حقوق وحريات ومجتمع مدني

المختفين قسريا.. قضية تعود إلى العلن.. علي يوسف أحمد غلام

 يمنات – صنعاء

علي يوسف أحمد غلام، من مواليد 4/7/1968 مدينة كريتر – عدن. كان في السادسة والعشرين من عمره حين خرج من بيته لشراء شيءٍ ما… ولم يعد!!

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصراً أو ما دون ذلك يوم 26 يونيو عام 1994م، العام المشؤوم الذي أحرق فيه الزرع والضرع، وقُتل فيه الأبرياء من عامة الشعب دون أي ذنب اقترفوه، وحتى اللحظة لم يتمكنوا من فك طلاسم سر اللعبة السياسية.

ناشدته أمه ألا يخرج لأن الأوضاع يلفها الغموض، ولا زال دوي مدافع الهاون يُسمع صداها من أماكن غير بعيدة، لكنه هدأ من روعها بمنتهى اللطف واستأذنها بالخروج إلى البقالة لشراء بعض الأغراض.

تقول أمه التي كانت محاولاتها تبوء بالفشل لتداري دموعها وهي تروي لي حكاية الابن الذكر الذي دعت ربها ليل نهار بأن يهبها وزوجها إياه وسط أربع بنات، فجاء بعد 8 سنوات من الانتظار: " يومها كانت يده مجروحة (بسبب) سقوطه من سيارة أخذته مع مجموعة لحراسة مكتب المحافظ أثناء الحرب، وملفوفة بقماش أبيض. قلت له يدك مجروحة خليك هنا يابني، لا تخرج شوف الدنيا مش أمان، أترجيته رجاء لكنه، الله يرحمه، إذا كان حي أو ميت، رفض يسمعني وقال لي يا أماه البقالة بالحافة مش بعيدة، دقيقة وراجع لكم، خرج وما عادش لنا"، (أجهشت بالبكاء).

 

جدارية علي يوسف غلام (علي البهري) في جسر مذبح, تم طمسها وجداريات أخرى من قبل الفرقة الاولى مدرع.. علي يوسف غلام هو من أبرز ضحايا حرب 1994, وطبق المعلومات فإن هناك أشخاص عديدين مقربون من قائد الفرقة الاولى مدرع لهم صلة بالاختفاء القسري لهذا الشاب.

علي محسن الاحمر بفعلة رجاله القبيحة ضد حملة فنية حقوقية, تقدم إلى الواجهة باعتباره من أبرز المتورطين في انتهاكات الماضي, فالجرم جيَاش بعفوى الشكوك, ولعل علي محسن الاحمر ورجاله الأذكياء، قدروا أن وجود جداريات لضحايا 1977 و1978 و1994, في الجوار تمثل استدلالات على جرائم وقعت في المكان, فسارعوا إلى طمسها!.

 

* الصورة جدارية على جسر مذبح ضمن حملة "الجدران تتذكر وجوههم"، والتي نفذت يوم الخميس 20سبتمبر 2012، والتي تم طمسها لاحقا في عمل ممنهج.

قام بتجهيز اللوحة الفنان صامد السامعي وطبعت على الجدار بأيادي المشاركين.

عن: صفحة الصحفي سامي غالب في الفيسبوك.

زر الذهاب إلى الأعلى