفتح مبين..

– أنا لم أطلب مغفرة لأني لست بقاتل، أنا لا أسبّح لطاغية، أو أي كان .. فيما أنتم جلّيتم من يقتلنا أكثر من خمسين عام؛ و جزمتم أن لحوم العلماء مسمومة، لا مس فيها، و لا تغتاب، ممنوعا أن ننقدها، أو نسأل عن هذا الموت الباذخ، و ما يصنعه علماء السوء، الأكثر إيغالا في الدم و طغاة القادة و الطغيان .. و الشعب صابر ينزف دما و دموعا و حياة..

 – أنتم من سبح للولاء و الطاعة لا نحن .. أنتم من باعوا الوطن الطول مع العرض مع كل الأبعاد .. و عقدتم الصفقات السرية و العلنية، بثمن بخس، و أحيانا من دون ثمن .. لعبتم فوق الطاولة و ناورتم، و من تحت الطاولة مررتم الصفقات و الخيانات الكبار، ثم تقابحون النداء، و تزايدون علينا طولا و عرضا، كالعاهرة التي تدعي الشرف، و من دون خجل أو ذرة حياء .. “رمتني بداءها و أنسلت”..

(2)

– ربعكم الإخواني و ربيعكم اللص، سرقا ربيع ثورتنا المغدورة .. و سرقتم جل العمر و ما فيه من أيام بيض .. و جلبتم بياض العين العمياء للحدقات السود .. و للشعر الأسود بياض الهرم المهرور .. أهرمتم العمر بضياع دون حدود .. أحرقتم الأرض الخضراء، و جعلتم الخضراء جدباء، و أرض بور..

– صيرتم اللص رقيبا على المال العام، و الفاسد حامي للثروة الوطنية .. و المخبر صار إعلاميا يهرج في برج المال المسروق .. ينتقد من أجل جماعته، و الوطن منهوب من أوله إلى آخره بفعل جماعته و “مدبر عنس” .. ناقد أحول عين، ينتقد فساد العالم، و لا يرى فساد جماعته الفاحش، و المترع بالدم، و نزيف الأوطان..

– ألقيتم خبث اللؤم الناقد، على من أحتج على الظلم بسلاسل، و قد شرب السم الناقع، و أقتات من أجل الناس شعر الرأس .. فيما صيّرتم الربع الناقص وافي المكيال .. و أفتيتم بالقتل و حد الردة على من حاول أن يهمس أن ثمة خلل كوني يداهمنا، اسمه حزب “الإخوان”..

– لم يكفِ تملككم وفر المال و غزير الثروة، بل و طمعتم بتغير الكون على سنة جماعتكم، و أردتم تدوين و سرقة تاريخ الأرض و البشرية .. طمع مهلك، و غرور يرى الشمس نقطة سوداء في ضيعة جماعتكم .. و أسقطكم ما فيكم من ضيق و عفونة على أحرار الأرض الذين يرون الحرية أغلى من هذا الكون الساحر المكنوز عجبا، و الذي تتمنون في عهد تمكين جماعتكم مصادرته في غمضة عين..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ايمان القباطي:

لست أدري يا سيدي على أي وتر تغرد بعد أن تقطعت أوتارك حين مددت يديك الى أيدي السادة مسبحا بحمد لم يستحقوه و جالبا لنا مذمة لم نستحقها.

عموما اسمح لي أن أستحضر معك تاريخ الربع المجيد في رفض الفساد و الفاسدين و جلده لكل ظاهرة خاطئة يعيشها الوطن.

الربع قبل ربيعنا هو ذاته بعد ربيعنا هو. ذاته يوم ولدته أمه رافضا للظلم و الفساد دون أن يقيد نفسه بسلاسل أو يعلن إضرابا عن الطعام.

فكلمته كفيلة بأن تحرك مياها راكدة في أنفس مريضة دون حاجة الى دعاية و اعلان و تسليط الأضواء.

تحدثت يا سيدي عن تاريخك النضالي العتيق حتى كأني بك أحد الفاتحين القدامى ممن سقط من صفحات تاريخنا الثمل بالأكاذيب.

فهلا افردت منشورا آخر لفتوحاتك العظيمة..!

ثم بعد كل تلك المقدمة الطويلة و المسهبة و المقارنة غير المنصفة بينك و بين الربع وصلت إلى بغيتك الا و هو حزب الاصلاح و كيف لا و ذمه كفيل بفتح ابواب الرضى و منح صكوك الغفران..

واصفا اياه بما لا يليق بك كخصم شريف كما تصنف نفسك أو كسياسي حذق كما يدعي انصارك.

و للحق اقول لست اصلاحية لأذود عن حزب يملك من أسباب البقاء ما يجعلك في تاريخه نقطة لا ترى.

غير أن غيرتي على الحقيقة أن تمتهن و الثوابت أن تمس يجبرني على أن أذكرك بالتالي:

1- الإصلاح حزب سياسي جاء إلى الساحة بصناديق الاقتراع و هذا يعني ان له شعبية يجب أن تحترم شاء من شاء و ابى من أبى.

2- الإصلاح الحزب الوحيد الذي كان واضحا في تعاطيه مع الأزمة اليمنية فلم يتلون بتلون غيره من الأحزاب و الأفراد.

3- الإصلاح ليس الدولة و ليس مسؤولا عن قرارات التعيين و الاقصاء للأفراد.

فإذا ارتأيت غير ذلك فسم لي أركان السلطة فيه و أسماء وزرائه و نوابه ممن يمسكون بتلابيب الحكم.

4- الإصلاح هو تلك الجبهات التي مازالت مفتوحة و المقابر التي امتلأت بشباب بعمر الربيع من الذائدين عن الوطن.

5- الإصلاح هو ذلك الخصم اللدود لأعداء الوطن و الذي ابى الانخراط تحت راية الداخل الرجعي أو الخارج النفعي.

6- الإصلاح هم أولئك المؤمنون بأنه لا قيمة لنا بدون اليمن الواحدة.

ختاما كان بودي أن تمثلني كمواطنة في جلسات مجلس النواب المنعقدة في حضرموت لأفاخر بأن منطقتي تأبى سيادة الكهنوت و لكنك كالمعتاد غبت حيث افتقدناك و حضرت حيث كرهناك.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى