أرشيف

النظام القائم يحمي الفساد،وتجاهل القضية الجنوبية يزيدها خطراً واستعاراً على الوحدة الوطنية

في ظل الانفلات الأمني وأخذ الحراك الجنوبي مظاهر جديدة تتسم بكره كل ما هو شمالي وتعنت السلطة بعدم الاعتراف بأن هناك قضية جنوبية؛ ازدادت حمى التوتر في كل المحافظات الجنوبية، وغدت تنفجر لأدنى الأسباب. وحيث أن الرياضة تمثل  أحد أهم أوجه اللقاءات الودية الأكثر شعبية ليس بين اليمنيين وحدهم من محافظة إلى أخرى، وإنما بين الشعوب في العالم؛ فأن الأمور قد تحولت في بلادنا إلى منحى آخر. إذ شهدت مدينة الضالع اعتداء على فريق رياضي من محافظة الحديدة وجهازه الإداري ووسيلة نقله، رغم أنه وصل إليها للتباري مع فريق من الضالع.

الخطير في الأمر أن يقوم البعض بتلك الأعمال تحت مسمى الجنوبية هاتفين بشعارات شطرية خطيرة وهي انعكاس للتعبئة الخاطئة التي لا تمس فساد النظام الذي يجمع عليه معظم المواطنين في الوطن ولكنها تمس جوهر الوحدة الوطنية في نفوس أبناء الشعب اليمني، فأبناء الحديدة كمثال هم من أكثر أبناء المحافظات اليمنية معاناة للظلم والفقر والبسط على أراضيهم وإحالتهم إلى مجرد مزارعين وعمال عاديين لدى كبار ملاك المزارع من المسئولين.

ما حدث في الضالع وغيره يمثل خطراً لا ينتبه إليه الحكام ويكبر يومياً ككرة الثلج. إذ أن مظاهر التوتر النفسي نتيجة تجاهل السلطة لممارسات الفاسدين والذين حدد أكثرهم نفوذا وفساداً في المحافظات الجنوبية بـ 15 فاسداً حسب التقرير المشهور الذي رفعه الوزير السابق للإدارة المحلية عبد القادر هلال وووزير التعليم العالي صالح باصرة العام الماضي، والتصريح الذي أدلى به باصره حينها بأن على النظام أن يختار بين الـ 15 نافذاً فاسداً وبين الوحدة، والذي قوبل بالصمت والتهرب الرسمي، وتشكيل لجان أخرى يدل على أن الفساد المركب هو الذي يحكم ويثير مشاعر البسطاء من الناس الذين لا يملكون في مناطقهم عشرات الأمتار بينما هناك من ملك 12 مليون متراً، وأكثر بعد عام 1994م. كما أن ما يحدث في مديرية الشعب م/ عدن من تحدًً لحقوق الناس البسطاء من أبناء «كود قرو»، وضرب واحتجاز الرجال والنساء واعتقال وتعسف للجميع يدل دلالة على تحدي الفاسدين لأبسط حقوق المواطنة المتساوية واحترام حقوق السكان منذ مئات السنين وهو الذي يشعل فتيل الرفض لتلك الممارسات واتخاذ مظاهر أخرى بعضها يمثل أشد خطورة على الوحدة الوطنية، وهو ما لم تستوعبه السلطة القائمة، ويبدوا أن الأمور تسير إلى الأسوأ فالقوة لا تستطيع أن تزيح ما في النفوس من غضب وقهر، ولا تستطيع أن تحافظ على وحدة تحققت بمطلب جماهيري في الوطن.

فإلى أين تسير الأمور؟ وإلى متى عدم اهتمام بما يجري وحماية الفساد والمفسدين.؟ إنها أسئلة تفجر براكين من التحدي عن قدرة هذه السلطة تلافي الخطر القادم الذي يحيق بالوطن..؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى