أخبار وتقارير

عقارب الانفصال تسعى بين شطري اليمن

 

يمنات – متابعات
بينما يتلمس اليمن طريق الاستقرار ويتقدم نحو استكمال الانتقال الديمقراطي، تتصاعد بشكل لافت نذر عودة شطري بالبلاد الى واقع الانفصال الذي كان قائما قبل سنة 1990.

ويقول ملاحظون إن اليمنيين قد لا يتوصلون إلى تحقيق الديمقراطية المنشودة إلا والبلد في حكم المقسم.

وأعلن وزير الشؤون القانونية اليمني محمد المخلافي، الخميس، أن تشكيل لجنة جديدة للانتخابات سيتم في عضون شهرين بمشاركة جميع الأطراف السياسية اليمنية تتواكب مع مرحلة التغيير التي يشهدها اليمن.

في الأثناء تظاهر الالاف من انصار الحراك الجنوبي الخميس في مدينة الضالع بجنوب اليمن لاستقبال القيادي العائد من المنفى احمد الحسني والتأكيد على مطلبهم بالانفصال عن شمال اليمن.

وقال المخلافي في تصريح إن "الفترة القريبة القادمة ستشهد إعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات وإعداد سجل انتخابي جديد خال من الأخطاء تنفيذا لاستحقاقات المرحلة الانتقالية".

ويعيش اليمن مرحلة انتقالية إثر مرور السلطة من الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الى نائبه الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي في نوفمبر-تشرين الثاني الماضي، الذي تم انتخابه كرئيس توافقي لليمن لمدة عامين بموجب المبادرة الخليجية.

غير أن مخاوف كثيرة تحف بهذه المرحلة من ضمنها محاذير الانفصال.

وتصاعدت في الفترة الأخيرة دعوات جنوبيين إلى ذلك مستغلين أزمة اليمن السياسية والاقتصادية.

وذكر شهود أمس ان الالاف توافدوا من مناطق جنوبية عدة الى الضالع التي تعد معقل الحراك، رافعين اعلام اليمن الجنوبي السابق الذي كان دولة مستقلة حتى أواخر التسعينيات.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "فك الارتباط مطلبنا" و"الاستقلال خيارنا".

وفي كلمة ألقاها امام التجمع، هاجم القيادي احمد الحسني احزاب اللقاء المشترك، وهي المعارضة السابقة التي تشارك حاليا في الحكومة، متهما اياها بـ"العمل على محاربة واجهاض الثورة الجنوبية المطالبة بالحرية والاستقلال"، وذلك وفقا لمشاركين في التجمع.

وقال في كلمته "لدى هذه الأحزاب مخططات لوأد الثورة الجنوبية، فهي تسعى جاهدة لنشر الفتنة بين الجنوبيين بهدف زرع الشقاق والتناحر لابقاء الاحتلال لارض الجنوب"، ودعا أبناء الجنوب الى "تفويت الفرصة على هذه القوى من خلال القبول بالرأي الأخر الجنوبي ولو كان هذا الرأي يعارض رأيكم".

وحذر الحسني ما سماه "نظام الاحتلال" في اشارة الى الحكومة في صنعاء، من "التمادي في إجراءاته التعسفية والقمعية واستمرار القتل لأبناء الجنوب بهدف إرهابهم ومنع إقامة مؤتمرهم التوحيدي لقوى الاستقلال".

وتظاهر الآلاف من انصار الحراك الجنوبي الاربعاء كذلك في بلدة يافع بمحافظة لحج القريبة وفق ما افاد شهود عيان لوكالة فرانس برس.

وكان الحسني عاد في وقت سابق هذا الشهر من المنفى الا انه اعتقل لعدة ايام لدى وصوله الى عدن من بيروت، قبل ان يفرج عنه مجددا.

وقال الحسني اللاجىء منذ منتصف 2006 في بريطانيا، في بيان اصدره لدى عودته ان قرار العودة "جاء ليساهم في تكريس التوافق الجنوبي ووحدة الصف الجنوبي".

ويعد الحسني من ابرز قيادات الحراك الجنوبي الذي تطالب غالبية اجنحته بالانفصال عن الشمال والعودة الى دولة جنوب اليمن التي كانت مستقلة حتى العام 1990، فيما يطالب البعض ايضا بفدرالية.

ويفترض ان يعالج حوار وطني يقوده رئيس الجمهورية التوافقي عبد ربه منصور هادي مسألة الحراك الجنوبي اضافة الى التمرد الشيعي في الشمال، وذلك بموجب اتفاق انتقال السلطة.

المصدر: العرب اونلاين
زر الذهاب إلى الأعلى