فضاء حر

اليمنيون وسباق التسول

 

يمنات

في كل مرة يأتي رمضان، وبفعل مناخاته وأجواءه، تتبدا لنا بعض العورات أو العاهات الاجتماعية . التسول ظاهرة تكاد تصبح عادة ملازمة لشعب عُرِف أنه مكافح ومكابر على مدى التاريخ ، وأنه لا يأكل إلا من عرق جبينه، زرع وترقب موسم حصاد زراعته لجني المحصول  وهكذا علمته الطبيعة الصبر والجلد….اليوم وفي مشاهد مخزية ومحزنة في ذات الوقت تجد اليمنيين يقفون في  طوابير وتجمعات الرجال والنساء والأطفال على أبواب المساجد وبيوت المسؤولين والتجار جميعهم يمدون أيديهم للمسألة .

إننا شعب نعيش تحت مستوى خط الفقر، الخبراء الاقتصاديون يقولون بذلك، إحصائيات وتقارير المنظمات الدولية تتحدث بمرارة عن الفقر في اليمن وقبل هذا وذاك فواقع الحال غني عن كل البيانات والاحصاءات والتقارير.

وبغظ النظر عن أسباب ظاهرة الفقر في اليمن وعما إذا كان ناجماً عن شحة في الموارد وتدني في مستوى الإنتاج, أم هو إنعكاس لسوء استغلال الموارد المتاحة وسوء في الإدارة وفساد سياسي واقتصادي مستشري في كل مكان .

بصرف النظر عن ذلك كله…نحن شعب فقير،  لكنه غير عفيف ، يمارس التسول باحتراف ، والتسول هنا لا يقصد من وراءه اشباع حاجات ضرورية لكنه باب واسع للتكسب وطريق قصير للإثراء السريع .

والكل ، تقريباً بشكل أو بأخر ، يمارس هذه الحرفة لكن لكلٍ أسلوبه وطريقته ، فالقادة السياسيين وكبار المشائخ والوجهاء يتسولون بطريقة ربما تبدو حيناً أكثر تهذباً وربما قد تبدو أكثر وقاحة ، هناك من يجلس على قارعة الطريق، هناك من يطير بالبوينج أو الإيرباص عابراً الحدود إلى دول النفظ والثروة، وهناك من يستخدم مكبرات الصوت يمخر الشوارع والأحياء .

 ما زلت أذكر، بهذه المناسبة ، إعترافات للشيخ أمين العكيمي كبير مشائخ الجوف وزعيم قبائل بكيل في حوار صحفي ، حيث قال : إنه كان يذهب ومسؤولين آخرين بما فيهم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر والرئيس علي عبد الله صالح  الى السعودية لأخذ هبات وعطايا المملكة، وأكد " كلنا بناخذ من السعودية " وأضاف موضحاً : الفرق الوحيد بيننا وبين الرئيس علي عبد الله صالح والشيخ عبد الله بن حسين الأحمر أنهم يذهبون على الطائرات ونحن نسير فوق  السيارات .

زر الذهاب إلى الأعلى