أخبار وتقارير

المدمرة كول بعد مضي اثني عشر عاما , لا توجد هناك عدالة أو فهم.

كتب /كيفن ريان .

منذ اثني عشر عاما, كانت السفينة الحربية يواس اس كول هدفا لهجوم ارهابي ناجح وذلك عندما كانت تتوقف لوقت قصير في ميناء عدن في اليمن.

هذا الهجوم والذي كان واحدا من أربع هجمات نسبت كلها إلى تنظيم القاعدة قبل حادثة 11/9  بناء على التقرير المقدم في العام 2004 من الحكومة الأمريكية ومثل هكذا حادث هناك أسئلة كثيرة تطرح والتي لم يتم الرد عليها حول قضية تفجير المدمرة كول وكما هو الحال مع حادثة الحادي عشر من سبتمبر فالعدالة باتت في هذه القضية ضئيلة أو تكاد تكون معدومة, يتناول هذا المقال بعضا من الأسئلة التي لم يتم الإجابة عليها في محاولة لفهم خلفيات القضية والتي تم استخدامها في وقت لاحق لإنتاج وتبرير الرواية الرسمية لحادثة سبتمبر.

هجوم القاعدة والذي قيل انه سبق تفجير المدمرة كول في أغسطس 1998 بتفجير السفارتين الأمريكيتين في أفريقيا حيث أنه بعد عام من الحادثة في العام 1999 وصفت صحيفة واشنطن بوست كيف أن الناس لم تقتنع بالقضية التي أدلى بها مسؤولون أمريكيون حول اتهامهم للقاعدة ولكن لمطالبها الخاصة فهم يتحدثون عن مؤامرة لقتل الأمريكيين في جميع أنحاء العالم فقضية الحكومة في الوقت الحاضر هي قضية ظرفية إلى حد كبير فلائحة الاتهام لم توضح كيف لبن لادن أن يدير تنظيم القاعدة وكيف قام العقل المدبر بتفجيرات السفارات الأمريكية؟

 

وعلى الرغم من أن الحكومة الأمريكية وصحيفة واشنطن بوست لم يتمكنوا من تقديم شرح مقنع في العام 1999 عن الطريقة التي تتم من خلالها ادارة تنظيم القاعدة, أصبح اليوم هناك كم هائل من الثرثرة التاريخية المتاحة للنظر فيها حيث يعتمد بعضها على التحقيقات في تفجير كول إبان العام 2006 إضافة إلى التفاصيل المحاطة بتنظيم القاعدة " مركز العمليات" في اليمن ومع كل هذا فتعليلات الحكومة للهجوم لا يزال غير مقنع ويظل معقدا بطبيعة الحال.

ووفقا لرواية رسمية كانت المدمرة كول الحديثة في فن صناعة المدمرات والتي وصلت لتوها إلى ميناء عدن للتزود بالوقود عندما تعرضت للهجوم في وضح النهار من قبل اثنين من الرجال فقط يمتطون زورقا مطاطيا كان مليئا بالمتفجرات حيث كان ناتج ذلك الهجوم مقتل سبعة عشر من البحارة الأمريكيين وجرح 49 آخرين!!!.

 

هناك الكثير من الكلام حول العقول المدبرة للتفجير حيث تضمنت اللائحة كلا من توفيق خلاد بن عطاش والذي تم سجنه في معتقل غوانتانامو لمدة تستمر إلى تسع سنوات في انتظار المحاكمة العسكرية الأمريكية على خلفية أحداث الحادي عشر من سبتمبر وفي الغالب ما يتم التقاضي عن عدد من النقاط فيما يتعلق ببن عطاش وخططه الملتوية حيث تشمل هذه الخطط أنه كان مراهقا ومعاقا وفي الوقت نفسه والذي كان متورطا فيه بتفجيرات السفارات الأمريكية في أفريقيا حيث أنه الشخص الذي قام بتدبير الخطة لتفجير المدمرة كول بعد عام فقط من أحداث أفريقيا والتي في أفضل الأحوال تتطلب مجهود كبير في الحصول على الكثير من الحظ للفوز بفرصة للنجاح.

