فضاء حر

عمل عدائي.. لا علاقة له بالفن والحرية

الإساءة الى – والسخرية من – المعتقدات والأديان والرموز المقدسة عمل استفزازي وعدائي صريح لا علاقة له بالفن او بالحرية او اي مبرر آخر.

الساخر من الاديان ورموزها يتعمد وضع الملايين من البشر في خانة الحط منهم ومن القيم والمعتقدات التي يؤمنون بها أيا كانت دياناتهم ورموزهم المقدسة وسواء كانت الديانة سماوية او وثنية "( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل امة عملهم ثم الى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون). والحقيقة ان ما قام به مخرجو ومنتجو الفيلم الامريكي – الاسرائيلي المسيء الى النبي محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام لم يكن يستهدف فقط السخرية من عقائد ومقدسات مليار وسبعمائة مسلم وحسب، بل تعمد ومع سبق الاصرار والترصد احداث فتنة طائفية وانقسام اهلي صراعي خطير داخل المجتمع المصري بين المسلمين والاقباط، ما يجعل العمل جنائيا واجراميا صريحا. لم يكن الفلم خطا في التقدير ولم يمت الى الفن او الحرية باي صلة الا ضدا لهما ذلك هو الانطباع الاول والمباشر لكل من شاهد مقطع او مقطعين من الفلم السيء السمعة، الامر الذي يجعل الذين ينافحون عنه تحت هذه العناوين مشاركين في الإساءة والاستفزاز للملايين الذين اكتظت بهم ولا تزال عواصم ومدن البلاد العربية والاسلامية من طنجة حتى جاكرتا مرورا بصنعاء التي قدمت حتى الان شهداء وجرحى سقطوا بدون مبرر على ايدي عناصر الامن اليمني وقيل الامريكي ايضا، كل هذا لا يعني الاقرار فضلا عن التشجيع عل جريمة القتل البشعة التي حدثت في ليبيا والتي انسمت بالهمجية والبربرية او التشجيع على ارتكاب جرائم واعمال استفزازية عدائية وجنائية ضد البعثات الامريكية ، وحتى الاسرائيلية في العالم بقدر ما يعني تفهم حالة الغضب والسخط لدى شعبنا وبقية الشعوب العربية والاسلامية . هذا ما كان ينبغي ملاحظته من قبل مسئولي الدولة والاحزاب اليمنية وهم يدينون اقتحام شباب غاضب للسفارة الامريكية دون المرور ، ولو كراما على دماء يمنية زكية سفكت في المعركة والجبهة الخطأ، وعلى ذلك فإن المطلوب اليوم هو اعتذار صريح من قبل الادارة الامريكية والقيام بايقاف عرض هذه الاساءة قبل ان نطالب من شعوبنا ايقاف الغضب او التعبير عنه وقبل ان تتبرأ الاحزاب والجماعات الدينية من مسؤوليتها عن حادث اقتحام السفارة الامريكية بصنعاء وتبادل الاتهامات الفارغة بين الحوثي و الاصلاح حول من دخل او من اسهل دون محاسبة او اعتبار لمن سفك الدم اليمني او سؤال من هو ولماذا؟.

يبقى ان نقول بان من حق الناس ان يؤمنوا اولا يؤمنوا ومن حقهم ان ينتقدوا الفكر الديني وحتى الاديان نفسها تخضع للنقد ضمن مناهج النقد والتحليل العلمي والموضوعي ولكن ليس من حقهم البتة – افرادا وجماعات ودولا – السخرية والتهكم بمعتقدات الآخرين .

زر الذهاب إلى الأعلى