أخبار وتقارير

صنعاء “تتشدد” أمنياً عقب تفجير دامٍ

 

هز تفجير إرهابي أمس العاصمة اليمنية صنعاء، عندما فجر مهاجم يعتقد أنه من مسلحي الذراع اليمنية لتنظيم القاعدة، عبوات ناسفة وسط عدد كبير من طلاب كلية الشرطة عند المدخل الرئيس لأكاديميتهم القريب من ميدان السبعين وسط العاصمة، ما أدى إلى مقتل 25 شخصا أكثرهم من طلاب كلية الشرطة، إلى جانب إصابة العشرات بجروح، في واحدة من أكبر الهجمات التي نفذها التنظيم الاصولي خصوصاً، وقد جاءت بعد أيام من تهديد قادته بشن المزيد من العمليات الانتحارية انتقاما لهزائمه الكبيرة أمام قوات الجيش في محافظة أبين الجنوبية .


وكان طلاب كلية الشرطة وأكثرهم من الشباب يستعدون لمغادرة مبنى الكلية في إطار الإجازة الأسبوعية وتفاجأوا بالهجوم لحظة خروجهم من البوابة فيما اعتبره قادة عسكريون “مجزرة”، وأشاروا إلى أن شظايا الانفجار وحطام السيارة المفخخة تطاير إلى بعد عشرات الأمتار حاملا معه أشلاء ودماء الضحايا . وقالت وزارة الداخلية ان الحصيلة الأولية للهجوم تشير إلى مقتل 9 من طلاب كلية الشرطة وعاشر مدني، واصابة 19 بجروح اربعة منهم في حالة حرجة .


ولم يصدر بيان رسمي يوضح ملابسات الحادث، وتضاربت الروايات بشأنه، إذ أكد ضباط في كلية الشرطة أن الانتحاري حاول استخدام دراجة نارية مفخخة بكميات من المتفجرات والعبوات الناسفة لتفجيرها في بوابة كلية الشرطة لحظة خروج الطلاب، ثم غير الخطة في اللحظات الأخيرة وترجل عن الدراجة وألقى قنابل وعبوات متفجرة عليهم ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، في حين أدى انفجار إحدى العبوات إلى بتر يده ورجله وبقي لدقائق يصارع الموت قبل أن يفارق الحياة .


وتحدثت وزارة الدفاع اليمنية عن سيارة مفخخة في هذه العملية مشيرة إلى أن حطام السيارة كان متناثراً في مكان الهجوم . فيما أكدت مصادر عسكرية ان الانتحاري استخدم حزاماً ناسفاً بعدما ترجل عن سيارة تاكسي بالقرب من بوابة كلية الشرطة وأن التفجير أدى إلى إصابة المنفذ بجروح اسعف إثرها إلى مستشفى كلية الشرطة حيث خضع للتحقيق قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة . وشوهد الانتحاري بعد لحظات من الانفجار ممدا على الأرض وهو يرتدي زياً شعبياً، وكان يتحدث بكلمات غير مفهومة متأثرا بإصابته . وقال محققون ل”الخليج” إن الانتحاري يدعى عبد الرحمن العري وهو أحد أقرباء ضابط يعمل في كلية الشرطة وتسلل بين الطلبة بحجة زيارة قريبه الضابط . وأشاروا إلى أنه أدلى قبل وفاته باعترافات توضح الجهة التي دفعته لتفجير نفسه وسط طلاب كلية الشرطة .


ووصل فريق من المحققين الأمريكيين إلى موقع الحادث للمشاركة في التحقيقات التي بدأتها أجهزة الأمن اليمنية . وقال أحد المحققين ل”الخليج” إن الحصيلة الإجمالية للضحايا تناهز 40 قتيلاً وجريحاً .


وقال ضباط في كلية الشرطة إن عدد ضحايا الهجوم كان كبيراً وأن أكثرهم نقلوا إلى مستشفيات عدة في العاصمة منها المستشفى العسكري ومستشفى الثورة ومستشفى الشرطة القديم في مستشفى الشرطة النموذجي .


ولم يعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الهجوم، كما رفض مسؤولو التحقيق تأكيد ضلوع التنظيم الأصولي في هذا الهجوم، وأكدوا أن التحقيقات لا تزال في بدايتها وسيتم إعلان التفاصيل لاحقاً” .


وكان أكثر الطلاب الضحايا أكملوا للتو امتحانات دراسية ويستعدون لقضاء إجازة نهاية الأسبوع التي تبدأ ظهر الأربعاء وتنتهي صباح السبت في حين أكدت مصادر عسكرية أن بين القتلى  امرأة كانت تعبر الشارع لحظة الهجوم الذي أدى كذلك إلى تدمير سيارات كان يستقلها طلاب كلية الشرطة لحظة خروجهم من المبنى .


وهرعت قوات الجيش إلى موقع الهجوم وفرضت طوقاً أمنياً ومنعت المواطنين من الاقتراب، كما نشرت قوات مدججة بالسلاح الثقيل والمتوسط في الشوارع المحيطة بكلية الشرطة الواقعة على بعد 200 متر من ميدان السبعين الذي شهد أكبر عملية انتحارية للقاعدة أوقعت زهاء 400 قتيل وجريح .


وقال طلاب نجوا من الهجوم إن الانفجار كان قوياً وتصاعدت منة ألسنة الدخان بكثافة، وأشاروا إلى أن أجهزة الأمن ألقت القبض على سائق سيارة يعتقد أنه تولى توصيل الانتحاري إلى مكان الهجوم كما احتجزت السيارة للتحقيق .


المصدر: الخليج – ابوبكر عبدالله 

زر الذهاب إلى الأعلى