أدب وفن

في مهرجان البندقية.. فيلم إيطالي يعيد للحياة قضية قتل رحيم شهيرة

(رويترز) – ينافس فيلم يتناول قضية قتل رحيم ترجع لعام 2009 أحدثت انقساما في الرأي العام الإيطالي على الجائزة الكبرى في مهرجان البندقية السينمائي الدولي لهذا العام. ويناقش الفيلم انطلاقا من هذا الموضوع قضايا القتل الرحيم والانتحار والايمان.

ويتناول فيلم "بيلا ادورمنتاتا" "Bella Addormentata" أو الجمال النائم الأيام الأخيرة في حياة الوانا انجلارو التي كانت تبلغ من العمر 38 عاما والتي دخلت في غيبوبة إثر حادث سيارة قبل 17 عاما وأصبحت معروفة في إيطاليا بعدما قرر والدها إيقاف التغذية الصناعية.

ويمزج الفيلم لقطات تلفزيونية حقيقية بشخصيات خيالية وأعاد المخرج ماركو بيلوتشيو إثارة الجدل المحتدم الذي أحاط بوفاة انجلارو في المجتمع الايطالي الكاثوليكي.

واشتبك ناشطون يرفضون القتل الرحيم أمام المستشفى الذي كانت توجد به انجلارو مع أنصار الاجراء كما تبادل النواب الايطاليون السباب داخل البرلمان بينما يظهر سيلفيو برلسكوني الذي كان رئيسا للوزراء انذاك وهو يدفع بقوة باتجاه مشروع قانون يجبر الأطباء على استمرار تغذيتها عبر أنبوب.

وتوفيت انجلارو بينما كان أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي يناقشون مشروع القانون في جلسة في وقت متأخر من الليل.

وتظهر في الخلفية الشخصيات الأربع الرئيسية في الفيلم وهي تعرض وجهات نظرها المتنوعة والمتضاربة حول القتل الرحيم وقضايا حرية الارادة والقضايا الاخلاقية التي تثيرها.

وبينما يبدو جليا تعاطف الفيلم بشكل أكبر مع الاراء العلمانية فإن بيلوتشيو قال إنه تفادى تبني موقف صارم وأعطى مساحة للاراء المتنوعة.

وقال للصحفيين بعد عرض الفيلم في مهرجان البندقية "آرائي تختلف بالتأكيد عن آراء بعض الشخصيات في الفيلم لكنني أرى رابطا بينها جميعا."

وأضاف "لا أؤمن بدين ولكنني أحترم من يؤمنون بالاديان وأتطلع إليهم باهتمام وفضول."

وذكر بيلوتشيو أنه تحدث بشأن الفيلم مع بيبينو انجلارو والد الوانا الذي خاض معارك أمام المحاكم الايطالية لمدة عشر سنوات من أجل إزالة الانبوب الذي يغذي ابنته مما جعله رمزا للمدافعين عن القتل الرحيم.

وقال المخرج "لم يبد أي اعتراضات. أعرف أنه شاهده (الفيلم) لكنني لا أريد أن أقول أي شيء حول رأيه فيه."

ويلعب الممثل الإيطالي المخضرم توني سرفيلو دور عضو مجلس شيوخ ينتمي لحزب برلسكوني لكنه ممزق بين ولائه السياسي ومعتقداته الشخصية بينما يسعى جاهدا في الوقت نفسه لايجاد أرضية مشتركة مع ابنته وهي ناشطة كاثوليكية تعارض القتل الرحيم.

وتلعب الممثلة ايزابيل هابرت دور ممثلة مشهورة تتجه إلى الدين أملا في أن تفيق ابنتها من غيبوبة. ويشاهد مدمن مخدرات محاولتها الانتحار كثيرا وتدخل طبيب شاب لاحباط هذه المحاولات.

وقالت هابرت "السؤال الذي يطرحه الفيلم في نهاية المطاف هو أننا نريد أن نكون أحرارا في الاختيار ولكن ماذا سنفعل بهذه الحرية عندما نحصل عليها؟ لا يمكن لأحد أن يجيب على هذا السؤال ولم تكن لدينا إجابة عندما كنا نصوره."

وفيلم الجمال النائم هو من بين ثلاثة أفلام إيطالية تشارك في المسابقة الرئيسية بمهرجان البندقية الذي يختتم أعماله يوم السبت.

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

من سيلفيا الويزي


زر الذهاب إلى الأعلى