حوارات

رجل أمن دولة يكشف تفاصيل إعدام سالمين

 

المستقلة خاص ليمنات 


رجل أمن دولة سابق رفض أن أذكر اسمه حتى لا يتعرض لأذى أو لحماقات من خصوم الحقيقة التي غابت أكثر من ربع قرن عن الشعب والعالم.. ذكر في هذا اللقاء السريع من يقف وراء اغتيال سالمين وبرأ عبدالفتاح من عملية القتل الذي يحاول البعض إلصاقه به بل هو من طالب بمحاكمة سالمين ثم نفيه إلى أثيوبيا كما ذكر هذا الضابط الذي قال أن الوثائق الأمنية الجنوبية تم إحراق بعضها فيما تم إخفاء البعض الآخر وخصوصاً بعد احداث يناير..

> ألتقاه/ عبدالله الأهجري


> أين كنت يوم اغتيال وإعدام الرئيس سالمين؟!
– كنت في ملعب الشهيد سالم عمر ومرت سيارة الرئيس سالم ربيع علي (سيارة مرسديس سوداء) وتوقفت حتى لا تدوس الكرة التي خرجت فجأة إلى الشارع وشاهدته برفقة شخص واحد معه لم أعرفه أخذت الكرة من أمام السيارة وخفت منه إحتراماً وتقديراً.. طبعاً لأنه رئيس أكيد أي شخص آخر سيخاف ولكنه ابتسم لي وحياني ورديت التحية ثم انطلقت السيارة في طريقها.. اليوم الثاني سمعت الخبر عن محاكمته وإعدامه وعرفت بعدها بإعدامه وزعلت وحزنت عليه.


> عملت في جهاز أمن الدولة.. ماذا عرفت عن القصة الحقيقية لمصير ونهاية الرئيس سالم ربيع (سالمين)؟!
– الذي عرفته أن الرئيس سالمين أتهم بتدبير حادثة اغتيال الرئيس أحمد الغشمي والحقيقة أن صالح مصلح قاسم كان وراء حادثة اغتيال الغشمي وهو الذي دبرها من دون علم الرئيس سالمين الذي أرسل مبعوثاً إلى الرئيس الغشمي فقام صالح مصلح قاسم بتغيير مبعوث الرئيس سالمين لأنه تمكن من إقناع (الحاج تفاريش) ولا نستحضر اسمه الآن- الذي كان في بريطانيا واستقدمه منها وكان مصاباً بمرض السرطان وصحته متدهورة وكان عضواً في الجبهة القومية وحمل الرسالة وهي قنبلة أودت بحياته وحياة الغشمي والقصة معروفة لدى كثيرين.. أيضاً كان كبيراً في السن..


> هل عبد الفتاح إسماعيل كان شريكاً في تدبير هذه الحادثة بصفته أمين عام الجبهة القومية؟!
– عبد الفتاح إسماعيل على علم بما يدبره صالح مصلح لأن أصابع الاتهام سوف تشار إليه مباشرة باعتباره الشخصية الثانية في الجبهة والدولة وسيتم اتهامه بأنه وراء هذه الجريمة محاولة منه في التخلص من سالمين للصعود إلى الحكم ولكن فتاح كان مشغولاً بقضايا أخرى أخذت الطابع السياسي والفكري وحتى بعض قيادات الجبهة القومية لم يكونوا على علم بما يدبره صالح مصلح..


> ماذا تعرف عن المعركة التي دارت بين القيادات الأخرى والرئيس سالم ومرافقيه في القصر؟!

– القيادات في الجبهة القومية والدولة طلبوا توضيحاً من الرئيس سالمين حول الحادثة ومارسوا ضغوطاً على سالمين بالاعتراف بأنه وراء اغتيال الغشمي ومارسوا ضغوطاً قوية على عبد الفتاح بضرورة محاكمة وإعدام سالمين، وكان فتاح رافضاً لذلك جملة وتفصيلاً وكان رأيه أن يتم نفي (سالمين) إلى أديس أبابا، وفي بداية الأمر وافق سالمين على السفر وأصدر عبد الفتاح إسماعيل الأمين العام للجبهة القومية أمراً بعدم اعتراض سالمين ومرافقيه إلا أن مرافقيه وفي مقدمتهم جاعم صالح (وكانوا ثلاثة مرافقين) أقنعوا سالمين بضرورة المواجهة وعدم التنازل عن الحكم لأنهم فسروا ذلك التفافاً على الحكم وبصراحة قد يكون عبد الفتاح إسماعيل استغل الظرف والمشكلة بذكائه ودهائه السياسي وما يعرف عنه من صفات في مثل هذه المواقف التي لا يخسرها لكن رأيه كان مع نفي سالمين وعدم التضحية به ومن يقل غير هذا الكلام فعليه أن يثبت أن فتاح كان شريكاً في المؤامرة على سالمين..


> ماذا حدث بعد ذلك؟
– القيادات في الجبهة وضعت فتاح في موضع محرج وقرروا محاكمة وإعدام سالمين ولكن عبد الفتاح تخلص من ذلك ورمى بالمسئولية على محكمة الشعب لتتحمل مسئولية ذلك وأصدرت قرارها بمحاكمة وإعدام سالمين وعندما رفض سالم ربيع علي ومرافقوه ورفاقه تسليم أنفسهم وكانوا في قصر الرئاسة بالمدور بالتواهي قامت الطائرات بقصفه وتم محاصرته وحصلت معركة قوية دامت (24) ساعة وبعد ذلك أمسكوا به وذهبوا به إلى دار الرئاسة في المعاشيق بكريتر وجاء عسكري من خلفه وأطلق عليه الرصاص تنفيذاً لحكم المحكمة بالإعدام رمياً بالرصاص، ولم يكن عبد الفتاح إسماعيل متواجداً وسوف يأتي اليوم الذي ستظهر فيه الحقيقة التي أخفاها الرفاق.
 

زر الذهاب إلى الأعلى