أرشيف

تشكيك في جدية الحكومة بملاحقة القاعدة باليمن

أيدت أوساط سياسية يمنية تصريحات مصدر حكومي بارز اتهم فيها السلطة بعدم الجدية في حربها على الإرهاب واعتبار حملاتها ضد تنظيم القاعدة مجرد لعبة لاستقطاب المزيد من المعونات الخارجية، لكن مصدرا مسؤولا في الحزب الحاكم نفى الاتهام.

وضمن هذا السياق، لم يستبعد الكاتب والمحلل السياسي عبد الباري طاهر أن تكون للحكومة اليمنية أجندة خاصة للعب بورقة القاعدة من أجل تجيير الحراك السلمي الجنوبي للإرهاب والحصول على دعم دولي في مواجهة حركة مطلبية في الجنوب.

وأوضح طاهر للجزيرة نت أن ورقة القاعدة تستفيد منها أيضا الولايات المتحدة الأميركية التي تنشد المزيد من التدخل العسكري وممارسة النفوذ في المنطقة.

أما رئيس أحزاب اللقاء المشترك المعارضة محمد عبد الملك المتوكل فيرى أن صدور تصريح كهذا من مصدر حكومي مطلع دليل كاف على تضخيم السلطة لملف القاعدة بهدف الحصول على المساعدات المالية واللوجستية.

وأعلن المتوكل للجزيرة نت عن خشيته من أن يكون التضخيم خطة من الخارج يتضرر منها اليمن في آخر المطاف.

لعبة المبالغات

وكان مسؤول حكومي بارز قد شكك في الحملات الدائرة التي تشنها السلطة ضد التنظيم ووصفها باللعبة التي تحتوي على "مبالغات" في تقدير حجمها لضمان تلقي المزيد من المساعدات الأميركية والدولية.

ونقل موقع شبكة سي إن إن الإخباري عن المسؤول قوله "ليس من قبيل المصادفة تزامن المواجهات مع زيارة مستشار الرئيس الأميركي لمكافحة الإرهاب، جون برينان صنعاء واجتماع أصدقاء اليمن في نيويورك" موضحا أن الحكومة اليمنية تعرف ماذا تفعل.

وقلل المسؤول اليمني من شأن التهديدات التي يطلقها التنظيم الذي يعرف بـ"تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية" قائلاً إنه ليس بالحجم الكبير الذي تصوره الحكومة.

حرب محدودة

وتعليقا على هذه التصريحات، أكد عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني علي الصراري أن كلام المسؤول لم يتناول معلومات جديدة بل متداولة ومعروفة بين الأوساط السياسية.

وبين الصراري للجزيرة نت أن هناك الكثير من الأشياء المثيرة للشكوك في جدية الحكومة اليمنية في مواجهة الإرهاب.

واعتبر أن وجود التناقض بين تصريحات الجهات الأمنية إزاء مقتل إرهابيين في القاعدة وبقائهم أحياء دليل على المبالغة الرسمية في الحديث عن مكافحة التنظيم المحظور.

وأشار السياسي اليمني إلى أن الحرب الحكومية على الإرهاب محدودة للغاية ومعظم الجهد الأمني يتجه نحو الحراك السلمي الجنوبي والحوثيين إلى جانب جهد سياسي وإعلامي ضخم موجه نحو أحزاب اللقاء المشترك المعارضة.

واتهم الصراري السلطة بعدم اتخاذ سياسات فاعلة في مواجهة التطرف، مستشهدا بالتحالف العلني بين الحكومة والجماعات السلفية الحاضن الفكري والاجتماعي للإرهاب والتطرف، حسب قوله.

رأي مغاير

لكن عبد الحفيظ النهاري -نائب رئيس الدائرة الإعلامية في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم- نفى صحة هذه التسريبات ووصفها بالعارية عن الصحة.

وقال النهاري للجزيرة نت إن الحكومة اليمنية تعتبر مكافحة الإرهاب خيارا إستراتيجيا وطنيا وإقليميا ودوليا ولذلك تلاحق فلول الإرهاب حفاظا على أمن المصالح اليمنية والدولية وأمن العالم.

وأكد وقوف اليمن إلى جوار أشقائه وأصدقائه لخوض هذه المعركة بإيمان وإصرار إدراكا منه بأن السلام العالمي لن يتحقق إلا من خلال مكافحة وملاحقة العناصر التي تهدده.

واستشهد المسؤول الحزبي بسقوط أعداد من رجال الأمن والقوات المسلحة -جراء "العمليات الانتحارية" والحروب المباشرة مع "عناصر التطرف"- كدليل على جدية المواجهات.

وانتقد من سماهم العناصر المهزومة في المعارضة التي تستمرئ المواجهات الدائرة بين السلطة والقاعدة الذين لا يضمرون في نفوسهم حب الوطن وسلامته، حسب تعبيره.

واعتبر تلك التسريبات إساءة بالغة لليمن وقواته المسلحة والأمن الذين يدفعون أرواحهم يوميا ثمنا لاستقراره.

زر الذهاب إلى الأعلى