أخبار وتقارير

اضطرابات أمنية في أبين تفتح شهية مسلحي “القاعدة” للعودة من جديد

 

قال وجهاء وسياسيون إن الاضطرابات الأمنية التي تعيشها محافظة أبين، جنوبي اليمن، منذ إنهاء الجيش عملياته العسكرية ضد مسلحي أنصار الشريعة، أسهمت إلى حد كبير في عودة نشاطات مسلحي الذراع اليمنية لتنظيم القاعدة، الذين عاودوا شن هجماتهم على مواقع عسكرية وأخرى تابعة للجان الشعبية، وسط محاولات مستميتة لفرض السيطرة على مناطق في هذه المحافظة التي كانت شهدت قبل أسابيع حرباً واسعة بينهم وقوات الجيش أسفرت عن تدمير أكثر معاقلهم .


 

وهاجم مسلحو التنظيم تجمعات لمقاتلي اللجان الشعبية في منطقتي أحوار وباتيس، تلتها مواجهات استخدمت فيها أسلحة متوسطة وخفيفة وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، فيما تحدثت مصادر أخرى عن أسر مسلحي التنظيم عددا غير محدود من الجنود .


 

وأكد وجهاء ل “الخليج” أن مسلحي التنظيم قصفوا مناطق يتمركز فيها مقاتلو اللجان الشعبية في منطقة باتيس بقذائف الهاون قبل أن يرد مقاتلو اللجان بقصف مناطق تمركز المسلحين في شمال غرب المدينة حيت تنتشر كهوفاً جبلية يستخدمها المسلحون للاختباء . واتهم هؤلاء قيادات السلطة المحلية بالتنصل عن مسؤوليتها حيال صد محاولات مسلحي التنظيم السيطرة على مناطق في محافظة أبين، وتكديس ترسانة أسلحة لاستخدامها في شن هجمات على المواقع العسكرية ومواقع تجمع مقاتلي اللجان الشعبية، وأعاد المحافظة إلى مربع الفوضى والعنف من جديد .


 

وكشف وجهاء قبائل عن معاودة الطائرات الحربية اليمنية والأمريكية شن غارات على مواقع مسلحي القاعدة، مشيرة إلى أن خمسة منهم قتلوا في غارات شنتها طائرات حربية يمنية على مواقع للتنظيم في منطقة المحفد .


 

وأكد الحزب الاشتراكي اليمني المعارض أن مسلحي أنصار الشريعة تمكنوا الأربعاء من الاستيلاء على كتيبة تابعة للواء 111 مشاة المنقولة من مدينة لودر إلى منطقة أحور بعد مواجهات أسفرت عن مقتل عدد من الجنود وأسر آخرين، مشيرا إلى أن مسلحي التنظيم استولوا على سائر المعدات والآليات الحربية التي تخص الكتيبة العسكرية . وتحدث الحزب عن حال انقسام داخل صفوف اللواء 111 نتيجة الخلافات التي أشاعها تغيير قائده السابق .


 

ورفض محافظ أبين جمال العاقل الإدلاء بتصريح ل “الخليج” بشأن التداعيات الأمنية التي تعصف بالمحافظة، في حين تحدث وجهاء وسياسيون ل “الخليج” عن ضعف أداء السلطة المحلية في فرض السيطرة وتوفير الحماية للمدنيين والمرافق الحكومية .


 

وقال العاقل في تصريح نقلته “يونايتد برس” إن عناصر القاعدة مدربون على القتال ويستطيعون التنقل من مكان إلى آخر، وأن القوات العسكرية لا تستطيع ملاحقة تلك العناصر من جبل إلى آخر . ولفت الى أن هناك وحدات متخصصة مهمتها ملاحقة العناصر الإرهابية لم تصل بعد إلى المحافظة وهي من مهمتها ملاحقة العناصر الإرهابية وتسمى وحدة مكافحة الإرهاب . وقال إن وزارة الداخلية خذلت المحافظة للأسف الشديد إلى حد كبير، وإنها لم تقم برفد المحافظة بقوة من الأمن العام والنجدة والأمن المركزي من أجل حفظ الأمن في المحافظة .


 

ونقل موقع “الميثاق” التابع لحزب لمؤتمر الشعبي العام امس الخميس عن وكيل محافظة أبين أحمد الرهوي قوله “إن الوضع الأمني الراهن في أبين يشجع عناصر القاعدة على التجمع من جديد في بعض المناطق والسعي إلى السيطرة عليها نظراً للغياب الكامل للأجهزة الأمنية المختلفة” . وأشار الى أن الأوضاع في المحافظة “تزداد سوءاً بسبب غياب الدولة ومؤسساتها المختلفة الأمر الذي جعل الخلايا النائمة لتنظيم “القاعدة” تتحرك بسهولة وتقوم بإثارة الفوضى وأعمال العنف في بعض مناطق بالمحافظة” .


 

وأكدت مصادر في مكتب المحافظ أن قيادة السلطة المحلية لا تزال في إطار جمع المعلومات بشأن الهجمات التي تعرضت لها وحدات عسكرية من مسلحين يعتقد أنهم على صلة بتنظيم القاعدة في منطقة باتيس، فيما نفى قائد عمليات اللواء 111 محمد المحاقري في تصريح ل “الخليج” حصول هجمات من مسلحي القاعدة على مواقع عسكرية تابعة لقوات اللواء ،111 ووصفت الأنباء التي تحدثت عن ذلك بأنها “شائعات ليس لها أساس من الصحة” .

 

 

المصدر (الخليج)

زر الذهاب إلى الأعلى