إجتماعية

منى والحب الضائع في شواطئ النكران

المستقلة خاص ليمنات :

على الطريقة التقليدية وجد فهمي نفسه في قفص الزوجية.. ففهمي الذي تخرج من الجامعة قبل ثلاث سنوات وتوظف في احدى الشركات.. لم تكن له أي تجربة عاطفية سابقة فهو خجول جداً إذا ما تحدث مع فتاة تراه يتصبب عرقاً من الخجل.. وكان فهمي قد ترك لأمه اختيار الفتاة التي تراها مناسبة لتكن شريكة حياته.. بعد أن فاتحته ذات ليلة انها تريد رؤية أحفادها في إشارة منها إلى زواجه.. لم يمانع فهمي وقال لأمه عليك اختيار العروسة.. فردت عليه أنها موجودة وهي بنت جميلة ومؤدبة انها منى بنت احد اقاربنا وسوف اتواصل بهم.. ابتسم فهمي وقال اسرعي لإكمال هذه المهمة..

أجرت الأم عملية التواصل مع أسرة منى وتم الاتفاق على ان تجرى الخطبة والزواج معاً، لم يمر أسبوع واحد ليجد فهمي نفسه في عش الزوجية برفقة منى تلك الفتاة التي منحها الله قدراً كبيراً من الجمال والرزانة والتي هي الاخرى لم يكن لها أي تجارب عاطفية او علاقة مع شخص أخر.. فقد حملت كل طموحاتها وأشواقها ومستقبلها لتضعها بين يدي فهمي الذي اصبح بالنسبة لها زوجاً وحبيباً وحاضرها ومستقبلها  وكل حياتها..

مرت الأسابيع الاولى من زواج فهمي ومنى والسعادة والهنا يغمر قلبيهما والنشوة والبهجة تسكن المنزل وهما كطائرين يغردان حباً وإخلاصاً ووفاءاً يسبحان في جو من النعيم والانسجام.. ويتبادلان عهود الوفاء والاخلاص في الحفاظ على عشهما الزوجي وحبهم الذي لم يزل وليداً يرضع ما يجودان به من الوفاء والصدق..

أم فهمي باركت ذلك الحب والائتلاف بين إبنها ومنى وباركت لنفسها على حسن التوفيق في اختيار تلك الفتاة التي رأت فيها أنها قادرة على رعاية ابنها وتوفير حياة سعيدة له..

مرت الشهور وعلاقة فهمي بزوجته يزداد عنفواناً واحياناً يأخذ طابع الفتور فيما أم فهمي تذكره بضرورة ان ترى حفيدها قبل أن تغادر الحياة وزادت ضغوطات الام على فهمي لكي يضع حلاً لمسألة الإنجاب خاصة وقد مر عام كامل على زواجهما.. انعكست تلك الضغوطات على العلاقة القائمة بين فهمي ومنى وبدأت تتدهور شيئاً فشيئاً فقد كان فهمي يصر على الحمل، فيما ترد عليه منى ان الامر ليس بيدها وإنما بيد الله واقترحت لأن يذهب إلى الطبيب لاجراء فحوصات خاصة وهي قد قامت باجراء فحوصات واكدت الفحوصات سلامتها) رفض فهمي ذلك المقترح، ورد عليها بغضب رفضه لمثل تلك المقترحات التي تشكك برجولته، لزمت منى الصمت ولم تنطق كلمة أخرى ودخلت غرفتها.

أم فهمي سمعت الحديث الذي دار بين فهمي ومنى، فاستشاطت غضباً وتعصباً مع ابنها فهمي، الذي بدأ يغيب عن البيت ولا يعير منى أي اهتمام فيما عمدت أمه على توجيه الاهانات والمضايقات الشديدة في محاولة منها لتطفيش منى وإخراجها من المنزل لكن منى كانت تغلق على نفسها غرفة النوم لتذرف الدموع الغزيرة لعلها تخفف قليلاً من همها والمها ومعاناتها الشديدة من قبل أم فهمي وكذلك من قبل زوجها الذي تحول إلى وحش كاسر وخاصة بعد أن لفقت أمه تهمة لمنى بأنها تخرج يومياً من المنزل عندما يكون هو ليس موجوداً في البيت، فأخذ فهمي  يتهم زوجته بعفتها، وهي تقسم له أن ذلك ليس صحيحاً وإنما هي وسوسة من أمه للتفريق بينهما..

وذات يوم قام فهمي بضربها ضرباً مبرحاً تحت حجة انها لم تقم بخدمة أمه على أكمل وجه.. حاولت ان تستغيث بجيرانها ولكن فهمي اقسم يميناً انه سيطلقها ان فعلت فعادت الى غرفتها وهي دامعة ودامية من اثر، هذه الاهانة التي لحقت بها من قبل زوجها، شاكية أمرها إلى الله من الظلم الذي تعانيه دون ذنب او خطيئة.. كانت تدرك منى إن هي عادت الى منزل أبيها ستقاسي ايضاً الكثير من المتاعب فأبوها متوفى ولم يتبق معها من أهلها سوى أمها الطاعنة في السن وزوج أختها سيء الأخلاق الذي يسكن في منزلهم مع اختها..

 تفاقمت المأساة على منى ولم تجد سوى جارتها التي كانت تبوح لها مما تعاني بين حينً وآخر وتلك المرأة تقوم بنشر اخبار الواقع المؤلم الذي تعيشه منى، وقد سمع بحالها جميع جيرانها، فعرض أحد الشباب تقديم مساعدته لمنى عبر جارتها والتي مهدت لقاءاً جمع بين الشاب ومنى) حيث عرض عليها أخذها إلى قسم الشرطة فرفضت.. وكان هذا اللقاء الذي جمعها بالشاب قد أثر في نفس منى وبدأ التواصل بينهما.

عاد فهمي في ذات يوم مساء يبحث عن زوجته منى لكنه لم يجدها في المنزل بحث عليها وسأل عنها الجيران لكن الجميع ردوا عليه بعدم علمهم، ولم يدر أن منى التي أحبته حتى العبادة قد تواعدت مع ذلك الشاب وأخذها إلى منزل أخر، فاق فهمي بعد اسبوع من صدمة الفراق واذا بشرطي يدق عليه الباب حاملاً معه استدعاء للحضور الى المحكمة لإنهاء تلك العلاقة السيئة.

زر الذهاب إلى الأعلى