أخبار وتقارير

شباب لودر بأبين .. بطولات في طي النسيان

 عاشت مدينة لودر اياما كانت ذات طابع مذهل، حيث كان جميع اهاليها يشاركون في التصدي لقوى التطرف والارهاب المتمثل في تنظيم القاعدة الا ان دور الحكومة لا زال غائبا في تقديمها المعونات والمساعدات للمواطنين سوى انه اقتصر على تدوين اسماء في كشوفات دون فائدة من ذلك.

صحيفة " الأولى" بدورها قامت بزيارة خاطفة الى مدينة لودر، حيث وجدت اهالي تلك المدينة لا  زالوا يتساءلون الى متى سنظل رهيني معاناتنا التي لم تنته بعد..؟

تقرير: ابو عبدالله بن هيثم

 

مدينة لودر احدى مديريات محافظة ابين، والتي دارت فيها معارك طاحنة مع القاعدة حيث انها موطن اول قائد للجان الشعبية توفيق حوّس، الذي استشهد فيها تاركا خلفه وصيته "الثبات الثبات.. العزيمة العزيمة"، التي تعتبر الوصية الاخيرة له لتبقى عالقة في ذهن كل اهالي لودر، وذلك لضرب المثل بان المجاهد الصادق يهب روحه اذا لزم الامر دون تردد.

 

العمل ثمرة جهادية

ان تربية الشباب في لودر تتكامل كل يوم، حيث لا يغفل عن دمجها في العمل منذ البداية حتى اثناء دراستهم لأن العمل ثمرة جهادية في الوقت الحاضر حيث برز في ميدان القتال من شباب لودر مقاتلون ايقظوا الاندفاع القتالي، واصبحوا الطليعة والعامل الذي خلق الظروف الذاتية الضرورية للنصر، وكل تلك التضحيات.

صحيفة "الأولى" زارت موقعا من مواقع الشرف للجان الشعبية، ووجدت كل الشباب ملتزمين بمواعيد الحراسات في كل المواقع، اشد من التزام المواقع العسكرية الحكومية، حيث تركوا ملابس الاناقة ولبسوا الزي العسكري ولم يكن في هواتفهم سوى الاناشيد الحماسية وصور لإخوانهم الشهداء.

 

الحكومة نسيت التضحيات التي قدمها شباب اللجان الشعبية

تحدث للصحيفة الشاب والمنشد الثائر عبد القادر الجيلاني، وعبر عن رضاه بالواجب الذي يقوم به هو ورفاقه الآخرون دون اي اجور او عطاء وطالب الدولة بتوظيف الشباب والا تقتصر تلك الوظائف على الجانب العسكري فقط، لأن من الشباب من يحمل مؤهلات دراسية مشيرا الى ان لودر في امس الحاجة الى توفير الخدمات الأساسية وخاصة الصحة حيث بينت الحرب ذلك العجز اثناء اسعاف المصابين والجرحى الى محافظة البيضاء مؤكدا انه وجميع اخوانه من الشباب سيظلون جنودا مخلصين منتهجين نهج المجاهد الصادق في الدفاع عن وطنه بروحه الطاهرة.

ان كل تلك الأعمال البطولية التي قام بها اهالي لودر لم تدل على الشجاعة فحسب، بل ابرزت بوضوح التجارب مع متطلبات الواقع بالتضحيات الجسيمة التي خاضوها حيث قدم شباب لودر التضحيات الكبيرة منهم من استشهد، ومنهم من جرح واصيب في المعارك مع تنظيم القاعدة، ومنهم من قدم المال.. وكل هذه الاعمال البطولية حققت منجزاتها للشعب بكامله.

 

وفي ظل تلك الاعمال البطولية التي قام بها شباب لودر في التصدي لعناصر تنظيم القاعدة، لا يزال الشاب محمد صالح احمد المشألي، الذي زارته الصحيفة في بيته، لم يخرج من منزله منذ ان تعرض للإصابة، حيث كانت اصابته بليغة وكانت في الايام الاولى للمعارك، ولا يزال حتى اللحظة في جهاد مع نفسه، فهو عفيف ومثله كثيرون من جرحى الحرب في لودر ولا يحب ان يذهب ويطرق ابواب المسؤولين حيث لا يزال صابرا على الالام والجراح بعيدا عن نظر الحكومة التي لم تفعل اي شيء يذكر ازاء قيامه بعمله البطولي، حيث وجدناه يقول انه ليس افضل من اخوانه الشهداء.

وكذلك تحدث للصحيفة الشاب توفيق المقدمة، وكان سعيدا جدا بالنصر الذي حققه اهالي لودر على العصابات المسلحة، وابدى استعداده لتقديم روحه ودمه وماله في سبيل نصرة الحق والعيش بكرامة وحرية وامان، واخذنا الى منزله الذي دمر بالكامل اثناء المعارك لعل محافظ ابين يسمع هذا الكلام عبر الصحيفة.

وفي هذا المنزل المدمر كانت تعيش اكثر من خمس اسر اصبحت اليوم مشردة وتأوي في بيوت بالإيجار، حيث طالب المحافظ بالإسراع في مساعدتهم من اجل العودة الى منزلهم لأن ظروفهم صعبة جدا.

 

المعوقات والمساعدات غائبة

مجاهد علي باقطيان تحدث بانهم لم يحصلوا على اية مساعدات من الدولة خلال فترة الحرب حتى هذه الأيام وكذا معونات دولة الامارات العربية المتحدة لم يحصلوا على اي شيء منها، مشيرا الى ان هناك بعض المساعدات، ولكنها استثنت بعض المواطنين، وهذا كان الخطأ بعينه، لأن كل اهالي لودر عاشوا محنة الحرب، ويستحقون جميعهم المعونات والمساعدات دون استثناء.

الدولة غائبة في تقديمها المعونات والمساعدات للمواطنين في لودر، ولكن الذي حضر هو تنوع مصادر المعونات من الجمعيات الخيرية ورجال الخير، فالمواطن في لودر لم يحصل على شيء حيث بقي مشرداً للدمار الذي لحق به من شتى الجوانب، الا ان اسمه بقي مقيدا في الكشوفات دون فائدة ترجى، حيث ظل اهالي لودر يتساءلون الى متى سنظل رهائن لمعاناتنا التي لم تنته بعد…؟!

عن: الأولى

زر الذهاب إلى الأعلى