أرشيف

العثور على سيارة الفرنسيين المختفين في اليمن

عدن: اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين انه تم العثور على سيارة الفرنسيين الثلاثة المختفين منذ السبت في اليمن “بدون اضرار” مما “يدعم” فرضية خطفهم. وكثفت قوى الامن اليمنية اليوم الاثنين اعمال البحث عن الفرنسيين فيما تعتبر السلطات الفرنسية فرضية تعرضهم للخطف امرا محتملا.
وقال عمير مبارك عمير وكيل محافظة حضرموت حيث اختفى الفرنسيون الثلاثة العاملون في المجال الانساني منذ السبت الماضي، ان “كافة الاجهزة الامنية تمشط المنطقة، في الوديان والصحراء، بحثا عن الفرنسيين وتبذل جهودا كبيرة للعثور عليهم”.
واضاف انه ليس هناك حتى الآن “اي دليل على اختطافهم” بل فقط “انهم فقدوا بين عملهم وسكنهم”. ويعمل الفرنسيون الثلاثة مع منظمة “تريانغل جينيراسيون” الانسانية ضمن فريق يضم ايضا 17 يمنيا في مدينة سيئون (600 كلم الى شرق صنعاء)، العاصمة الادارية لمحافظة حضرموت الصحراوية الشاسعة.
وبحسب المسؤول، رفض الفرنسيون الثلاثة “رفضا قاطعا اي حماية امنية” كما “رفضوا خطيا اي مرافقين وقالوا نحن منظمة انسانية”. ويعمل الفرنسيون الثلاثة، سيدتان ورجل، منذ اذار/مارس 2011 في المدينة على بعد نحو 20 كلم من مدينة شيبام الملقبة ب “مانهاتن الصحراء” بسبب مبانيها التقليدية المؤلفة من طوابق عديدة.
واكد عمير ان الفرنسيين الثلاثة اختفوا السبت “بين مكتبهم ومنزلهم الواقعين في المدينة”. وقال “ان عاملة المنزل التي لم تراهم يعودون للغداء اخطرت عن اختفائهم”. واضاف المسؤول ان محافظة حضرموت لم تشهد عمليات خطف اجانب منذ نحو خمسة عشر عاما لكنه لم يستبعد ردا على سؤال ان يكون تنظيم القاعدة مرتبط بخطفهم ان تأكد.
لكن السلطات الفرنسية اعتبرت من جهتها ان فرضية الخطف امر محتمل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسي برنار فاليرو “ان الساعات تمر وفرضية الخطف تزداد صدقية. لكن في غياب اي تبني من المبكر استخلاص النتائج بشكل نهائي”.
واضاف “اننا نواصل التحري عن جميع الخيوط، مع تعاون وثيق مع السلطات اليمنية وقوات الشرطة والامن بشكل خاص. ونحن على اتصال مع منظمة تريانغل (جنيراسيون الانسانية) غير الحكومية ومع عائلات مواطنينا الثلاثة”.
وكانت احزاب اللقاء المشترك التي تشكل المعارضة للرئيس اليمني علي عبدالله صالح اكدت خطف الفرنسيين في حين عرض فريق من خمسة محامين المساعدة في عمليات البحث. وقالت الاحزاب المذكورة في بيان انها “تدين بشدة جريمة إختطاف ثلاثة فرنسيين يعملون في الإغاثة الإنسانية بمحافظة حضرموت ومعهم سائقهم اليمني (…) وتطالب بسرعة الافراج عنهم”.
واعتبرت الاحزاب ان الحادث وقع “بعد أيام على إعلان مواقف حكومة فرنسا القوية والداعمة لمطالب الشعب اليمني وثورته السلمية”، في اشارة الى تنديد باريس في 12 ايار/مايو ب”الاستخدام غير المتكافىء للقوة ضد المتظاهرين” الذين يطالبون منذ نهاية كانون الثاني/يناير بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح.
واكدت الاحزاب “ضرورة قيام أجهزة الأمن بدورها وفق الدستور والقانون للكشف عن مصير” الفرنسيين “والجهة التي تقف وراء إختطافهم”. وتنشط منظمة “تريانغل جنيراسيون” الانسانية في منطقة حضرموت لاصلاح زراعي من اجل اعادة القدرة الانتاجية الزراعية بعد فيضانات 2008 التي دمرت انظمة الري وسدود الحماية والطرقات بحسب مسؤول في المنظمة.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية دعت الخميس جميع الرعايا الفرنسيين الى “مغادرة البلاد بشكل موقت على وجه السرعة” بعد المعارك التي نشبت في العاصمة اليمنية بين قوات الرئيس علي عبد الله صالح وقوات تابعة لاحدى القبائل المناهضة له. واوضح فاليرو ان عدد الفرنسيين الموجودين في اليمن يقدر ببضع عشرات. وكانت وزارة الخارجية الفرنسية اجلت الجمعة عددا من العاملين غير الاساسيين في السفارة الفرنسية في صنعاء.
ويشهد اليمن عمليات خطف للاجانب يقوم بها عادة بعض العشائر للضغط على السلطات لطلب فدية او للمطالبة باطلاق سراح سجناء او لبناء طرق. وخلال السنوات ال15 الماضية تعرض اكثر من 200 اجنبي للخطف اطلق سراح غالبيتهم سالمين.

زر الذهاب إلى الأعلى