أخبار وتقارير

الإصلاح يدفع باتجاه التصعيد للسيطرة على المكاتب الحكومية

نقل "الإصلاح" خلافاته مع محافظ تعز شوقي احمد هايل من تحت الطاولة إلى فوقها مع الإبقاء على الملفات مغلقة كما أنه طوى مرحلة الحرب الباردة التي ظل يشنها على المحافظ وحوّلها إلى حرب دافئة ترتفع سخونتها تدريجياً.


الإصلاح تحرك الأسبوع الماضي عبر ثلاثة محاور بهدف خلط الأوراق, الأول: باتجاه صنعاء عبر تسيير رحلة شبابية أطلق عليها "الروح الثورية", مصادر مطلعة أكدت أن المسيرة يقف خلفها تجمع الإصلاح عبر نافذين فيه قاموا بتمويلها, بعد أن تم تطعيمها بعدد من الشباب المستقلين وبعض الشباب المحسوبين على الناصري تم الزج بهم في المسيرة لخدمة أجندة لا يعلمونها, وحسب برنامجها المعلن فإنها هدفت بالأساس للقاء الرئيس هادي لمطالبته بتغيير من يطلقون عليهم القتلة والفاسدين إلا أن الحقيقة غير ذلك تماماً كون الإصلاح يعلم أن مثل هذه المسيرات لا تستطيع ان تؤثر إلى درجة إصدار مثل هذه القرارات ويعلمون أن للقرارات غرفاً مغلقة يتم التفاوض عليها وحسمها لكنها أرادت من ذلك توجيه رسالة لمحافظ تعز أنهم ما زالوا قادرين على تحريك أوراق عدة منها المظاهرات والمسيرات وتوجيهها إلى كل مكان, حتى صنعاء!!!



رسائل وملفات!



سكرتير الشباب والطلاب في الحزب الاشتراكي عيبان محمد عبد الرحمن أكد وقوف حزب الإصلاح وراء تلك المسيرة فقد نفى ان يكون الحزب مشاركاً أو على علم بمسيرة ما تسمى (رحلة الروح الثورية) وقال في حديث لـ"المنتصف" إنهم بالحزب الاشتراكي لم يشعرهم احد بتنظيم تلك المسيرة وفوجئوا كغيرهم بالإعلان عنها حتى انه هو شخصياً لم يعلم الا لحظة خروجها من تعز وعن الجهة التي تقف خلفها قال ان كيانات ثورية محسوبة على حزب الإصلاح هي من دعت إليها ونظمتها مؤكداً على أن المسيرة لا تحمل أي اهداف واضحة تخدم الثورة الشبابية إلا أنها قد تكون رسائل أراد منظموها إرسالها على إطراف أخرى ولم يفصح عن تلك الرسائل..



الاتجاه الثاني تحريك ملف الجنود الذين أعلنوا انضمامهم للثورة حيث تم الدفع بهم إلى قطع شارع جمال وسط مدينة تعز منذ أسبوعين ونصب متاريس وتوسيع نقاط الاعتصام, ما يشير إلى تأهبهم للدخول في مواجهات مع رجال الأمن.


تجيير مطالب العسكريين



مصادر مطلعة أكدت أن عدداً من الجنود الذين قاموا بقطع الشارع هم من قُيدت أسماؤهم ضمن كشوف في مقر تجمع الإصلاح بتعز على أعتبار أنهم منضمون للثورة قبل عام ونصف..

وأشارت المصادر إلى أن معظم تلك العناصر تنتمي لألوية عسكرية تابعة للفرقة رفضت الانشقاق مع علي محسن وهو ما يعني ان مرتباتها في كشوف الفرقة ويستطيع اللواء محسن نقلها ببساطة من كشوف لواء على آخر, إلا أن الإصلاح أبقى على وضعها بالتنسيق مع علي محسن حتى يستمر استغلالها حيث يتم استدعاء تلك العناصر بعد كل خلاف مع المحافظ, بهدف تجيير المطالب الحقوقية للعسكريين لخدمة أجندة لنافذي حزب الإصلاح.



استغلال



المصدر أكد على صحة كلامه في إيقاف مرتبات 400 من الجنود كان قد بذل محافظ تعز جهوداً كبيرة في ضمهم للواء 117 في المندب مع 800 أخرين إلا أنهم وبعد شهر من تسلمهم مرتباتهم فوجئوا بتوقفها مرة أخرى بحجة ان الفرقة الأولى ضمت مرتباتهم إليها من جديد لتبقى المشكلة مشتعلة..

ووفقاً للمصادرفإن الكثير جنود الحرس الجمهوري الذين اعلنوا انضمامهم للثورة قبل عام ونصف وضمهم إلى صفوف ما كان يعرف بصقور الحالمة, عادوا لمعسكراتهم قبل أيام بعد أن تم استيعابهم في معسكر الحرس بصنعاء, وبعد أن خذلتهم قيادات الاصلاح بتعز وشعروا أنها تتلاعب بهم وتستغلهم…



استدعاء إصلاحي للضغط على المحافظ



المصادر نفسها اكدت أن العناصر المتبقية كانت قد تقلصت وأصبحت محدودة العدد إلا أن الإصلاح استدعى عدداً من الجنود كانوا ضمن كشوف ساحة اعتصام كرش التابعة لمحافظة لحج والتي يديرها قيادات في تجمع الإصلاح من مديرية القبيطة لزيادة الضغط على المحافظ.. وكانت مصادر مطلعة قد اكدت ان محافظ المحافظة رفض مقترحاً مقدماً من اللجنة الامنية بفتح شارع جمال بالقوة وأكد المحافظ للمجلس الأهلي أن عدم فتح الشارع ليس ضعفاً, وإنما تفادياً لعدم إراقة الدماء.



الاتجاه الآخر الذي لجأ له حزب الإصلاح دعم التصعيد في وجه المحافظ, تحت يافطة إقالة الفاسدين والمتهمين بإراقة دماء الشباب, بهدف إزاحة عدد من الوكلاء ومديري العموم والقادة العسكريين, حتى يتمكنوا من التوغل في الجهاز الإداري في المحافظة, الذي لا يزال تواجدهم فيها ضعيفاً قياساً بمحافظات أخرى كعدن وإب, لذلك نظم الحزب تظاهرات تطالب بإقالة مدير عام مكتب التربية والتعليم ومدير الصحة والأشغال ومدير الأمن العميد أحمد علي المقدشي..

محاولات مستميتة من حزب الإصلاح للسيطرة على المؤسسات الحكومية بتعز وشركائه في أحزاب المشترك بقت "فاغرة فاها" منتظرة القدر لكنها منشغلة بتدبيج البيانات التي تؤكد وقوفها مع المحافظ لكنها لا تملك القدرة على إيقاف تغول حزب الإصلاح.


المصدر: صحيفة المنتصف

زر الذهاب إلى الأعلى