الأدلة التي تقف ضد بن عطاش تتمحور في الحصول على المعلومات  التي تم أخذها منه أثناء التعذيب حيث كانت هناك اتصالات من قبل الأمن القومي وذلك بعد إلقاء القبض عليه من قبل القوات الأمريكية في العام 2003 وخلال ذلك تم الاعتراف من قبل بن عطاش حول تخطيطاته  لهجوم كول وكذا المحاولة الفاشلة على السفارة الأمريكية في سولفيان في أوائل شهر يناير كانون الثاني 2000 حينها لم يكن المسؤولون على علم بتلك المحاولة والتي تم الحصول على المعلومات بعدها من التعذيب الذي كان يتعرض له بن عطاش.

 

كان الهجوم على سولفيان هدفا لخطة مماثلة في ميناء عدن, ولكن المدمرة في أي حال من الأحوال لم تغرق وذلك بسبب أن العقل المدبر للهجوم لم يضع في عين الاعتبار الوزن الذي يتحمله الزورق المطاط ومع ذلك فقد قاموا بتحميله بالمتفجرات مما أدى به إلى الغرق حينما كان يتجه بالمتفجرات صوب الهدف, وبناء على ما يقوله المؤرخ المتخصص في شؤون الإرهاب دينيس بيتسفيكس  فان أحد الذين كانوا يخططون للتفجير قد غادر المكان حيث بقي مجموعة منهم وحينما غادروا المكان مرة أخرى وجدوا أن المحرك الخاص بالزورق قد سرق حيث أنه استغرق منهم العشرة أشهر حتى يتسنى لهم شراء محرك جديد للزورق إضافة إلى عمليات الإصلاح الناجمة عن تسرب المياه  والتجهيز لهجوم آخر ولكن هذه المرة سيكون الهجوم على المدمرة كول، فهذا الوصف يحمل دلالات تاريخية كثيرة ومنها النقص الذي لا يصدق في جانب التطور الذي يعانيه التنظيم – فقد كان هناك يقدر ثلاثة من العملاء داخل هذا السيناريو وبالتأكيد لا يوجد هناك ما يدعوا لاستخدام كلمة العقل المدبر لهذه العملية.

وبغض النظر فمن المهم أن نفهم أنه لم يكن هناك خطة لمهاجمة المدمرة كول على وجه التحديد, وذلك بوضع الفترة الزمنية للسفينة القصيرة التي كانت ترسو فيها للتزود بالوقود فمن المستحيل على المهاجمين أن يكونوا على دراية مسبقة من موقع السفينة التالي دون أن يكون هناك معلومات من جهة رسمية حول خطة التزود بالوقود, وبالرغم من كل هذا فان مسؤولين أمريكيين قد أشاروا إلى  أنه من المحتمل أن تكون السلطات اليمنية قد قامت بتسريب المعلومات لتنظيم القاعدة حول السفينة القادمة وذلك لأنه من الصعب أن نؤمن بفكرة العملية الانتحارية والتي جهزت في وقت قصير جدا بزورق معبأ بمتفجرات بشكل جيد ومع محرك تم استعادته مرة أخرى!!! فهي مؤامرة في تسريب المعلومات الخاصة في الشركة اليمنية لتزويد السفن بالوقود.

 

وكان على ما يبدوا من خطة العقل المدبر صاحب العشرين ربيعا بن عطاش أن يكون الزورق على أهبة الاستعداد ومزودا بالمتفجرات في حال قدوم السفينة الحربية إلى ميناء عدن والذي قد يوفر له هذا المجهود فرصة في النجاح,  فمنذ يناير كانون الثاني للعام 1999 فقد كانت السفن الأمريكية  قد زارت الميناء 27 مرة للتزود بالوقود أو على اقل تقدير مرة واحدة في الشهر الواحد, فتنظيم القاعدة لا يعلم عن هذه الزيارات الشهرية بطبيعة الحال (باستثناء نظرية المؤامرة للحكومة الأمريكية بأن السلطات اليمنية كانت ضمن تلك المؤامرة)  فكيف للعقل المدبر أن يتم له الطواف بزورق مطاطي محملا بالمواد المتفجرة منتظرا بذلك الفرصة السانحة للهجوم !!!

