أرشيف

مسيرات غاضبة تندد بمجزرة النظام في تعز وارتفاع حصيلة الضحايا إلى 51 شهيد


عبدالله ناجي- لـ “يمنات”


ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 51 شخصاً على الأقل وحوالي 800 مصاب جراء اقتحام ميليشيات الرئيس صالح لساحة الحرية بتعز، والاعتداءات المستمرة على المعتصمين منذ حوالي الساعة الخامسة والنصف من مساء أمس الأحد.


وذكرت عديد من المصادر الميدانية أنه جرى اختطاف عدد غير معلوم من المصابين والمعتصمين إلى أماكن مجهولة من قبل ميليشيات النظام.


وذكرت “الصحوة موبايل” بأنه عثر على جثث عدد من المتظاهرين متفحمة داخل الخيام التي أحرقتها قوات صالح أثناء اقتحامها الإجرامي لساحة التغيير بتعز فجر اليوم.


وسقط مساء اليوم الاثنين شهيد على الأقل بينما كان المعتصمون يحاولون العودة إلى ساحتهم من الجهة الشرقية “جولة سنان “. ومازال شباب المدينة في حالة كر وفر مع القوات على مداخل الساحة في محاولة منهم لاستعادة السيطرة على الساحة وأن قوات من الأمن والحرس الجمهوري مزودة بالعربات والدبابات منتشرة على طول الساحة تتصدى لهم بالذخيرة الحية.


وذكر مصدر طبي أن عدد الجرحى “يتجاوز مائتي جريح” وان حوالي 37 جريحا بينهم من هم في حالة حرجة كانوا في المستشفى الميداني الذي أقامه المحتجون في مكان الاعتصام، قد اعتقلوا فيما تم تخريب المكان.
وقطعت الطرقات المؤدية للمدينة منذ صباح، وتم عزلها عن بقية المحافظات وعن القرى والأرياف والمديريات المحيطة بها. يأتي هذا بعد أن تداولت مصادر أنباء مفادها أن عشائر تعز تتوافد علي المدينة لاتخاذ موقف حاسم ضد ميليشيات صالح.


وقالت “عين الإخبارية” نقلاً عن مصادر بأن خمسة ألوية من الحرس الجمهوري والأمن المركزي وقوات النجدة والأمن العام شاركت في ارتكاب مجزرة ضد المعتصمين السلميين بتعز، وبتوجيهات من على صالح مباشرة.


وبحسب “شباب مدن الثورة”، فإن عبدالله قيران، مدير أمن محافظة تعز، وجبران الحاشدي، قائد اللواء 33 مدرع، و مراد العوبلي، قائد الحرس الجمهوري، هم من أشرفوا على تلك المجزرة.


وأظهر شريط فيديو ضابط أمن مديرية القاهرة، المدعو/ ابراهيم الكينعي، وهو يقوم بقتل المعتصمين يوم أمس أمام مبنى مديرية القاهرة.


مسيرات غاضبة احتجاجاً على مجزرة النظام في تعز 


وعلى صعيد ردود الأفعال على مجزرة النظام البشعة في تعز، انطلقت اليوم مسيرات غاضبة، صباحية ومسائية، في عدد من المدن اليمنية، شارك فيها مئات الآلاف من المحتجين في كل من صعدة وصنعاء والبيضاء وعدن والحديدة وآنس ودمت.


وخرج مئات الآلاف من أبناء محافظة صعدة صباح اليوم في مسيرة تظاهرية حاشدة جابت شوارع مدينة محافظة صعدة مرددين” لا تفاوض لا حوار ، لا تراجع لا إنكسار”، كما رفعوا اللافتات التي كتب عليها “الشعب يريد إسقاط الظالمين” “محاكمة محاكمة لن نقبل المساومة”.


