أرشيف

اللطمة التي قتلت حمود ودمرت قرية العشوة

لم يكن يعلم حمود السميعي أن لقاءه بـ "ع . الجابري" خارج محكمة السبرة الابتدائية آخر لقاء سلام، فبعد اللقاء بساعات فوجئ الأول بحضور صديقه إلى داخل المحكمة معترضاً على أقاويل حمود الذي يعتبر نفسه وكيل شريعة وهو ما دفع حمود إلى تسديد كف "لطمة" للجابري على حين غفلة تحولت إلى شر مستطير ضد حمود وأسرة الجابري فالمجني عليه ع . الجابري اتصل بأفراد أسرته بعد خروجه من المحكمة وأخبرهم بالكارثة التي لقاها في المحكمة وهو ما أثار حفيظة أشقائه الذين أقسموا أن لا يعودوا إلى منازلهم إلا برد الكف بعشرة، إحساس حمود بالخطر فرض عليه التهرب والحذر من مباغتة أخوان الجابري له بعد أن وصلته أخبار بأن ثلاثة أفراد يسألوا عنه في سوق الأحد هم أخوان الجابري علي حمود فاضطر أن يطلق عيارات نارية بين أقدامهم ، أحد الثلاثة المهاجمين له بحوزته بندقية والآخر يحمل صميلاً، تقدم صاحب الصميل وسانده أخوه حامل البندقية الذي أفرغ الرصاص في جسد حمود ولاذ الثلاثة بالفرار .. أسعف المجني عليه حمود إلى المستشفى لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة في محطة البحر الأحمر بعد أن ذكر أسماء قاتليه ، وصل خبر مقتله إلى أسرته الكبيرة فتحركت جماعة من أسرته للانتقام من قتلة ابن عمهم إلى قرية العشوة معقل الجابري وإخوانه الذين تحصنوا في منازلهم في منتصف الليل، حاصر آل السميعي القرية مستخدمين القنابل اليدوية والرصاص في مهاجمة قاتلي حمود السميعي ، وقد تقدم الشابان "م . أ" و"ع . م . أ" لاقتحام منزل أحد القتلة ليلقوا مصرعهم أثناء محاولة اقتحامهم لمنزل القتلة وهو الأمر الذي جعل جماعتهم يوقفون الهجوم ، كما وجد الحدث ع . السميعي مقتولاً عرض الجبل إثر رصاصة طائشة ليرتفع عدد القتلى إلى أربعة من أسرة السميعي .

تدخلت الجهات الأمنية التي وصلت عصر يوم الحادثة وبعض الشخصيات الاجتماعية الذين أقنعوا أسرة الجابري بتسليم أنفسهم إلى الجهات الأمنية ، فسلم خمسة أشخاص منهم اثنين متهمين بالقتل والبقية رهائن حتى يسلم الآخرون أنفسهم الذين فروا عقب انسحاب أصحاب السميعي من القرية بعد مقتل اثنين منهم وجرح أربعة نتيجة الهجوم العشوائي والإفراط في استخدام في استخدام السلاح.

   وبعد ثلاثة أشهر من كارثة اللطمة التي حلت بالسميعي وثلاثة من أفراد أسرته وأربعة جرحى لا تزال قرية العشوة مهجورة من سكانها بسبب الحصار الذي تفرضه أسرة السميعي عليها فأطفال ونساء القرية مشردون من جحيم اللطمة التي كان قاضي المحكمة شاهداً عليها وكان بإمكانه أن يكون حاكماً ومستحكماً على بوابة الشر الذي لم يضرب لها بالاً.

زر الذهاب إلى الأعلى