وفي واقع الأمر فان الخطة تتطلب من المتآمرين الكثير من الحظ أيضا, وذلك وفقا لما جاء في التقرير لأبحاث الكونجرس والذي يسلط الضوء على الهجوم التي تعرضت له المدمرة كول حين وصولها ميناء عدن للتزود بالوقود فقد كان الأمر يتطلب تقديم خطة لحماية هذه الزيارة, ووفقا لهذه الخطة فان السفينة ستكون على أهبة الاستعداد في حال حصول أي هجوم محتمل من قبل تنظيم القاعدة حيث تشمل هذه الخطة تزويد السفينة  بالحماية من الهجوم بالزوارق الصغيرة.

قائد السفينة القبطان كيرك ليبولد يستعرض في معرض حديث له بأنه يستذكر في وقت لاحق أن سفينته كانت تتحرك بسرعة خلال المنطقة في الحين الذي توقفت فيه للتزود بالوقود في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحا في ميناء عدن, ويصف ليبولد الوضع الذي حصل فيه الهجوم قائلا " لقد قمنا بترتيب ثلاثة مراكب خاصة بالنفايات للخروج وبحلول الساعة الحادية عشر من صباح ذلك اليوم خرجت ثلاثة زوارق بينما كان الطاقم مشغولا بإنزال القمامة حينها ذهبت إلى مكتبي للعمل على الأوراق اليومية عند الساعة الحادية عشر وثمان عشرة دقيقة حينها وقع الانفجار المدوي.

 

ويوضح ليبولد: الشيء الوحيد الذي كان يجول في خاطري في ذلك الوقت أن أحد الطوافات قد اصطدمت بالسفينة فحصل الانفجار, ولكن الأمر اتضح أنه لم يكن كذلك, لان قوارب القمامة قد غادرا السفينة منذ الساعة الحادية عشر والربع متوجهة إلى الميناء, والشيء الذي لم نستطع معرفته هو أن القاعدة كانت تتواجد في الميناء لعدة شهور وكانوا يلاحظون تحركاتنا حيث يكون يرصدون تحركات السفن الحربية, إذ خرج الزورق الثالث على أنه الزورق المخصص للقمامة  متخفيا بذلك, لقد كنا في ذلك الوقت نعمل بموجب قواعد السلام في حال حصول الاشتباك, عندما كنا هناك لم تظهر ما نسميه بالنوايا العدوانية التي تهدف إلى توجيه البنادق نحونا أو إطلاق النار علينا لذلك وبطبيعة الحال كنا نعتقد أن القارب الثالث هو خاص بالنفايات حيث أتى إلى قرب السفينة على أحد جوانبها  حيث كان هناك شخصين على متن القارب, وقفوا حتى أنهم لوحوا للقائد, حتى وصل إلى  البقعة في وسط السفينة حيث وقع الانفجار بعدها.

ان هذه القصة تعد قصة رائعة جدا, يقول يبولد لقد أمرت ثلاثة من القوارب الخاصة بالنفايات لتسحب المدمرة من على جوانبها حتى يتسنى لطاقمه وضع القمامة حتى جاء القارب الثالث لكنه لا يبدوا قاربا على الاطلاق بل كان زورقا محملا بالمتفجرات, وبالطبع فالكل يعرف كيف تبدوا قوارب القمامة فهي قوارب ضخمة مسطحة وصلبة, فهو لا يشبه هذه القوارب ولكن منذ أن قام كلا الإرهابيان بالتلويح فقد كانا يحضران في ذلك الوقت للهجوم الانتحاري, فلم يتم إطلاق النار على أي شخص في ذلك الوقت, فلم يجل في خاطر احد هذا الموضوع, وعلى الرغم من القوة التي تحملها المدمرة كول  والتي من شأنها أن تشمل الخطة الحربية والتدابير لمنع وقوع الهجمات الإرهابية فقد كان للزورق ما أراد حتى اقترب من السفينة إلى أن وصل إلى وسط السفينة ليحدث بعد ذلك فجوة كبيرة على أحد جوانبها.

لقد فشل القبطان يبولد في اتخاذ عشرة احتياطات للسلامة المطلوبة في ذلك اليوم الذي وقع فيه الهجوم و بالرغم من  كل هذه الحقائق فان القبطان يبولد وطاقمه لم يتلقوا أي عقوبات.

 

لم تستطع الحكومة اليمنية بكل تأكيد قيادة القوة الأمنية للمدمرة كول لتكون بذلك غير مبالية من هذه  الناحية وعلى ضوء هذا فان هناك تلميحات من جانب الحكومة الأمريكية بأن هناك مؤامرة وقعت بين كل من الحكومة الأمريكية والذين قاموا بالتفجير, الباحثون والذين اهتموا بحادثة الحادي عشر من سبتمبر قد يلاحظون شيئا واحد وهو أن ثلاثة من العملاء في زورق صغير مليء بالمتفجرات كان باستطاعته اعتراض المدمرة كول في أقل من ساعتين في ذلك اليوم, وكل القوة الجوية الأمريكية لم تستطع اعتراض طائرة واحدة من الأربع الطائرات التي تم خطفها في الحادي عشر من سبتمبر في نفس الإطار الزمني!!!

وعلى أية حال فانه يمكن للمرء أن يفكر في المخالفات الجسيمة التي تقع من جانب السفن التابعة للقوات البحرية الأمريكية قد تخلق خطط جيدة للإرهابيين. ففي الوقع يمكن لذلك أن يصنع خطة بسيطة حتى من شاب يبلغ من العمر عشرين عاما وهو الأمر الذي حاز عليه في العام 2000 حينما أتى بمثل هكذا خطة, ولكن وعلى ما يبدوا فانه يعمل دون وجود أي عوائق تعيق عمله.

ولعل هذا هو السبب في حداثة 11/9 , وأوردت تقارير أن سبب حنكة بن عطاش حيث يعد من المجاهدين المخضرمين كانت السبب في كونه المسؤول الأمني لبن لادن حيث ورد اسمه ضمن 110 مرة في التقرير و 150 مرة في الملاحظات وينبغي مقارنة هذا إلى مصادر التقارير الخاصة بمدير العمليات في القوات المسلحة حيث كان أحد المنسقين في اختطاف الطائرات.

 

ومن قبيل المصادفة فان يوم الحادي عشر من سبتمبر كان كابتن السفينة يبولد حاضرا في مقر المخابرات المركزية حيث أدلى بكل ما يعرفه للوكالة  من قبل ومن بعد التفجير الذي حصل للمدمرة كول, حيث يستعرض يبولد في حديثه  انه أخبر أحد المدراء المساعدين قبل حصول الهجوم الأول  لأول طائرة ضربت مركز التجارة العالمي بعشرين دقيقة فقط أن أمريكا لا تفقه الواقع فأنا اعتقد أن الحادث الذي حصل للمدمرة كول سيحصل في أمريكا حيث سيكون هناك المئات من البشر ضحية لأعمال العنف إذا لم يكونوا بالآلاف قبل أن تدرك أمريكا أنا في حرب دائمة مع بن لادن. 

لقد قيل أن عدة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم في العشرينات من العمر كانوا متورطين في أحداث سبتمبر ولكن في الواقع لقد كان معدل أعمارهم 22 عاما, حيث تعتمد الجهات الرسمية على هؤلاء الشباب على خلفيات تاريخية, فعلى سبيل المثال سالم الحزمي صاحب 20 عاما والذي كان له تأريخ طويل نسبيا مع تنظيم القاعدة, إضافة إلى صاحب العشرين عاما وهو احمد الحزناوي والأخير حمزة الغامدي والذين قيل عنهم أنهم كانوا محاربين في الشيشان وهم مازالوا في سن المراهقة.

الشيء الوحيد الذي يمكن خلاصته بعد كل هذا هو أنهم يفتقرون إلى الخلفية التاريخية والتي قد تكون عقبة في طريق اختبار الأدلة  الناتجة عن الخبرات والعلاقات, وما نستطيع معرفته حول هؤلاء الشباب يأتي من فترة وجيزة في حياتهم المستقلة والتي تقدمه التحقيقات الرسمية.

وهذا قد يكون سببا في أن مكتب التحقيقات الفدرالي قد ألقى القبض على عدد من المراهقين الشباب وذلك في محاولات من المخابرات للإيقاع بالشباب في تهم الإرهاب والتي تمت صياغتها من قبل مكتب التحقيقات نفسه.

ومن المثير للاهتمام فقد جاء ضمن سلسلة من التحقيقات من قبل الحكومة اليمنية حول تفجير كول باستنتاجات فيها الكثير من التناقضات والمخاوف وذلك في يوليو تموز 2001 ,حيث تقول تلك النتائج أن الحكومة الأمريكية كانت السبب الأبرز في تفجير المدمرة كول حتى تكون هناك ذريعة للقيام بالتدخل العسكري, حيث ذكرت صحيفة مصرية رائدة أن مسؤول يمني ادعى ان هناك أدلة على الولايات المتحدة تدينها بالحادثة وهي كجزء من مؤامرة تقتضي بسيطرة القوات الأمريكية على ميناء عدن.

كما أن التحقيقات اليمنية خلصت إلى أن الانفجار وقع من داخل السفينة  مع تفجير آخر حصل من خارجها عن طريق الزورق الملغوم والذي اصطدم بجسم المدمرة حيث كان الانفجار.

 

وبعد سنوات في وقت لاحق قام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في ذلك الوقت بتكرار نفس الادعاء على شاشات التلفزيون الوطنية من ان الولايات المتحدة تمتلك خططا من شانها غزو واحتلال عدن بعد التفجير, استمرت هذه الاتهامات غدوة وعشية, يذكر أن السفير الأمريكي باربرا بودين كان في ذلك الوقت متعاطفا إلى درجة كبيرة مع اليمنيين حيث قام بإعاقة التحقيقات الذي كان يقوم بها مكتب التحقيقات الفيدرالي, ولم يمض الكثير عن الحادثة حتى ادعى ضباط المخابرات المركزية روبيرت باير بأنه تحصل على معلومات عن طريق الجيش السعودي تفيد بان أسرة سعودية غنية مولت التفجير وكانت الحكومة اليمنية على علم بذلك ولكنها كانت تغض الطرف عن هذه المعلومات المتعلقة بالتفجير.

وكانت التحقيقات النهائية في هذه الحادثة قد انهارت تماما, حيث اتهم قلة قليلة في اليمن ولكنهم هربوا وقد أطلق سراح البعض من قبل الحكومة اليمنية, إلا أن اثنين فقط ممن قاموا بالتخطيط مازالوا رهن الاحتجاز لدى الحكومة الأمريكية بن عطاش وزميله عبدالرحيم الناشري والذي كان يسمى برئيس عمليات القاعدة في شبه الجزيرة العربية أما بالنسبة للناشري فقد اعترف تحت وطأة التعذيب بأنه كان العقل المدبر الثاني للعملية.

 

المعرفة البسيطة التي نملكها حول التفجير الذي وقع في ميناء عدن ليست مطمئنة, نعلم أن 17 من البحارة الأمريكان قد قتلوا بسبب مؤامرة إرهابية, وقد كانت هذه الخطة سخيفة للغاية أن ينتظر زورقا مطاطيا يحمل على متنه اثنين من الرجال سفينة أمريكية في زيارة شهرية لها, حيث قاموا بمغالطة طاقم هذه السفينة الحربية في وضح النهار وذلك عبر زوارق القمامة وكما اعتمدوا أيضا على قائد طاقم السفينة والذي كان يتوجب عليه اخذ الاحتياطات الوقائية اللازمة في حماية السفينة للزيارة, فهذا كله ما كان يحلم به صاحب العشرين عاما بن عطاش وزميلة الذي اشترى محرك القارب بعد أن تمت سرقته مؤخرا كي تمضي خطتهم إلى الأمام.

وفي هذه الأثناء فقد ذهب قائد السفينة بيولد ليكتب كتابا وينظم إلى شركة هوم لاند المتخصصة  في الأنظمة الأمنية, أما بالنسبة للحكومة الأمريكية فقد اتهمت من قبل مسؤولين يمنيين بالتسهيل  لهذه العملية حتى يستفيدوا من هذا الهجوم كما أن الحكومة الأمريكية رفضت اي عقوبات قد يواجهها الكابتن يبولد وذلك لارتكابه الكثير من الإهمال الواضح.

 وفي الأخير فان القصة الغامضة والغير مقنعة لهذا الهجوم قد استخدم مرة أخرى في أحداث الحادي عشر من سبتمبر حيث اعتبرت وسائل الإعلام السائدة بأنها الخلفية التاريخية التي استدنت عليها الولايات المتحدة لدعم الرواية الرسمية لما حدث في الحادي عشر من سبتمبر.

عن: عدن الغد، ترجمة عادل الحسني

زر الذهاب إلى الأعلى