أخبار وتقارير

فيما السيول جرفت هالة وسناء.. الصخور تهدد مدينة تعز بالفناء

يمنات خاص – المستقلة

 

تهدد الكتل الصخرية الواقعة على السفح الشمالي لجبل صبر مدينة تعز وساكنيها، وبحسب دراسات جيولوجية فإن درجة استقرار بعض الكتل الصخرية الضخمة تصل إلى الدرجة الحرجة، ما يعني أن تأثر تلك الكتل بهزة زلزالية أو حدوث اختلال بسيط في التوازن، سيؤدي إلى انهيار ها، وحصول كارثة لا تحمد عقباها.

المنطقة بشكل عام تقع على امتداد خط زلزالي تحدث فيه بعض الهزات الزلزالية الخفيفة، وفي الوقت ذاته تتلقى المنطقة كمية كبيرة من الأمطار الغزيرة في موسم التساقط، وهو ما قد يؤثر على التربة والمكونات الصخرية التي تستند عليها تلك الكتل الصخرية، نتيجة تأثرها بعاملي التجوية والتعرية التي تعد الأمطار أهم عوامل نشاطها، وهو ما يجعل خطر انهيار تلك الكتل الصخرية أمرا قائما.

الجزء الجنوبي من مدينة تعز يقع أسفل السفح الشمالي لجبل صبر الذي يحتضن المدينة من الجنوب، وعلى هذا السفح توجد العديد من الكتل الصخرية المرشحة للسقوط، بفعل ضخامتها ودرجة استقرارها الحرجة، وأسفل هذه الكتل الصخرية توجد عددا من الأحياء السكنية، كالمجلية وصينا وصالة وثعبات وغيرها.

في موسم تساقط الأمطار تتحول مدينة تعز إلى سائلة لعبور السيول الجارفة القادمة من جبل صبر، فهناك أربعة أودية تعبر المدينة من الجنوب إلى الشمال، تتسبب السيول التي تمر فيها في كل عام بإلحاق أضرار مادية وبشرية بالمدينة وسكانها والقرى الواقعة بالقرب من مجاري الأودية في وسط جبل صبر.

قبل أيام جرفت السيول فتاتين في قرية المرزح بوسط جبل صبر، وذلك  أثناء محاولتهما عبور السائلة للوصول إلى منزلهما، لكن السيول الجارفة قذفت بهما إلى مكان تتواجد فيه صخور ضخمة فتوفيتا في الحال.

وفي ذات اليوم ألحقت السيول الجارفة أضرارا فادحة بممتلكات المواطنين في حي بير باشا غرب المدينة، جرفت بسطات وعربيات يعمل عليها باعة بسطاء، جرفت سيارات متوقفة في الشوارع، وغيرها الكثير..

في مدينة تعز يوجد مشروع يعمل في المدينة منذ ثمانينات القرن المنصرم يسمى “مشروع حماية مدينة تعز من أضرار السيول” المشروع نفذ مرحلتين من مراحل حماية المدينة من كوارث السيول، ساهم المشروع إلى حد ما في حماية المدينة من كوارث الفيضان التي تتعرض له المدينة كل عام في موسم التساقط، لكن هناك العديد من الأخطاء التي وقع فيها المشروع، مثل ضيق بعض قنوات التصريف وتعرضها البعض الآخر للانسداد، مع غياب الصيانة المستمرة للقنوات وبالذات في موسم التساقط، فتلحق بالمدينة وسكانها أضرار فادحة، وما حصل في بئر باشا قبل أيام خير شاهد.

منذ ثلاثين عاما والمشروع يعمل في المدينة، لكن القائمين عليه لم يكلفوا أنفسهم عمل جسر لعبور المشاة في السائلة التي تقع بين قريتي المرزح وقراضة إلى الجنوب من مدينة تعز، ليقي الناس خطر السيول الجارفة، وهو ذات المكان الذي جرفت فيه السيول قبل أيام الطالبتين في المعهد البريطاني هالة وسناء جميل عثمان.

أحياء مثل المجلية وصالة وثعبات وصينا والخط الدائري مهددة اليوم أكثر من أي وقت مضى بانهيارات صخرية إذا سمح الله لن تبقى ولن تذر، وأحياء أخرى مثل نقيل الحقر ووادي المحبة ووادي المعسل يتهددها خطر السيول الجارفة، وقبلها قرى صغيرة تتواجد على جوانب مجاري الأودية مهددة بالاثنين معا..

ومشروع حماية مدينة تعز من كوارث السيول والمجلس المحلي للمحافظة ومعهما مكتب الأشغال العامة، تقع عليهم مسئولية حماية المدينة والقرى المهددة بالخطر وساكنيها.. فهل سيتم تفادي الخطر قبل حصوله..؟ ووضع المعالجات قبل أن يتوسع الجرح..؟

الجميع متفائل بالمحافظ شوقي هائل.. فمنزله الواقع في حي المجلية الراقي مثله مثل  منازل كثير من المواطنين معرض لخطر سقوط الكتل الصخرية.. فهل يعملها شوقي ويريح المدينة من هم جثم على صدور قاطنيها عقودا..؟  

زر الذهاب إلى الأعلى