إجتماعية

آباء خارج نطاق التغطية وفتيات يبحثن عن حنان الأب في أحضان العواجيز وأخريات يصبن بأمراض نفسية

 

المستقلة خاص ليمنات:

 

الطلاق بين زوجين لديهما أبناء لا يعني أن يدع الزوج ألأبناء بشكلٍ كلي للام ويذهب هو ليعيش حياة زوجية  مع زوجة أخري وأبناء آخرين لان علاقة الأبوة لا تنتهي بطلاق الزوجة لكن البعض من الأزواج يفعلون هذا فيطلقون الزوجة والأبناء معاُ وتنتهي علاقتهم بأبنائهم بمجرد طلاق الزوجة وانتهاء العدة فلا يسألون عنهم ولا يزورونهم  ولا يتصلون بهم فيكبرون وهم لا يعرفون عن أبائهم شيء سوي أسمائهم وعناوينهم هذه المأساة دفعت ببعض الفتيات ممن عشنا كاليتيمات لا يعرفن  حنان ألآب ولا عطفه وإبائهن على قيد الحياة إلى البحث عن حنان ألآب في أحضان رجال عواجيز ليروين ظمأ السنين .

>  تحقيق: آمنة هندي

أحببت ثلاثة عجاويز

< البداية كانت مع وداد 21سنةحيث قالت :  كان عمري ثلاث سنوات عندما طلق والدي والدتي وعشت لا أعرف عنه شيء سوى أنه طلق والدتي وتزوج من ثانية كنت معتادة على غيابه لكن هذا الغياب كان يجرحني خصوصا في الأعياد والمناسبات وكانت تمر عليّ بعض الأوقات اشتاق فيها له رغم أني لا أعرفه جيدا وغياب الأب هذا أوقعني في حب ثلاثة رجال كلهم عواجيز  وإذا قلت ما الذي جعلني أحبهم أو ما الذي جعلني أعجب بهم  بمعني أصح سأعترف وأقول أن الرجل الذي في عمر والدي يعجبني أكثر ربما بسبب نضجه أو حنانه وتواضعه  لان الرجل الأكبر سناً يكون أكثر حناناً وتواضعاً مع الفتاة عكس الشاب الذي يكون متعجرفاً ومتكبراً ولا يفكر إلا  بغرائزه .

تزوجت برجل يكبرني بعشرين سنة لتعويضي حنان بابا

< بلقيس 28سنة قالت :  تزوجت برجل فارق العمر بيني وبينه 20سنة وقد تزوجته عن حب واقتناع الجميع يرى أني مخطئه عندما تزوجت برجل أكبر مني بعشرين سنه ً لكنني أرى عكسهم فكبر السن عند الرجل أحيانا ً يكون ميزة في الرجل وشيء تطلبه الفتاة فكل فتاة لها مواصفات خاصة تريدها في الرجل الذي سوف تتزوجه فهناك من تريده شابا ً وهناك من تريده كبيرا ًكل فتاة وحسب احتياجها وأنا احتاج لرجل يكون زوجا ً لي وفي نفس الوقت أجد عنده حنان ألآب الذي حرمت منه بسبب بعد بابا عنا .  

زواج بالمجان

< رحاب 29سنة قالت : لم يشعرني أبي بأني أمثل له شيئا كان حضوره يشبه غيابه ولان فاقد الشيء لا يعطيه لم أشعر نحوه بأي حب وكنت أعامله عند حضوره معاملة عادية ولاني كنت أعيش مع أمرأة عجوز فقد تورطت مع شخص في علاقة أنتهت بفضيحة والغريب أنه عندما علم بهذه الفضيحة ثار وهدد وتوعد بقتلي فهربت فقد كان ينتظر مني ان أحافظ على كرامته وهيبته بين الناس هكذا هو هذا النوع من الاباء يهملون ويريدون كل شيء 100% ولانه لم يكن أبا حقيقاً فقد فعل ما كان يفعله دائما لقد فر ألى ملاذ الفاسدين والهاربين من مسولياتهم إلى السعودية وتركني أواجه مشكلتي لوحدي وانتهت مشكلتي بأن تزوجني من عبث بي بالمجان فماذا تتوقعين من رجل أستغل وضعي وظروفي وخوفي من الفضيحة .

فاقد الشيء لا يعطيه

< هند طالبة جامعية قالت :  قد يكون الأب غائباً بجسده حاضرا بروحه وقلبه أو غائبا بهما أيضا وهذه المشكلة في اعتقادي أقل تأثيراً على نفسية ألأبناء من أن يكون ألأب حاضرا بجسده لكنه كالصنم لا يضر ولا ينفع فهذا النوع من ألإباء يكون وجودهم كعدمهم وأكثر شيء قد يؤثر على سلوك الفتاة ويجعلها تنحرف أو تصاب بحالة  نفسية هو أن يكون ألأب غائبا وهو موجوداً فالأبوة مسؤولية وكلكم راعٍ ومسئول هن رعيته فحرام أن تشعر الفتاة أنها يتيمة ووالدها على قيد الحياة وأعتقد أن من نعم الله أن يمنح الفتاة أب حنون ومتفهم  فقد لاحظت أن الفتيات اللواتي تربطهن علاقة جيدة مع أبائهن يكن دائما متفوقات دراسياً وعلى مستويً عالٍ من ألأخلاق والأدب ولكن المشكلة أن كثير من ألإباء ليسوا مؤهلين لتحمل مسؤولياتهم وأكثرهم يلقي بهذه المسؤولية على ألام .

أتمنى زوجاً بعمر والدي

< ندى27سنة قالت:  تزوج والدي بامرأة أخرى ولم يطلق أمي لكنه قطع صلته بنا ورفض حتى أعطائنا النفقة ولأننا كنا ثلاثة أولاد وبنت لم تطلب أمي الطلاق ولم تشكو أبي في المحكمة وعاشت حياتها لنا فقط  هذه المأساة  لم تؤثر على في الظاهر فكل شيء يسير بشكلٍ طبيعي لكن في الباطن يوجد في داخلي الم وألم كبير فالحرمان من الأب رغم أنه حي يرزق هو شيء مؤلم , فكيف للأب أن يعيش وينسي أبنائه بهذا الشكل الذي يجعلهم يعيشون حالهم حال الأيتام الرجل الذي يشد انتباهي إليه هو الرجل الذي تعدى عمر الشباب وقد كان أول رجل في حياتي وأنا في سن المراهقة رجل متزوج ولديه سبعة أبناء وكنت مستعدة للزواج منه لو تقدم وطلب يدي لكنه لم يفعل هذا لأسباب تخصه وحالياُ أتمني لو أن الرجل الذي سأتزوجه يكون رجلاُ في عمر والدي رغم أني لا أحب أبي . 

مشاعر خاصة بالآباء فقط

< سارة 24سنة قالت : عندما تموت مشاعر الأبوة في قلب الأب فعلى الفتاة ألا تبحث عن هذه المشاعر عند أي رجل لان لا احد يستطيع أن يقدم لها هذه المشاعر مهما أحبها ومهما كان قلبه حنوناً ورقيقاً لان تلك المشاعر هي عند الأب فقط وكثير من الفتيات المحرومات من حنان الأب سوء بموت ألآب أو سفره أو زواجه وانشغاله بحياته الجديدة يحاولن الحصول على هذا الحنان المفقود عند أي رجل يكون في عمر ألأب لكن معظم هؤلاء الفتيات يكتشفن في النهاية أن أي رجل لا يمنح الفتاة ما تريد وإنما ما يريد هو ولهذا لم أكلف نفسي عناء البحث عن حنان والدي .

بعد 10سنوات  طلبت رؤية والدها فأرسل لها بصورته

< أم ناصر 38 سنة قالت :  تزوجت من قريب لي وبعد أن أنجبت له بنتان وهو مقيم بالسعودية وقد طلب مني ذهبي لكي يحصل على فيزة عمل ووعدني بأن يعيده لي وفعلاً حصل على الإقامة وفتح الله عليه ووفى بوعده وأعاد لي ذهبي وزيادة وتحسنت أوضاعنا المادية ولم تمض ثلاث سنوات إلا والرجل قد تزوج وكان يرسل لي بالنفقة والمصاريف عن طريق والده لكنه لم يكن يتصل بنا أو يسأل عنا فكنت أنا من يتصل بعد فترة أنجبت له زوجته بنتاً ثم بنت وثالثه ورابعة حتى سبع بنات وأخيرا جاءت  له بولد  وكل هذه السنوات لم يأت لزيارتنا أبداً ومرت عشر سنوات من الغياب  وفي يوم شغلوني البنات  يشتوا أبوهم ينزل لليمن فتصلت وطلبت منه أن ينزل فقال لماذا  فقلت بناتك يردن رؤيتك فأرسل لهن بصورته وعندما شاهدت البنت الكبيرة رد والدها انهارت وحدث لها  هيجان وقامت بتكسر أثاث البيت وضرب وجهها بيدها وبعدها التزمت الصمت فعرضتها على طبيب نفسي وبعد معاينتها قال الطبيب أنها تعاني من اكتئاب وبحاجة للمتابعة والعلاج.

الرجل لا يفرق بين المشاعر البريئة والشيطانية

< إيمان 26سنة قالت :  تركنا أبي منذ طفولتي وعشنا بدون أب 15سنة ورغم أن أمي قدمت لنا كل شيء وضحت بحياتها وصحتها من أجلنا وقامت بتربيتنا وتعليمنا بشكل فريد لكن حاجتي لوجود أب لم تنتهي فالأم قد تعتقد أنها قادرة على القيام بدور ألام والأب معا ً لكن هذا مستحيل وبسبب هذا عشت تجربة مؤلمة جدا فقد أحببت شخص أكبر مني وكنت أعتقد أنني سأجد عنده شيئاً من الحنان والمشاعر الأبوية التي أشتقت لها وفعلاً  كان ذلك الرجل حنونا ً وقد غرقت في حبه حتى الموت وفي يوم من الأيام سمحت لنا الفرصة والتقيت به في مكتبه وعند خروجي وبلا شعور وجدت نفسي أرتمي في حضنه وأقبله , لا أدري كيف فعلت هذا وبعدها خرجت مسرعة في اليوم التالي سألني لماذا فعلت ما فعلته فقلت له أن حنانه عليّ هو الذي دفعني لهذا فقدم لي عرضا ً أن نلتقي في منزله ويعطيني كل الحنان الذي لديه فطلبت منه أن ينسي رقمي وأن كل شيء بيني وبينه قد أنتهي من هذه اللحظة ورغم انه أعتذر لي كثيراً وحاول أن تعود كما كنا إلا أني رفضت هذا وقد أكون أنا السبب في جعله يتجرأ ويطلب مقابلتي في منزل فالرجال لا يفرقون بين المشاعر البريئة والمشاعر الشيطانية  وهذا ما على الفتاة أن تعرفه .

يزورنا في العام مرة ويعتقد أن هذا يكفي

< سلمى 27سنة قالت : إن أبي حاضر باسمه وبأسه وسلطته علينا كأب يمنع ويرفض ويقرر لكنه غير موجود قد يزورنا في العام مرة وينفق علينا بقدر ما يشاء وهو يعتقد أن هذا يكفي وقد أعتدت على هذا واكتفيت به لكن الجبروت والقسوة والعنف التي يمارسها أخوتي علي في ظل غياب أبي وما أعانيه في داخلي من معاناة نتيجة للكبت المتواصل والقمع سبب لي حالة نفسية وجعلتني أتناول المهدءات والمسكنات وقد وقعت في الكثير من تجارب الحب الفاشلة  مع رجال شباب وعواجيز وفي ألأخير تأكدت أن المفقود من الحب والحنان  والخلاص من العنف والقمح سيكون بالزواج وان الزوج هو الشخص الوحيد القادر على منحي كل ما احتاج إليه ولما لا وقد جعل الله بين الزوجين مودة ورحمة فقررت أن أتوقف عن الدراسة وأتزوج وتزوجت فوجدت أنني حتى بعد الزواج أفتقد للحب والحنان وأن العنف والقمع اللذان هربت منهما وجدتهما عند زوجي بل وأشد فالزوج عادة يحاول معاملة زوجته بنفس المعاملة التي كانت تعامل بها عند أهلها . 

أبنتي تنادي سائق الباص (بابا)

< أم عبد الرحمن  قالت :  طلقني زوجي ورمى لي بأربع بنات وذهب ليعيش حياته في البداية كنت أسعى لأجعله قريب منهن فكنت أتصل به وأدعهن يتحدثن معه وأحيانا كنت أطلب من أخي أن يأخذهن إليه لكن الرجل لم يكن يهتم بهن أو يسأل عنهن وبعد زواجه لم يعد يرد على مكالماتي وقال بأنه لم يعد ( فاضي) لاستقبالهن فتركته وشأنه، وبعد فترة وجدت أن أبنتي الصغيرة التي عمرها 7 سنوات أصبحت لا تريد اللعب إلا مع الرجال الذين هم في عمر والدها ممن يقربون لنا مثل أخوالها وأبنائهم وترفض اللعب مع ألأطفال ممن هم في مثل سنها وبدأت أشعر أن هذه البنت لن تتقبل غياب والدها وأنها تحاول إيجاد البديل له من ألآن وأحيانا تتسبب لي في مواقف محرجة منها أنها فجأة وبدون أي سبب نادت سائق الباص بابا وعندما غيرت سائق باص أخر لم تتقبل سائق الباص الجديد وظلت تبكي على سائق الباص ألأول  لفترة طويلة  فالبنت تبحث عن رجل يمنحها حنان ألأب وحضوره ولكن هل والدها يشعر بأن أبنته تبحث عن حنانه في كل رجل تراه ؟  .

< دراسات :  نتائج لدراسات على الحالة الاجتماعية

وتؤكد المتخصصة في علم النفس في الجامعة الأميركية في بيروت مارجيت باسيل في ما يتعلق بغياب الأب عن الأسرة وعدم وجوده الدائم بجانب ابنته منذ مرحلة الطفولة، أن له آثاره السلبية التي تظهر على شخصية الطفلة في سنواتها المدرسية وعلى علاماتها المتدنية كما في حياتها الاجتماعية في ما بعد، موضحة أن “الدراسات أثبتت أن وجود الأب الايجابي في حياة الفتاة يساهم في تفوقها في المواد العلمية على عكس تلك التي تعاني من غياب والدها”.

وتضيف باسيل أن غياب صورة الرجل المتمثلة بوجود الأب في حياة الفتاة ينعكس أيضا سلبا على تعاملها مع الجنس الآخر، إذ ستجد نفسها مرتبطة بأي شاب أو رجل تشعر بالأمان معه، وقد تتعلق به بدرجة غير طبيعية، محاولة بذلك التعويض عن صورة الأب المفقودة، متوهمة أنه يوفر لها الأمان والحماية اللازمة وكأنها لا تستطيع العيش من دونه، كما أنها قد تقبل بالخضوع لعلاقة تسيء إليها وإلى شخصيتها وتقبل الواقع من دون أي تمرد أو رفض.

زر الذهاب إلى الأعلى