أخبار وتقارير

عودة الحــمـدي

بعد(35)عاما على اغتياله اثبت الرئيس اليمني الراحل ابراهيم الحمدي انه لا يزال حيا في قلوب مئات الالاف من اليمنيين، الذين خرجوا في هذه الذكرى لتحيته، وفي مشهد بعث الكثير من الرسائل للقتلة وكذلك للقائمين على الوضع الحالي في البلد.

وظهرت امس الأول الذكرى الـ"35"، الاكثر زخما، مع تدفق مئات الالاف من اليمنيين صباح الخميس الى الشوارع لإحياء هذه الذكرى، والتي تأتي بعد عام واحد من الثورة الشبابية الشعبية، وهتف جموع المتظاهرين بعودة رئيسهم الراحل الذي طالما اعتبروه المخلص: "ياحمدي عود عود .. شعبك يذبح في الحدود"، كما وضعت عقود واكاليل من الورود على ضريحه في تعبير عن الحب والود منقطع النظيرين والذين يكنه الشعب اليمني لهذا الرئيس.

واغتيل الرئيس ابراهيم الحمدي في الـ11 من اكتوبر عام 1977، في كمين مسلح دبر له اثناء حضوره مأدبة غداء، ويتهم اليمنيون اطرافا بعضها ما يزال يمارس العمل السياسي بمحاولة الاغتيال وهو ايضا الرئيس الثالث للجمهورية العربية اليمنية بعد الاطاحة بحكم الامامة عام 1962، ويعتبره اليمنيون القائد الذي حدثت تحولات اقتصادية سريعة في عصره، وتم ارساء نظام تكافل اجتماعي حد من الفقر وعمل على توازن العملية وازدهار البلاد تنمويا.

وفي ذات السياق انطلقت في العاصمة صنعاء مسيرة ضخمة ، سميت "مسيرة اغتيال المشروع الوطني الحديث"، وشارك فيها الاف اليمنيين من مختلف اطيافهم وتوجهاتهم وبينهم اكاديميون واطباء ومحامون وصحفيون، وكانت نقطة التجمع في جولة " كنتاكي" ومن ثم اخذت المسيرة خط سيرها باتجاه شارع الزبيري في قلب العاصمة صنعاء واتجهت صوب مقبرة الشهداء ومن ثم باب اليمن حيث وري جثمان الشهيد ابراهيم الحمدي واخيه عبد الله الحمدي.

واصطف الحاضرون في المقبرة لقراءة الفاتحة على روح الشهيدين، ومن ثم وضع اكاليل الزهور والورود على قبريهما.

وشوهدت اخت الراحل وهي تبكي على القبر، وقال احد بيانات المسيرة "ان الحمدي لم يمت وهو خالد في قلوبهم وان المشروع الوطني الحديث اغتيل باغتياله، ولن يتركوا مرتكبي تلك الجريمة البشعة يفرون مما اقترفوه".

بعض منظمي المسيرة قالوا انهم سيتوجهون يوم 15 اكتوبر الى النائب العام لتقديم ملف كامل يحتوي على تفاصيل الجريمة البشعة التي ارتكبت عام 1977م لمعاقبة ومحاسبة الجناة والقصاص منهم.

وفي محافظة تعز، خرج عشرات الالاف من اهالي المحافظة صباح الخميس لتحية قائد الحركة التصحيحية 13 يونيو(1974م) ورئيس الجمهورية.

وطالب جموع المتظاهرين بإعدام قتلة الحمدي وكل الشهداء الذين سقطوا منذ ذلك الحين وحتى اليوم وهتفوا "الحمدي ضحى بالدم والقاتل لازم يعدم" و "يا(…)خبرك عندي انت قاتل الحمدي و " الحمدي شهيد وطني والمخلوع خائن وطني ".

 

كما نفذوا وقفة احتجاجية امام مبنى محافظة تعز لمطالبة الحكومة اليمنية بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في اغتيال ابراهيم الحمدي والكشف عن المخفيين قسريا من ذلك اليوم وحتى اليوم، وتقديم الجناة للعدالة حتى ينالوا جزاءهم الرادع.

وفي الوقفة الاحتجاجية قرأ" التنظيم الوحدوي الناصري "بيانا" اعتبر ان الوقوف في هذه الذكرى انما هو وقوف امام لحظة لم تكن تستهدف حياة القائد الشهيد فحسب بل كانت تستهدف الارادة الوطنية ومشروعه الوطني التقدمي".

واضاف البيان الذي وصل "الأولى" نسخة منه " ان نجاح اي ثورة يتبدى في مدى قدرتها على رد الاعتبار للمشاريع الوطنية الملبية لإرادة وتطلعات الجماهير "معتبرا" ان الثورة الشبابية الشعبية السلمية قد استلهمت روح المشروع الوطني للقائد الشهيد في مطلبها بناء الدولة المدنية الحديثة".

ودعا البيان الى "التحقيق في جريمة اغتيال الشهيد الحمدي واخيه عبدالله الحمدي، والكشف عن مصير زملائه القادة عي قناف زهرة وعبدالله الشمسي اللذين تم اخفاؤهما في نفس يوم الجريمة والكشف عن مصير المخفيين قسرا والذين طالتهم ايادي ذلك النظام الغاشم بعد تنفيذ انقلابا على المشروع الوطني واغتيال الشهيد ابراهيم الحمدي والكشف عن اماكن دفن جثامين شهداء حركة 15 اكتوبر 1975م وتسليم رفاتهم لذويهم".

كما احياء التنظيم الوحدوي فرع تعز الذكرى الـ"32" لاغتيال الشهيد ابراهيم الحمدي بإقامة ندوة بمقر التنظيم بعنوان "اغتيال الحمدي.. اغتيال وطن "، وقد تضمنت الندوة محورين، الأول، المشروع الوطني "بناء الدولة اليمنية الحديثة عند الحمدي" قدمها القيادي الاشتراكي الدكتور امين ثابت بدلا عن رفيقة احمد الحربي الذي اصيب بحمى الضنك.

بينما تطرق المحور الثاني لـ" اغتيال الحمدي.. انقلاب المشروع الوطني " لمحمد سعيد ظافر عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الناصري وتطرق فيه الى فكرة انشاء المؤتمر الشعبي العام التي طرحها الشهيد عيسى محمد سيف وكيف عمل على اخراجها الى ارض الواقع ليكون جامعا لكل القوى الوطنية والسياسية في البلد وفي محافظة ذمار، طالب الالاف بفتح ملف اغتيال الرئيس الحمدي، ومحاكمة قتلته، كما هتفوا لـ" مشروع الحمدي المدني" ودشنت حملة المليون بصمة للمطالبة بالكشف عن مصير المخفيين قسريا.

وانطلقت المسيرة من امام مكتبة البردوني مرورا بشارعي صنعاء ورداع و استقرت في جولة المحافظة امام مبنى مقر فرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وردد المشاركون هتافات: " ياحمدي عود عود.. شعبك يشحت في الحدود".

 

وفي محافظة اب اقام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بالمحافظة امس الاول الخميس مهرجانا خطابيا وفنيا على قاعة المركز الثقافي احياء للذكرى الخامسة والثلاثين لاغتيال الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي.

وفي المهرجان القيت العديد من الكلمات والقصائد الشعرية التي تناولت فترة حكم الرئيس الحمدي ومشروعه الحضاري في اقامة الدولة المدنية الحديثة وارساء مبدأ العدل والمساواة.

وتطرقت الكلمات التي القيت من قبل كل من امين سر التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بمحافظة اب وفخري الرباحي رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح وكلمة المنظمات الجماهيري لعادل عمر الناطق باسم التحالف الشبابي بمحافظة اب تحدثت في مجملها عن علاقة النظام السابق بتلك الجريمة.

وتحدث خالد هاشم عن "مشروع الرئيس الحمدي في نهضة اليمن ووضع الاركان لبناء الدولة المدنية الحديثة"،  كما تطرق هاشم " لما تعرض له الناصريين من قمع وقتل وتنكيل وهم لا يزالون يدافعون عن مشروعهم الوطني مشروع الدولة مشروع الدولة المدنية الحديثة".

وقال هاشم " ان لشهر اكتوبر العديد من المسرات والافراح بحياة شعبنا وامتنا ونحن الناصريين لنا من تلك الأفراح نصيب كما لكل فرد في الامة الا ان لنا ايضا في هذا الشهر الكثير من المآسي والاتراح التي قد تخصنا وحدنا وان كنا نظن ان غيرنا من الوطنيين يشاركوننا هذه الاتراح مأساة اغتيال الشهيد ابراهيم الحمدي التي نحييها اليوم".

عن: صحيفة الأولى

زر الذهاب إلى الأعلى