وفي بيان المظاهرة أكد جماهير المحافظة وقوفهم الكامل مع أبناء محافظة تعز الذين يتعرضون لشتى أنواع القمع بالرصاص الحي والقنابل الغازية في محاولات النظام اقتحام الساحة هذا اليوم في صورة تكشف حقيقة رفض النظام لكل انواع التعبير السلمي المشروع الذي يعبر عن الجماهير ومطالبها.


وفي صنعاء خرج مئات الآلاف في مسيرة احتجاجية مساء اليوم جابت شارع الستين تنديدا بمجازر علي صالح ضد المعتصمين في تعز وتأكيداً على سلمية الثورة.


كما خرجت صباح اليوم مسيره حاشدة مماثلة في مدينة اب تندد وتستنكر ما حدث في تعز من مجزرة على أيدي الحرس الجمهوري والأمن واقتحامها.


ميليشيات النظام تستخدم أسلحة ثقيلة في الهجوم


وكانت الدبابات والمدرعات هاجمت “ساحة الحرية” تحت غطاء نيران كثيفة، مستخدمة كافة الأسلحة المتوسطة والخفيفة والغازات السامة ومدافع المياه الساخنة، فيما أقدم عسكريون على إضرام النار في الخيام التي نصبها المحتجون وتم إخلاء الساحة، بحسب شهود عيان.


وقامت بجرف الخيام في الساحة، وإضرام النار فيها، كما أحرقت فندقا كان يقيم فيه مجموعة من الصحفيين، والتهمت النيران عدداً من المنازل على جانبي الساحة. وتم تفجير محطة صافر البترولية، الواقعة في نطاق الساحة، محدثة نيران هائلة طالت بعض المساكن المجاورة.


وتم تعقب واستهداف مئات المتظاهرين الذين حاولوا الهروب من الساحة عبر الشوارع المجاورة، كما تم اعتقال عدد منهم بحسب الشهود.


وأظهرت مقاطع فيديو الأمن وبلطجية ومهمشين يقومون بسرقة ما تبقي من ساحة الحرية. وأكد شهود عيان أن قوات من الأمن والبلاطجة قاموا بسرقة الخيام وما فيها من أغراض شخصية، بما فيها تلفزيونات و هواتف نقالة وغيرها قبل أن تقوم بإحراقها.


 


وقال شهود عيان أن الهجوم بدأ قرابة الساعة الخامسة والنصف بينما كان مجاميع من الشباب المحتجين في مسيرة متجهة إلى أمام مبنى مديرية القاهرة، الواقعة ضمن محيط ساحة الحرية، وذلك للاحتجاج والمطالبة بإطلاق سراح زملاء لهم من شباب الثورة اعتقلوا بشكل تعسفي في وقت سابق في الأمن المركزي. إلا أنهم تفاجئوا بأفراد الأمن، الذين كانوا يعتلون أسطح مبنى مديرية القاهرة، وهم يطلقون رصاص عشوائي بكثافة ويلقون قنبلة يدوية عليهم ، لتطال النيران أيضاً حشود المعتصمين الآخرين المرابطين في الساحة.


وذكر شهود عيان رواية، لم يتسنى لـ “يمنات” التحقق من صحتها، أن وحدات من الحرس الجمهوري و الأمن المركزي قامت حوالي الساعة العاشرة والنصف من ليل أمس بإطلاق نار بشكل عشوائي على عدد من المارة والمنازل بجولة “زيد الموشكي”، الواقعة عند أطراف الساحة، ما أدى إلى إصابة عدد منهم، وأن القوات المهاجمة اختطفت أحدهم إلى جهة مجهولة، بعد أن أصابته بطلق ناري برقبته.


وتعتبر “ساحة الحرية” بتعز من أكبر الساحات حول اليمن من حيث الامتداد وعدد المعتصمين، بل وتعتبر رائدة ساحات الاعتصام المطالبة بإنهاء حكم الرئيس صالح ونظامه، حيث اعتصم فيها الثوار منذ أن تكللت الثورة المصرية بالنجاح، ليلة تنحي الرئيس المصري حسني مبارك في الحادي عشر من فبراير الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى