العرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد غير مشفرة (195) .. الفساد والمصالح والمشاريع الصغيرة ستصل بنا إلى “كانت هنا يمن”

يمنات

أحمد سيف حاشد

(1)

العدوان يقصف مصانعك و معاملك و البنى التحتية لاقتصاد شعبك، فيما أنت تفتح له الباب واسعا و على مصرعيه أمام بضائعه، و تفرش له البساط أحمرا، في كل شبر تحت سلطتك من أرض و مجتمع، ليدخل سلعه و منتجاته، و كل ما يسوقه، ليصير ما تحت يدك مستباحا طولا و عرضا و من دون حسيب أو رقيب..

اليوم مئة نوع من السجائر و العصائر و ألواح الطاقة الشمسية، بل و كل شيء محل تسليع قادم من أسواقه يجتاح سوقك دون منافس، و يضرب ما بقي من اقتصادك و من مؤسسات القطاع العام، و دون أن تعترض أو تمتعض أو تحاول فعل شيئا كان كبيرا أو صغيرا..

و الأكثر مرارة أن تعتبر هذا في غير محل أولوية، لأنك لا ترى العدوان إلا في الجبهة، فيما العدوان أيضا قد بات يتحكم باقتصادك، و عملتك المحلية، و ما تختزنه من العملات الصعبة، و بالتالي تجعله متحكما في كل تفاصيل حياتك و اقتصادك .. و عندما أنتقدك تضيق بنا ذرعا، كما يضيق أهل الباطل بالحق، و تقلب لنا المجن، أو تدير ظهرك لنا في أفضل الأحوال..

(2)

العدوان يضرب نسيجك الاجتماعي، و يضرب وحدة شعبك، و يثير كراهية المجتمع حيال بعضه، و أنت تعينه في ذلك على قدم و ساق، من خلال ما تمارسه كل يوم، من فساد و ظلم، و ما ترتكبه من أخطأ و خطايا .. ثم تتهمني بما ليس فيني، لأنني أقاوم ما تفعله، للحيلولة دون تحقيق ما يريد..

(3)

الاعتقاد إن إرهاب العدو بصناعة القوة هو كل شيء اعتقاد واهم و خاطئ..

الاعتقاد أن من له الأولية في كل شيء هي جبهة الحرب إنما هو اعتقاد لا يؤمن مكره..

لو كان الأمر يسير على هذا النحو ما سقطت و تفككت إمبراطورية بطول و عرض الاتحاد السوفيتي، الذي كان يشكل سدس العالم تقريبا .. كانت لديه من ماكنات الحرب و ترسانات القوة ما يستطيع أن يفني الأرض و ما عليها سبع مرات..

الاتحاد السوفيتي أسقطته البيروقراطية و الفساد و عدم المواكبة للعصر في المجالات الأخرى..

الحرب ليس كل شيء .. و لن تنتصر إن كنت تضرب الدستور و القانون و المؤسسات و إلى جانبها تضرب النزاهة و العدالة و الإدارة و ما يواكب التطور..

بعد أربع سنوات من الحرب من المؤسف أن يتم تحصين الفساد و الفاسدين، بل و بلغت الجرأة أن يفرض الفساد الإتاوات و الجبايات حتى على العميان في الجامع الكبير، بل و تعلن أيضا عبر رسائل التلفون، بتوريد الكفارات للحساب في البريد..

لقد تخليت كبقايا دولة، أو بالأحرى كسلطة، إن لم يكن الحال أقل من هذا .. تخليت عن وظائف الدولة أو السلطة حيال المجتمع، في الخدمات، و حماية الحقوق و الحريات، و تأمين العدالة، و تريد من المجتمع أن يمنحك كل شيء، و لو كان ذلك بالغلبة و العنوة..

بالطبع كل هذا لا يعني أن عدن أو مأرب أو تعز أو غيرها أفضل حالا و عدلا و مكرا..

(4)

خرجنا من أجل الرواتب و ضد جميع الأطراف التي صادرتها .. قالوا أنتم تخدموا العدوان..

طالبنا “رعاة الحرب”، و كل أطراف الصراع بإيقاف الحرب .. قالوا هذه حرب ناعمة و تؤثر على الحشد للجبهات..

قلنا نريد دستور و قانون و إدارة .. قالوا هذا أحمد حامد له الأمر كله .. أحمد حامد الذي كان يوما سجّان، صار في صنعاء هو كل شيء .. ليست هذه الدولة المدنية التي خرجنا من أجلها .. أحمد حامد هو الواجهة الدميمة، و لكن خلفه الدمامة كلها..

قلنا نقاوم الفساد و نتصدي له .. قالوا مش وقته نحن في عدوان .. ثم أردفوا وزادوا القول: إنه مجرد تفصيل، و ليس رئيس أو أساس..

لم يبقوا لنا من خيار غير أن نموت..

هذا في صنعاء .. و غيرها ليست أفضل حالا منها..

(5)

من يعتقد إن الفساد و التسلط و الانتهاكات ليسوا محل أولوية، إنما هم الضالين و المنحازين للفاسدين و المتسلطين و المنتهكين لحقوقنا و حرياتنا .. المنحازون للظلم و الاستبداد و الفساد..

كف الخطاب عن الفاسدين و المتسلطين بمبرر العدوان ليس إلا تواطئا معهم، و دعما لهم، و تأييدا للظلم و الفساد و صناعة هذا الواقع المر، و العذاب و الخراب و الحرب، التي أصابت شعبنا في مقتل و فادح..

(6)

خرجنا في 2011 بل و قبلها بسنوات طوال، ضد الفساد و التسلط و الانتهاكات..

و خرجنا بعدها لنفس الأسباب أثناء حكم حزب الإصلاح و سلطته في العام 2012 ـ 2014

و لن نستكين و لن نستسلم..

و من أجل هذا أيضا سنقاوم أمراء الحرب و مليشيات و سلطات الأمر الواقع بمسمياتها المختلفة، شرعية و انقلاب و غيرها، طالما هناك فساد و تسلط و انتهاكات..

لن نحيد عن هذا ما حيينا..

مقاومة الفساد و التسلط والانتهاكات، لا تقل عن غيرها في مصاف الأولويات..

الفاسد و المتسلط و المنتهك للحقوق هو المتضرر الأول من مناهضتنا للفساد و مقاومتنا له..

لن نستسلم..

لن نعتذر للفساد و الفاسدين، و المتسلطين، و المنتهكين لحقوق و حريات المواطنين، ما حيينا..

(7)

سأظل ذلك المشاكس

مشاكس بعقله لا برجله

حتى و إن قطعوا عني الهواء

(8)

لا أقبل بغير العقل إمام

(9)

من يرى الفساد قضية جزئية أو فرعية أو تفصيل أو غير ذو أولوية فهو واهم..

الفساد هو من أوصلنا إلى ما وصلنا إليه..

الفساد و المصالح و المشاريع الصغيرة ستصل بنا إلى “كانت هنا يمن”..

لا تستخفوا بعقولنا..

نحن لسنا دجاج..

(10)

قبل قرابة الثلاث سنوات غرق ذلك السعودي في زهوه، و هو يرى صور سلمان، و ابن زايد، في ساحة العروض بعدن و قال: ماذا تصنع أيها التاريخ..؟!

اليوم عدن في ساحة العروض تردد شعار:

لا تحالف بعد اليوم

يا جنوبي صحي النوم

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى