فضاء حر

طهران القوية وصنعاء الأكثر قوة

 

هذه حقائق لا تدحضها ولا تستطيع دحضها المخابرات الأمريكية والمخابرات الأوروبية جمعاء ، فما بالك بالبوليس اليمني والمتخلف , تؤكد هذه الحقائق بأن طهران قوية بمقاييس العصر المعرفي –العلمي التكنولوجي ؛ قوية من حيث الإيرادات النفطية والغازية ، ومن حيث الصناعة الاستراتيجية والتحويلية ، ومن حيث الصناعات العسكرية التي تقف الآن في مواجهة تحالف دولي عظيم الاقتصاد وعظيم الآلة الحربية , ومن حيث مستوى دخل الفرد المرتفع وهي بلد زراعي تتجه ليس فقط للاكتفاء الذاتي , بل إلى التصدير , وهي من الدول الصناعية المتوسطة وعلى رأس قائمة هذه الدول.. وهي لا توضع في تقارير التنمية الإنسانية في ذيل القوائم .. وهي كانت إمبراطورية احتل أبناؤها جنوب شبة الجزيرة والتي هي الآن منطقة اليمن , وما زالت أسماء بعض القبل المحيطة بصنعاء تنسب إلى "الأبناء" وحينما قامت الإمبراطورية الحجازية الصحراوية اعترف قادتها للأبناء بالسيادة على صنعاء , وما حولها. وما زال العديد من السكان في ذمار ينسبون إلى هذه ألإمبراطورية .

طهران اليوم تشق طريقها وفي كل مناحي الحياة بما في ذلك الثقافة العلمية أساس التنمية والتطور بوتائر سريعة بصرف النظر على الهيمنة السياسية للملالي وخضوعهم لولاية الفقيه.

طهران تقدم المساعدات لغيرها من حلفائها في المنطقة , ولم يسمع عنها بأنها تتسول الدول الصديقة , والمانحة على حساب كرامتها وسيادتها ..

طهران مؤسسة سياسية – دبلوماسية عالية التأهيل وعالية المستوى للتفاوض حول القضايا الاستراتيجية.

ولدى طهران ما تفخر به,  وهو اعتزاز الإيرانيين بهويتهم العامة , وليس لديها أكثر من خمسين ألف من شيوخ الإقطاع السياسي والقادة العسقبليين وقادة الأحزاب المحنطين يتدافعون أمام أبواب أمراء آل سعود وشيوخ الإمارات والسلطنات للتسول المهين.

طهران قوية ولا تحتاج إلى شهادات وحقائقها ملكية خاصة بها والأقوياء لا يأبهون للضعفاء والواهنين مطلقي التهديدات الصراخية , ولكن هذه القوة لا تخلو من الثغرات التي تهددها وتؤدي بها إلى الانهيار .. ضعف طهران يتركز في شوفينيتها الثقافية المقيتة التي تريد تصديرها إلى خارج نطاق بيئتها بالطرق غير المشروعة.

غير أن المدهش في المشهد الدرامي الإيراني – الإسراأمريكي ـ هو أننا أفقنا على سلطة أكثر قوة من إيران , وأكثر قوة من أمريكا وهي سلطة صنعاء الحالية والتي تجلس على كومة عظيمة من المعضلات والكوارث … أفقنا على حين غرة أن كارثة الفوضى التي تشعل كل مناحي الحياة في اليمن, وقد انضبطت واختفت بمجرد سماعها لخطاب عبد ربه منصور هادي الذي تجاوز خطاب نتنياهو.. الذي هدد وما زال يهدد بتوجيه ضربة عسكرية تاريخية تقضي على الترسانة النووية الإيرانية.

نحن الذين نعرف البئر وغطاه صعقنا من الضربة السحرية الخطابية التي حولت اليمن الفقير جدا والتي تتميز بأيكلوجية ملوثة تلوثا خطيرا تهدد السكان بالموت الجماعي ، بالأوبئة القاتلة وبقراء يصلون إلى نخبة 95% تفتك بسكانه أمراض السرطان، والكبد والقلب ، والصرع والكساح الجسدي والعقلي وتفتقر إلى مياه نقية وبنية تحتيه متخلفة ، وتحصل على النور الاجتماعي عبر التسول ومنتجاتها الزراعية والصناعية الخفيفة مسرطنة حولت اليمن إلى دولة ، وهب المعروفة بأنها تعيش ما قبل الدولة وتستطيع توجيه "الرد القاسي" على التدخل الإيراني المدعوم الذي فبركه الأمن القمعي تحت قيادة رجال الموساد، وتستطيع تعبئة قوات مسلحة بعقيدة هجومية بعد أن تم هيكلتها وخاصة قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي التي هُزمت في ست موجهات في صعدة وهُزمت في أرحب ونهم ومأرب وفي الحيمة.

وأفقنا على دولة مكتملة الأركان تستطيع التعبئة والنفير لصد جحافل الجيوش الإيرانية الكابوس الجديد الذي هز الأصنام المحلية ، ونفخ فيها الحياة لتقود حربا مقدسة نيابة عن إسرائيل وأمريكا سلطنة آلـ سعود.. وأفقنا على دولة تمتلك أسطولا بحريا تستطيع طيرانه وصواريخه تدمير طهران ، وأهم المدن الرئيسية في إيران تدميرا شاملا ، والاكثر من ست مرات على مقياس "ريختر" للهزات البركانية والدليل على قوة دولتنا ما قالته "كريمتا لينا جورجيفا" المفوضة الأوربية عن الوضع في اليمن " بالنظر إلى السرعة التي تتفاقم بها هذه الأزمة وعدد الأشخاص المتأمرين بها ، يتحول الوضع في اليمن إلى واحد من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم بمعدلات سوء تغذية قياسية" والخوف الإيراني من دولتنا القسوى أضطر أحمدي نجاد إرسال مبعوثه لاستعطاف قادة دولتنا لعدم شن الحرب.     


المصدر: صحيفة الأولى


زر الذهاب إلى الأعلى