أخبار وتقارير

جنوبي اليمن.. ساحة صراعات مفتوحة

 

الجزيرة نت – سمير حسن – تزايدت المخاوف من تحول جنوبي اليمن إلى ساحة صراع مفتوحة على كل الاحتمالات, في ظل تدهور الأوضاع الأمنية واتساع دائرة الفوضى والعنف مع تسارع الاحتجاجات المطالبة بالانفصال والحرب المفتوحة بين الجيش اليمني وتنظيم القاعدة.

ومما يزيد من المخاوف لدى الأوساط الشعبية ظهور مليشيات مسلحة في بعض ألمحافظات أبرزها عدن ولحج والضالع يعتقد بانتمائها للفصيل المتشدد في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال والذي يقوده الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض.

وقال ناشطون للجزيرة نت إن مسلحين في بلدة البريقة بعدن سيطروا مساء أمس السبت على شاحنات حكومية تقل النفط في الطريق العام واحتجزوها, رداً على قيام قوات الأمن في اليومين الماضيين بحملات مداهمة واعتقالات شملت عددا من الأشخاص يتهمهم الأمن بجرائم جنائية وعمليات إخلال بالأمن والسكينة العامة في المدينة.

اختراقات أمنية


وتشهد محافظتا لحج والضالع الجنوبيتان -المعقل القوي للحراك الجنوبي بفصائله المختلفة- اشتباكات متقطعة بين الحين والآخر مع مسلحين بلباس مدني وقوات الجيش تصاعدت وتيرتها في الآونة الأخيرة بعد سيطرة مسلحين بمدينة الضالع على موقع عسكري يستخدمه الجيش اليمني ويقع في جبل مطل على المدينة.

وقال مدير أمن محافظة عدن -في سياق تصريحات صحفية أدلى بها لوسائل الإعلام مطلع الأسبوع الحالي- إن المدينة تتعرض لاختراقات أمنية من قبل جماعات مسلحة مختلفة ينتمي بعضها لأنصار الشريعة في أبين وأخرى تتبع الحراك الجنوبي المسلح وثالثة تتبع مليشيات الحوثيين.

فارس غانم: هناك قلق حقيقي من تدهور الوضع الأمني في الجنوب (الجزيرة نت) 

وكانت عدن شهدت اشتباكات أمس بين قوات الأمن ومسلحين تابعين لأحد فصائل الحراك الجنوبي حاصروا مقر حزب التجمع اليمني للإصلاح ببلدة المنصورة وذلك بعد يوم من مصادمات عنيفة بينهم وبين شباب الثورة ببلدة كريتر أسفرت عن مصرع شخص وإصابة ثلاثين شخصاً بينهم أربعة بالرصاص الحي.

وحذر محللون ومراقبون من أن عدم احتواء تلك الاختلالات في ظل الوضع الراهن وتداخل الصراع في الساحة الجنوبية بين الثوار والحراك والسلطة وعناصر تنظيم القاعدة، من شأنه تحويل المنطقة في الجنوب إلى ساحة صراع مفتوحة.

ملامح الانفلات


وأشار الكاتب والباحث المتخصص في شؤون الإرهاب فارس غانم إلى أن ملامح الانفلات الأمني في الجنوب أصبحت تشكل خطرا حقيقيا في حال استمرار ضعف الدولة المركزية وعدم استكمال التسوية السياسية في البلاد وفق المبادرة الخليجية.

وقال غانم للجزيرة نت إن هناك قلقا حقيقيا من تدهور الوضع الأمني في الجنوب "وما يحدث في مدينة الضالع ولحج من انفلات أمني يشير إلى أن بعض فصائل الحراك أصبحت تتحرك انسجاما مع خطاب الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض الرافض لمبدأ الحوار الوطني والداعي إلى الانفصال".

واعتبر أن ما يعزز مخاوف الانفلات هو وجود تناغم في العمل المسلح بين الجماعات التابعة للقاعدة مع خطاب بعض الجماعات المتشددة في الحراك الجنوبي.

جمود سياسي


كما حذر رئيس قسم علم الاجتماع السياسي بجامعة عدن سمير عبد الرحمن الشميري من أن استمرار الجمود السياسي وإبقاء الوضع الأمني على هشاشته في البلاد ينذر بالانفجار في أي لحظة ما لم يتم الإسراع في إرساء الأمن والاستقرار بإنهاء حالة الانقسام في الجيش وإيجاد حراك سياسي واقتصادي حقيقي.

واعتبر الشميري في تصريح للجزيرة نت أن ما يجري من اختلالات أمنية في الجنوب يعد امتدادا لحالة الجمود السياسي بالبلاد واستمرارا للانقسام في صفوف الجيش اليمني, مشيرا إلى غياب الإصلاحات الاقتصادية والتنموية التي تلبي طموحات وتطلعات الشارع اليمني في الاستقرار المعيشي.

وذكر أن هناك من يرى أن الفضاء العام بجموده ما زال غير مشجع لبعض القوى السياسية في الجنوب بأنها تعيد مراجعة مواقفها سواء من مطالب الانفصال أو المشاركة في الحوار الوطني القادم ما لم تسبقه تغيرات حقيقية في الوضع العام بإرساء الأمن والاستقرار حتى يشعر الناس بجدية التغيير وإن حياتهم أصبحت تسير نحو الأفضل.

زر الذهاب إلى الأعلى