فضاء حر

شهداء الثورة وجرحاها

يمنات

قدمت الثورة الشعبية السلمية ما يقرب من ألفين وخمسمائة شهيد. والرقم ليس موثقاً ولا دقيقاً وهذه مصيبة أولى!.

أما الجرحى فمئات وآلاف كلاهما الجرحى والشهداء لم يلفت إليهم أحد- ولم يعد يذكر بهم إلا ويلات أسرهم وذويهم ومن يعولون.

قطعت الدولة عهوداً ووعوداً لم تف بها، وتحدثت منظمات وهيئات دولية عن علاج الجرحى ولم نلمس شيئاً.

جاءت منح لعلاج الجرحى من دول وظفها النافذون في الحكم لصالحهم، وحرم المستحقون منها.

خيبة الأمل كبيرة بغزر الدماء التي سفكت وبغور الجرح الذي ما اندمل.. وبقدر الصدمة والمعاناة التي تتلقاها عائلات وأسر الشهداء والضحايا ملايين الشباب والشابات اللائي خرجن إلى الميادين العامة مرددين (الشعب يريد إسقاط النظام) بصدور مفتوحة ورؤوس مرفوعة.

هم الآن يشاهدون مئات الشهداء دون عزاء وآلاف الجرحى دون علاج والعدل الذي حلموا به ينداس. والآمال الكبيرة التي علقوها على قيام دولة مدنية عصرية ديمقراطية وحديثة معاقاً ومحاصراً يرون الخارجين من السلطة الفاسدة والمستبدة يعودون إليها منتصرين وارثين الثورة والحكم في آن.

من للشهداء الذين قدموا أرواحهم طلباً للعدل وحباً للحرية وفداء للشعب من للجرحى المهددين بالموت الأكثر من ألفي شهيد يعولون أسراً.. وآلاف الجرحى يعولون أو تعولهم أسرهم المعدمة أصلاً. والتي رأس مالها كله هؤلاء الشبان والشابات كانت الثورة الوسيلة المثلى والأمل الوحيد في الخلاص والانعتاق من الطغيان. ومن نهج الإفقار حد التجويع. والإهانة حد التمويت والقساوة حد القتل.

النظام الذي أتقن الانهيار عاد للتماسك ويحاول جاهدا القبض بكلتي اليدين على النظام المفكك والمتداعي.

المتقاتلون باسم الشعب وعلى الشعب "متوحدون موضوعياً". فالأرضية الاجتماعية والفكرية والممارسات الواقعية واحدة.

 

سواسية كأسنان الحمار فلا ترى. لذي شيبة منهم على ناشئ فضلاً.

وحسناً فعل المناضل أحمد سيف حاشد والمحامون الذين تكرموا برفع قضية في المحكمة على الحكومة.. والواقع أن الحكومة والدولة وأحزاب اللقاء المشترك لم تقم بواجبها كما ينبغي. بل أن بعضها قد وظف دم الشهداء مستهيناً بجراح الضحايا جاعلاً منها سلالم للوصول إلى الكرسي.

وتتحمل مؤسسات المجتمع المدني والناشطون والثوار في الساحات مسؤولية أدبية وأخلاقية إزاء المئات من الجرحى المدافعين عن الحرية والحق. وإذا كنا ندين الحكومة وأحزاب التقاسم على إهمال الجرحى وتناسي دماء الشهداء وعدم معالجة أوضاعهم فإننا ندعو الشباب إلى التضامن مع الدعوى المرفوعة ضداً على الحكومة.

كما ندعو مؤسسات المجتمع والناشطين الحقوقيين والشخصيات العامة والديمقراطية التنادي لبناء مؤسسات مهنية وحقوقية تتصدى للفساد والاستبداد ولقوى الفتن والحروب التي تتسيد الوضع، وتعيد إنتاجه ولكن بصورة أكثر فداحة وظلماً.

 

تحية للدكتور مقبل عامر التام الأحمدي وفريق عمله في وزارة الثقافة.

وتحية لآل الورد الذين رفدوا مكتبة المخطوطات اليمنية بالمئات من المؤلفات والمجلدات ومن أندر المخطوطات في اليمن.

إن مثل هذه الخطوة في صنعاء لتذكر بالدور الرائع الذي قام به المثقف العربي والإنسان علي عقيل ابن يحيى عندما جمع مؤلفات ومخطوطات مفكري وعلماء حضرموت منشئاً دار الأحقاف في المكلا والتي أصبحت مركزاً للباحثين ومناراً ومرجعاً لطلاب المعرفة من كل مناطق اليمن.

خطوة وكيل وزارة الثقافة تستحق الرعاية والاهتمام والتشجيع من الدولة ومراكز البحث وبالأخص في وزارة الثقافة والأمل كبير في أن يهتم الدكتور عبدالله عوبل، وهو الإنسان المثقف والأستاذ المفكر والأديب والمثقف الكبير هشام علي ابن علي.

زر الذهاب إلى الأعلى